الأربعاء، 24 فبراير 2016

كيف توازن بين إستقلالية أبناءك و رعايتك لهم ؟

By 11:19 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته






لابد أنك تذكر تلك الحالات التي مرت بك و أحدهم يحاول نصحك و توجيهك فيضيق صدرك و تشعر أن الكلام يجب أن لا يوجه إليك ، لأنك تفهمه وتعرفه مسبقا ولست بحاجة لمن ينصحك و من ينصح لا يفهمك أساسا ولا يوجه لك الكلام الذي يناسبك ، و ليس هناك قناة تواصلية بينك وبينه ... وهو ما يحدث في العادة بين أب و إبنه أو إبنة وأمها ... وكل يرى أنه على حق غير أن الآخر لا يفهمه ولا يستوعب ما هو فيه . 

وما ينقصهم فقط بعض من التحاور و الإستماع لبعضهم البعض حتى يوضح كل منهما وجهة نظره ... و هذه مسألة تبدأ مبكرا منذ ولادة الطفل ... نعم منذ ولادته وكل التربية تبدأ منذ ولادته و بعضها يبدأ قبل حتى إختيار أمه و ولادته... بحيث أنك بعد الفرح و البهجة التي تغمر قلبك بولادته ... يجب أن تعرف جيداً أنه يحتاج منك إلى أكثر من مجرد الطعام و الشراب و الكسوة ...و العقيقة ... و الحفل الأسبوعي المبهر ... 

فهو يحتاج منك أن تتق الله فيما تتطعمه و تحريك للحلال واجب عليك ، كما تتق الله فيما تتعامل به و تتصرف به و تكتسبه من أفكار و تتعامل به مع الناس ، هذا كله أنت مكلف به فعليك أن ترعاه رعاية جيدة في نفسك منذ ولادته و ربما قبل إختيار أمه أيضا ...

إن أردت حقا أن تجد التوازن بين ما يجب أن تعطيه من إستقلالية لإبنك و في ذات الوقت رعايته ... فعليك أن تبدأ المشوار مبكراً جداً ... في تدريبه و تعليمه على الحوار و الأخذ و الرد و الإستقلالية في إختياراته وفي ذات الوقت توجيهه بالنصيحة و تركه لتحمل مسئولية إختياراته بنفسه دون تعنيف دون معاقبة بل بتوجيه و نصيحة

و يجب أن تعلم جيدا أن هناك نوع من النصيحة يصلح أن يكون قبل وقوع الحدث بإعطاء أمثلة ... و هذا النوع يحتاج منك أن يكون بينك وبينه قناة حوارية و ثقة في رأيك مسبقة و إهتمام منك بالتفاصيل و إعطاء الرأي في حينه بما يبرره دون أن تفرضه فرضا ، فتبرير الرأي بإظهار مبرراته و تبيان حقيقته يجعل المنطق يدخل عقل إبنك مبكرا و يجعله يثق أكثر فيما تقول لأنه مبني على أسباب وليس فقط تسلط و تحكم وفرض للرأي لمجرد الفرض ، حتى إن كنت أب أو أم فلا يعني ذلك أنه يجب أن تفرض رأيك ... و هذه نقطة مهمة ... فإن أردته أن يسمع رأيك و قولك ... كن منطقيا مسببا لما تقول معطيا لرأيك قوة ثقة بعقلانية و بسبب وجيه و إن كان طفلك لا يعلم أبعاده و لكن ثقته فيك التي يجب أن تبدأ في زرعها منذ الولادة بعدم الكذب عليه أو خداعه أو إعطاءه أي معلومة خاطئة مهما كان . 

تذكر ... أن تعطي معلومة ناقصة و تكملها بلا أعرف و سأبحث عن المعلومة و أقول لك ،  خير من أن تخترع معلومات تلفقها و تسد بها عجز معرفتك ... و هذا سيفقدك الثقة مع الوقت ... 

و هناك نصيحة تصلح أن تكون بعد وقوع الحدث بحيث تستعمل الحدث نفسه لتبيان الأخطاء و تبيان الحسنات فيه و إعطاء مثال حي عن تجربة خاضها بنفسه بحيث يفهم ، و تأكد أن حوارك معه في سن مبكرة يجعل كلامك الآن أكثر وضوحا و أكثر تأثيرا و كذلك سيكون لك مرجعا كي تقول له : هذا جزء مما أخبرتك به من قبل إن كنت تذكر ، وتسوق المثال في شكل خبر وليس في شكل تعزير ... تذكير و تأكيد على أن ما قلته له أنت صادق فيه فيزداد ثقة فيك و يصدقك أكثر عند الحاجة ...

قد تحتاج إلى التعزير أحيانا و الحزم ولكن حاول أن يكون التعزير بمنطق وليس بتسلط ، أن يكون بحوار و سؤال و إنتظر إجابته و حاوره وإستمع منه لتعرف وجهة نظره فيها كي تبين له إن كان هناك خطأ ... و تذكر ... أنك يوما ما كان يضيق صدرك بمن ينصحك ولا يسمعك ، يضيق خاطرك بمن يأمرك دون أن يسمع رأيك أو يعطيك فرصة للحوار و قول ما تريد قوله و تبيان وجهة نظرك ... و تأكد أن من تحدثه الآن يحدث معه ذات الشيء ... فحاول أن تعطيه المساحة التي كنت أنت تحتاجها عندما كنت في مكانه .

إستعمال الحوار مهم جدا منذ الصغر ...  الوضوح والصدق و الصراحة مهمة جدا ... و كذلك التسبيب أو التبرير لكل ما تقوله حتى يكون واضحا له سبب و يكون مبني على حقائق وليس رغبات و تسلط ... 

ويجب أن تتذكر جيدا ... أنك أنت مسؤول قبل إبنك ... فلا تطالبه هو فقط بالتنفيذ و الإصغاء و الطاعة دون أن تقوم أنت بواجبك ... فمن واجبك أن تتريث في الحكم و تستمع له وما سيقول ... من واجبك أن تزرع فيه الثقة في نفسه وفيما يقول دون أن يخاف عواقب ما سيقول بل يفرح أن هناك من سيجيبه على تساؤلاته و إستفساراته بوضوح و تفهم و تحاور و يخبره مواضع خطأه ... 
الإستعجال و إعتقاد الكبار أن أبناءهم دائما صغار يجعل التحاور أمر في غاية الصعوبة و ربما يتحول إلى عداء صامت ... عداء لسماع كل نصيحة ... و رفض مستمر لكل كلمة ستقولها ... لأنك لم تكن القدوة ولأنك لم توصل مفهومك ولأنك وهي الأهم ... لم تعطني فرصة لأوضح لك وجهة نظري لكي ترى بنظرتي في زمني أنا الذي أعيش والذي يختلف عن زمنك أنت و مهما فعلت قد لا تصل إلى مرحلة فهم لغة زمني في فهم الأمور و معطياتها و إن كنت مكاني ... كنت ستتصرف مثلي ... فأعطني فرصة لأخبرك و لتفهم جيدا حتى يكون حكمك على الأشياء صحيحا

فيجب أن تراجع نفسك جيدا و تعرف متى تتحدث و متى تصمت و متى تعلق بحزم و متى تعلق بتساؤل و كيف تسوق نصيحتك ... و ماذا تقول و كيف تقوله مهم جدا ...

من أكثر الأخطاء إنتشار في التربية ... هي الإهمال طوال سنوات التربية الأساسية التي تبدأ منذ الصفر حتى البلوغ ... و من ثم ينتبه الأب أو الأم أن إبنهم الصغير ذاك ... قد كبر و أصبح يتصرف بتصرفات غريبة لم يعهدوها ، وهي تصرفات طبيعية جدا في ذاك الوقت ولكنك أهملت وتركت ولم تهيء و أتيت الآن و تريد أن تتدخل ، فسيكون عملك شاقا أكثر ممن بدأ التربية منذ الصغر و ربط الروابط مع إبنه بشكل أفضل و حقق فيها الكثير حتى أصبح بالإمكان أن يكون جالسا و يأتيه إبنه ليخبره عن ما حدث معه في حياته و يستشيره و يجد أنه يستمع له لأنه يثق فيك منذ زمن ... و يعرفك و يعرف رأيك منذ زمن و كبر عليه وله فيه ثقة ، بعكس من تعرف على إبنه بعد البلوغ و لم يكن بينهم أي تجاذب أو إنجذاب ... فيتصرف الأب بتسلط حتى ينفع إبنه و يتصرف الإبن بتمرد حتى يخرج عن سلطة أبيه ، وهو في سن تخوله أن يخرج عن سلطة أبيه لأنه أصبح بالغ ، و الخروج عن سلطة الأب يجب أن تكون تحت إشراف الأب حتى يستطيع إعطاءه إستقلاليته وفي ذات الوقت يرعاه إلى المرحلة التي يحتاج فيها الرعاية و تنتهي هذه المرحلة بتقديم النصائح فقط و الثقة في قراراته التي سيعيش بها حياته هو ... 


فهل أنت قادر على فعل هذا؟ 

نعم انت قادر ولكن عليك أن تبدأ مبكرا و إن لم تكن قد بدأت فبإمكانك أن تبدأ الآن ... بإزالة الحواجز بينك وبين إبنك بمصادقته حقا و الخروج من حذاء الأبوة و إرتداء حذاء الصداقة حتى تتقرب إليه و تكسب صداقته ليتقبل منك النصيحة التي ستكون هي رعايتك له في إستقلال حياته . 

مع ملاحظة أن ما سبق لا يخص الإبن الذكر لوحده ولكنه يخص الأبناء من ذكور و إناث معا مع ما لكل منهما من خصوصية...و مع إختلاف طبيعة الأنثى و حاجتها الدائمة للولي و لمن يرعاها حتى تنتقل إلى ولاية زوجها ، و الحوار معها أيضا يجب أن يكون مع الأب كما مع الأم ، فكثيرا ما يخطئ المربي في مسألة إهمال الفتاة بحجة أن مواضيعها كلها تناقش مع الأم و هذا خطأ ... فهناك مواضيع كثيرة يفيد فيها الأب إبنته أكثر من الأم و هو واجب الأب أن يفتح ذات المجال للحوار مع إبنته حتى يعلمها حقا كيف تكون الإبنة و الأخت و الزوجة التي يجب أن تكون و يعزز فيها روح الأنثى التي ستدعم بها رجلا يسلمها له عن علم و عن وعي ليعرف حقا لمن سلمها و إتأمنه عليها وهو يعلم أنها لن تخونه لأنه أشبعها بحنانه و حضنه و وسع صدره لها و أعطاها إستقلاليتها في الحدود التي تحميها و تحفظها من كل سوء بما لا يتعارض مع الفطرة ... 

بالتالي حاول أن تبدأ مبكرا في كسب ثقة أبناءك ... و مبكرا في إعطاءهم جرعتهم الكافية من الحنان و العطف و المحبة و القبلات و الأحضان ... و مبكرا في التحاور معهم بمنطق واعي و إسلوب واضح مبني على المنطق و التبرير و إبدأ الأسباب و الوضوح التام بحسب فترتهم العمرية ... و تذكر أنهم يجب أن يخوضوا حياتهم بأنفسهم وأنهم بمجرد البلوغ ... لم يعودوا أطفالا ولا صغاراً مهما نظرت إليهم  على أنهم كذلك ، فلا تكرر أخطأ غيرك في التعامل معهم على أنهم أطفال بعد بلوغهم و بداية تكليفهم ... 

كل هذا من مسئوليتك أيها المربي ... أبا كنت أو أما ... و هو في الأهمية أعلى مرتبة من أهمية أكلهم و شربهم و كسوتهم ... و نمو أجسادهم الذي لا ولن تتدخل فيه إلا بالغذاء و البقية على الله ... 

ولكنك مسؤول مسؤولية كاملة عن نمو عقولهم و تعلمهم حمل المسؤولية في عمر مبكر قبل البلوغ ... وتعلم أمور دينهم الأساسية التي سيمارسونها في كل يوم من ايام حياتهم ولا تكتفي بتعليمهم لها شكلا و حركات فقط بل إحرص على غرس مفاهيمها في عقولهم بعد أن تكون قد غرستها في عقلك انت ... حتى تضمن أنهم سيعرفون كيف يتصرفوا عندما ينطلقوا في الحياة التي سيحاسبوا عليها هم وليس أنت كما أنك ستحاسب على ما قدمت لهم و تذكر أن لهم عليك حق كما عليهم لك حقوق ... فتخلق أنت التوازن بين إستقلاليتهم و رعايتك لهم بالنصح و الإرشاد الذي هيأت له منذ البداية ... 




شكراً ... 
أكمل قراءة الموضوع...

السبت، 20 فبراير 2016

كيف تمنع و تتخلص من الإكتئاب ؟

By 12:35 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




أغلب أسباب الإكتئاب العلمية في الأبحاث ترجعه إلى تغيرات في إفرازات الدماغ و الهرمونات … ولم يعرف السبب الرئيسي لحدوثه بحكم أنه شيء يحدث في العلق … 

و من أكثر مسببات الإكتئاب … التضييق على النفس و ربناء حوائط و حفر خنادق و غلق أبواب و سد مخارج أمام النفس من الشخص نفسه بنفسه على نفسه ليصدقها و يتصرف بناء عليها بسبب حادث ما يمر به أو حدث جد عليه في حياته أو صدمة بسبب إهمال نفس أو وضعها في غير موضعها و تهاون في أشياء كان الواجب الإهتمام بها … فيأخذ في جمع كل ماهو سيء في كل ما يعرفه و كل ما هو سيء في كل ما يمكنه تخيله ليحيط به نفسه و يغلق عليه أبوابه … فيزداد حزنه و يتعمق ألمه و تظلم الدنيا أمامه و يشعر بأنه غارق في أحزان لا حصر ولا نهاية لها … و هذا كله يتمحور حول الأفكار و العقل والعقل الباطن للشخص … الذي يستجيب بإعطاء الأوامر لإفراز الهرمونات و الإفرازات  لتؤثر في الجسد لتشعره بالخمول و الرغبة في الإبتعاد عن الجميع و عدم الرغبة في الحديث مع أحد و فقدان الشهية و بالطبيعي فإن من أكثر الأفكار التي يغرسها الإنسان في داخله ويصدقها و يبني عليها هي … 

لا أحد يحبني … لا أحد يطيقني أنا منبوذ من الجميع … لا أحد يحب الإستماع إلي ولا أحد يهتم لي مهما فعلت لن يهتم لي أحد … أنا مكروه من الجميع … الأفضل أن أبقى وحيدا … و أبتعد لكي لا يجرحني أحد … فقد حاولت و حاولت ولكن لا فائدة كل محاولاتي باءت بالفشل إذا أنا فاشل … أمي أبي لا يحبوني … فقدت أعز إنسان … من بعده يواسيني أو يكون بجانبي … شكلي مختلف عن الجميع … لا يعجبني شيء كل من حولي حمقى … لا يفهمون ولا يفقهون … 
وغيرها كثير من الأفكار و هي بطبيعتها ستؤثر في إفرازات الدماغ فتعطي التأثير المحسوس و الملموس في حياة أحدنا … و إن إستمر في ذلك فإن تلك الحوائط و الحواجز التي أوجدها تكون مستمرة فتعزله عن الغير و تبعده عن المشاركة مع الغير و تنسيه حتى الفرح و الإبتسام و السعادة حتى وإن كان مغمورا فيها
و هو تماما ما إن تعكسه حتى يتحفز الدماغ و يفرز ما ينشطه و يجعله أكثر إقبالا على الحياة و هو قيمة من قيم التفاؤل التي يحاربها الجميع في أنفسهم … 

قف هنا الآن… و إنتبه لنفسك … و أنظر إليها في المرايا و ركز فيها جيدا و توقف عن التضييق على نفسك … و كن واعيا … و لكن كيف؟

ما علي فعله لتجنب الوقوع في هذه المصيدة أو الخروج منها؟

قد تكون الخلاصة في عدم الوقوع أو التخلص من ذلك هو … الإيمان بالله … 
  • الإيمان بالله … أول ما يجب عليك و يمكنك فعله هو … تقوية إيمانك بالله … و تقوية التعلق بالله و الأمل فيه … فمهما حدث معك و مهما مررت بمشاكل أو مصائب أو شدائد وتعتقد أن غيرك لم يرى شيئا مما رأيت و سمها ما شئت … لن تصاب منها بشيء سيء في نفسيتك التي ستكون مستقرة جدا جدا بوجود الله في قلبك … و يعزز ذلك كثرة الذكر و الإستغفار و الإنصات للقرآن و التمعن و التدبر فيه و البحث في معانيه و محاولة تطبيق ما فيه على واقعك … إختر من القرآن ما يريحك … مثلا إستمع لسورة (طه) و إبحث في معانيها بإستمرار ولا تقل أنك بحثت من قبل و إنتهيت منها … فكل يوم تستمع و تتدبر و تبحث … و سترى معانٍ جديدة فيها كل مرة … و كل القرآن خير … 
  • من المهم جدا المحافظة على صلاتك … و ليس المقصد هنا من المحافظة على أداء الصلاة فقط ولكن حافظ عليها بمضمونها في نفسك ، لتكن فعلا ناهية لك عن الفحشاء و المنكر لتتعض بها و تتق الله … و تؤثر في حياتك … و خلاصتها أن يكون إتصالك بالله من قلبك دائما مستمر … لتطمئن بها و ترتاح
  • إجتهد في تقبل الإختلاف بين أراء الناس … و تعلم كيف أن إختلاف رأي عن رأيك لا يعني أن أيا من الرأيين خطأ فقد يكون كلاهما صحيح ولكن بوجهات نظر مختلفة … و بذلك إغتنم كل فرصة للحوار و الحديث … لأجل الحديث وليس لأجل فرض رأيك … 
  • الإيجابية … و التي منبعها الإيمان بالله الذي ينبت في القلب وما عليك إلا أن تتبناها و تحفزها مع نفسك … و تذكر … أنه كلما زاد إيمانك زاد تفاؤلك في أحلك الظروف … (أكاد أسمع من يقول هذه مثالية لا نقدرها نحن بشر ضعاف… و يحك … هذا إيمان بالله مقره القلب وهو أمر متاح لكل إنسان وليس فيه من المثالية شيء …فكفاك ضعفا و ثق بالله ) ابتسم و إستبشر و كن بسيطا في حياتك و مع نفسك … 
  • إبتعد عن السيل الجارف للأخبار بأنواعها وإهتم بنفسك في الوقت الذي كنت ستضيعه في سماع الأخبار و تتبعها 
  • مارس الهوايات … الإهتمامات … إجعل لنفسك هدفا تحقق من خلاله إنجازا ولو بسيطا … و لو أنك تصنع شيئا بسيطا … أو تنجز شيئا .., تصبح محترفا في شيء ما … تستطيع … إن أردت و إن كان الجميع يعارضك و إن كانت البيئة من حولك محطمة … نعم تستطيع … و تذكر أن هذا جزء مهم يجب أن تقنع به نفسك حتى تحقق فعلا ما تريد و سينعكس ذلك عليك بشكل عملي إن تبنيته … جرب رعاية بعض النباتات و سترى معنى الحياة حقا … 
  • ألزم نفسك بالعمل و الإنجاز حتى و إن كنت لا تخرج من بيتك ، فبيدك الكثير مما تستطيع فعله وأنت في بيتك و تجنب الهرب من الكسل و الملل الذي تخلقه لنفسك بعدم إهتمامك بشيء ، إلى النوم … إياك أن تعتبر أن النوم حل فهو زيادة في المشكلة و ليس حلا ، تماما … كالملابس التي كلما تخزنها تعلوها روائح كريهة ولكنك إن إستعملتها حافظت عليها و نفعتك أكثر ، و كذا حياتك … 

الخلاص دائما في الرضا بما قسم الله ولن تنال الرضا حتى تكون أنت راضيا بالله متعلقا به والعمل على أن تستعمل حياتك في إنجاز مهم و إن كان بسيطا … وفي التخلص من هذا الحاجز الذي بنيته على نفسك بنفس الطريقة التي بنيته بها ، ابني بها مساحة فضاء شاسعة مليئة بالخير و الخضار لتجد أنك منطلق بدلا من الانطواء على نفسك داخل تلك الأسوار التي بنيتها ، تمرح و تلعب في مساحات شاسعة أوجدتها لنفسك و فيها عشت و مرحت و عندها ستدخل غيرك في تلك المساحات  و تنشر الفرح حولك أيضا ... إبدأ بهدم تلك الأسوار و الحواجز و السياج و بناء البقع الخضراء الملونة الناصعة في حياتك و إملأها بلا إله إلا الله و توكلت على الله … و لا حول ولا قوة إلا بالله … و تقوية العزم بمصاحبة الصالحين الخيرين المحبين لله و نمي الحب في الله بينك وبينهم و توقف عن التركيز على السلبيات و إهتم أكثر بالإيجابيات في حياتك لأن فيها الكثير .. لا تقل لا أنا حياتي تعاسة ... لأن حياتك ليست كذلك إلا إن إخترت أنت أن تكون كذلك فلا تختار البؤس و إختر الخير و الفرح و الأمل في الله سبحانه و تعالى ... 


شكراً… 

أكمل قراءة الموضوع...

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

كيف تتخلص من التعلق بشخص ماكان يجب أن تتعلق به

By 1:05 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





كيف تنسى شخص تعلقت به وما كان يجب نتعلق به؟

أولا إمنع أسباب التعلق من أساسها إن لم تكن ترغب في الوقوع في مشكلة التعلق و من ثم البحث عن طريقة للنسيان ، فالوقاية أفضل من البحث عن علاج و العيش مع ألم المرض … 
لا تقل قلبي وليس لي عليه سلطان ولا أحكمه ، لأن حكم القلب بيدك … فمداخل القلب من بصر و سمع و تركيز كلها بين يديك … فلا تطلق بصرك و تعطي سمعك و إهتمامك و تفتح الباب على مصراعيه لقلبك ومن ثم تقول لا أملك لقلبي من حل … فتتبعه كالأعمى ليجرك إلى ما لن يسرك … 
فلا تشرع أبواب قلبك و تستدعي الضيف ثم تقول … لم أستطع إخراجه منه و علق فيه و ربما تقول لن أستطيع العيش بدونه … فلا وجود لذاك المخلوق الخرافي الصغير ذو الجناحين الذي يطلق الأسهم لتصيب الناس بالحب رغما عنهم ، مالم يطلقوا البصر و السمع ولا يغضوا من أبصارهم و يحفظوا أسماعهم … و ذاك المخلوق موجود فقط في خيال العاجزين …

إسأل نفسك كيف تعلقت به؟
أسباب التعلق كثيرة
أولها أسباب فيك أنت وفي نفسك ومنها 
الفراغ العاطفي الذي يكون أول أسبابه عدم وجود علاقة وثيقة بين أفراد الأسرة الواحدة و جفاف العلاقة بينهم و إقتصارها على الفندقة و الخدمات الفندقية بينهم .
الفراغي الحسي وهو المتكون لعدم وجود إثراء للأفكار و الإحساس و الثقافة بشكل عام لقل الإطلاع أو الإستماع أو المشاهدة لما يفيد ؟
والفراغ المادي الذي يتمثل في عدم ممارسة هوايات و ربما نسميه فراغ اليدين ، بحيث أنك لا تمارس هواية تستعمل فيها يديك من فن ونقش او صناعة او تدريب ما تستعمل فيه يديك. 
النفس و شهواتها و الغرائز الطبيعية… و هذا هو الدافع الداخلي الذي لا يحتاج إلا للكثير من الفراغ لينموا و يتطور و يتغلغل في حياتك فيصبح أساسها و أصلها. 
الشيطان وما هو إلا عامل مساعد لما وجد أساسا في نفسك و أفرغت له نفسك من كل شيء ليستطيع إقناعك بفعل أشياء لا ترضي الله و أنت تعلم أنه توعدنا بأن يغوينا ما إستطاع 
هذه التشكيلة الكاملة من الفراغ ستجعلك مهيأ للتركيز على أي شخص يلفت إنتباهك ولو بشكل عابر … و ما أن تفرغ نفسك حتى تصبح جاهزا لإدخاله إلى قلبك عبر تركيز النظر و السمع و تجد أن قلبك يخفق له … كمن فتح فوهة و ألقى في شبكتها جسما ثقيلا فأخذت تهتز .

أسباب من المحيط

المحيط الذي تضع فيه نفسك من أصدقاء فيجرونك لهذه الأشياء بممارستهم هم لها و إنجرارهم خلفها واحدا تلوا الآخر ،  و كونك لا ترغب في ان تكون مختلفا عنهم و بما أن الكل يفعل ذلك و أنت تملك المعطيات السابقة التي في نفسك فتنجر خلفهم و تبحث أنت أيضا عن ما يملأ فراغك و يشبهك بهم .
البحث عن الإهتمام من الآخرين و الشعور بأنك مهم لأحدهم 
الثقة بأنك أذكى من غيرك و رغبتك في التميز عن تجارب الآخرين الفاشلة باعتبار انك افضل من غيرك وتفهم اكثر ولن يحدث معك ما حدث معهم ، فأنت واثق من نفسك أكثر من غيرك ؟
عدم غض البصر … و تعرف معنى هذا جيدا 
عدم حفظ السمع … و قد أصبح من السهل جدا الإستماع لكلام الغير و التهاتف و إعطاء الفرصة لإستمرار ذلك 
و الوراثة … وهي ما يقع في تقليد الأم و الخالات … أو الأب و العم و الجيران … 
و بالتأكيد هناك أسباب متفرقة أخرى ولكل عامل تأثيره … 
كلها أسباب تجعلك تتعلق بإنسان لا يجب أن تتعلق به لأنه لا يحل لك ولا تستطيع الإجتماع معه تحت سقف واحد … و حتى حجة أنك تسعى للحلال و علاقتنا بما يرضي الله ، هذا خداع لنفسك لأن ما يرضي الله هو تطبيق سنة الله و رسوله و ليس في سنة الله و رسوله تواصل و حب و غرام بلا زواج … و غالبا يأتي التعلق و يمضي … ولا يحدث الحلال … و قد لا يكون الشخص مناسبا على كل حال . 
و الدلائل كلها تنفي هذا النوع من التعلق عن الأشخاص المستقلين ذاتيا ، المكتفين بالعلاقات الأسرية السليمة و حالة الشبع النفسي التي لديهم بالإضافة إلى عمق الدين وخوف الله فيهم مما يعطيهم وازعا داخليا يسبب لهم الإكتفاء بالحلال عن الحرام 
فأكثر من الدعاء بأن يكفينا الله بحلاله عن حرامه 

و السؤال الآن هو … كيف تتخلص من تعلقك بشخص قد يكون مضرا لك ولا ينفعك وقد لا يعرفك أساسا ولا تعرفه ، أو أنه لا يحل لك وتعلقك به قد يجرّك لحرام
إياك و معالجة المشكلة بمشكلة أكبر منها و تذهب للحبث عن شخص آخر تسلي به نفسك لينسيك التعلق الأول وتكون قد زدت في دمار نفسك .
فكيف تنسى من تعلقت به ؟ 
إبدا بقطع كل سبل التواصل المتادة بينك و بينه … هاتف ، رسائل ، كل التطبيقات المتعارف عليها و الغير متعارف عليها ، و إن إحتجت أغلق تلك الحسابات و غير شفرة هاتفك و إمسح كل ما له علاقة به … 

إملأ فراغ نفسك … 

ملء الفراغ قد تتوهم أنه أمر صعب و أنك لا تملك طريقة له ، و ربما توهم نفسك لشدة الملل و عدم وجود شء حقا تشغف لممارسته أنك حاولت و جربت ولكنك فشلت … فتعود لتختار الفراغ مجددا … و ذلك يحدث فقط لأنك إنسان تحب الكسل ولا تريد بذل جهد لتطوير نفسك و نفع نفسك و ترغب في فقط في تلبية شهوات نفسك لتشعر بالرضا عنها ، ولن تشعر بالرضا الحقيقي حتى تعرف طعم الإنجاز الشخصي الذي يأتيك بعد جهد و تعب و إجتهاد و يجب أن تعرف جيدا أن اهم عامل في هذا النجاح هو الوقت … الوقت الذي يجب أن تستعمله أنت في البحث عن ما يجب أن تفعله في عمرك المحدود الذي سينتهي قريبا ولا يجب أن ينتهي دون أن تستغله في شيء مهم … 
  • عمق و و طد علاقاتك الأسرية و تواصل أكثر مع أهلك و بادر أنت ولا تنتظر منهم التواصل … أمك أبيك إخوتك أخواتك … حاول أن توجد الحوار لمجرد الحوار فقط و إبدأ الرأي لكي تزيد قوة الروابط بينكم ، وهو أمر مهم جدا عليك أن تبادر به ، و تجنب العلاقة بينك وبين هم ليسوا من محارمك حتى لا ترجع إلى مسالة التعلق من جديد .
  • حافظ على عباداتك في وقتها و وطدت علاقتك بالله بكثرة الدعاء و البسملة و التسبيح و البحث في أمور دينك التي تهمك ولا تتوقف على أخذها فقط من مصدر (قالوا) بل إبحث و البحث اليوم أصبح سهلا بوجود الإنترنت ، وربما تسأل مصدرا موثوقا به و غيره من المصادر أيضا … الأهم أن تعمل عقلك دائما ولا تسلمه لأحد إلا للعلم . 
  • فإجتهد في تحقيق الضروريات من حياتك إن كان عملا أو دراسة و إياك أن يمضي وقتك دون إعطاء وقت لهواية أو شغف في شيء يملأ فراغ عقلك و إحساسك ( قد يكون قراءة مطالعة أو عمل يدوي بسيط ) 
  • الهواية … لا تعتقد أنه شيء مخصص فقط للموهوبين أو من لديهم من يهتم لهم … الهواية شيء تهواه النفس و تقبل عليه و تجد نفسها فيه ، و الموهوبين الذين قد تراهم هنا و هناك لم يولدوا و هم موهوبين بل إهتمامهم بهواياتهم و ما تهواه أنفسهم و إعطاءها الوقت الكافي ، جعلهم محترفين فيها و يفعلونها لتبدو بسيطة جدا و بإمكانك أنت أيضا فعل ذلك ولا تدري قد تكون الهواية هي مصدر دخلك مستقبلا وليس الدراسة . 
  • إستعمل طاقاتك الداخلية لتعينك على ممارسة الهواية ، فقط تشعر بالغضب حينا … فحاول توجيه غضبك هذا في إتجاه إنتاج شيء مهم لهوايتك .
  • فكر جيدا في حقيقة الحياة و سرعة إنقضائها و أن الوقت يجب أن لا  يضيع في التحسر ولا الحرام ولا حرق النفس فيما لا يفيد بل يزعج و يكثر الذنوب ( التي لولا التوبة لأهلكتنا )
  • أنظر الى قائمة أصدقائك ، هل يذكرونك بالله ام يبعدونك عنه؟ … هل يجرونك إلى ما لا يرضي الله (ويجب ان تعرف ما لا يرضي الله حتى تعرف ما يجرك إليه الأصدقاء فجهلك بذلك قد يجعلك معرض للغوص فيها و أنت تعتد أنك تسير في طريق صائب على الأقل أنت تفعل ما يفعله الجميع ) 
  • أكثر من هذا الدعاء ( اللهم إصرفه عني و اصرفني عنه ) و بالتأكيد الدعاء وحده لا يكفي فيجب أن تكون شخصا مستقيما و تحسب حساب الله في حياتك ولا يعني ذلك أنك لا تخطيء ولا تذنب ولكنك قريب من الله تتوب عن كل ذنب
  • ابتعد عن الاصدقاء أصحاب الفراغ الذين لا شغل لهم إلا ( تحدثت إليها؟ تحدثتي إليه؟ أحبه أحبها هاتفني هاتفته (وبعد إنتهاء العلاقة تسمعهم يقولون “ أعطيت ثقتي لمن لا يستحقها ولن أغفر له “ وما كان أن تعطيها على كل حال . 

وليس من المفترض أن تنتظر حتى يقع الفأس على رأسك لتنقذ نفسك من التعلق الخاطئ ولكن يمكنك منعه من البداية ، خاصة من يعرف انه لا مجال للزواج… أي أن ذاك الشب اللطيف ليس أهل للزواج أساسا وليس أهل لكي يتحمل مسئولية … و هو يبني الأحلام و كأنه حقا يملك أموال الدنيا و قدرة القادرين … وهي كذلك قد لا تكون أهلا لمسئولية ويرف قلبها لهذه الأحلام التي يرويها هذا الشب  
أوقف مهزلة تعصف بقلبك وعمرك وتبقى لك ذكرى ستكرهها حتما ... و ستتمنى لو أن زوجك أول من أحببت وعليه تعرفت

و الإرادة من داخلك ستساعدك و ستنسى و تستمر حياتك  
توكل على الله و فكر بعقلك و إعرف أن الأحمق فقط يفعل ما فعله العاقل بعد ثلاث  و يجب أن تفعلها أنت من البداية 

و بالتأكيد هناك أفكار وطرق أخرى ولكن جلها يتمحور حول قدرتك الداخلية التي نملكها جميعا إن أردنا … ركز على الإرادة ، حفظك الله و جمعنا و إياك في الجنة لنستمتع بوقتنا أكثر في رضا الله .

شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

السبت، 13 فبراير 2016

كيف تنمي رغبة البحث في طلبتك …

By 11:49 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




إسلوبنا في التدريس … النمطية و الرتابة في إلقاء الدرس … الملل الذي يتولد لدى كل منا في مرحلة التعليم إلى مرحلة أن تكون معلم … الإعتياد و الإستمرار عليه … الحفظ بدلا عن الفهم …
تصور أنك معلم … تفعل ذات الشيء بذات الطريقة لسنوات … ذات المنهج … ذات الفصول … ذات الإسلوب … بإختلاف الطلاب … 
ملل أليس كذلك … ؟ 
ولكن هذا الملل ينتهي بمجرد أن ترى بهجة المعلومة و فرحة الفهم في بريق أيعن طلابك … أن ترى حبهم للمادة التي تدرسها بسبب إسلوبك في التدريس … كما أنهم يكرهون مادة بسبب سوء تدريس المعلم … سوء خصاله أو منطقه أو شدة الملل في تلك الحصة … التلقينية التي يمكن الحصول عليها من قراءة الكتاب بعضهم على بعض … 
لإنه هو كذلك … يلزم نفسه فقط بإملأ الكتاب … و هيا أكتبوا … ما كتبت على السبورة … 

هذه جوانب كلنا نعرفها جيدا و مررنا بها وبتفاصيلها مرارا و تكرارا …  و لابد أن يكون هناك يوما مر عليك و كرهت فيها مادة ما بسبب المعلم … و طريقته … و ربما إستمر معك كره تلك المادة حتى أواخر عمرك … 

ولكن كيف تغير هذه الفكرة لدى طلبتك ؟ كيف تصبح متفاعلا معهم و تغريهم بالتفاعل مع ما تقدم لهم من معلومات ؟
حتى لا يحتفظوا بها فقط … لإرضائك في الإمتحان و الحصول على الدرجة التي تخولهم الإنتقال إلى المرحلة التي بعدها … أيا كانت الطريقة … حتى و إن كتبت المعلومة في ورقة الإجابة نقلا من ورقة اخرى أثناء الإمتحان … 

المنهج الذي بين يديك … إستعمله لإثراء عقولهم ولا تستعمله لتجميدها … فإسلوب إحفظ و جاوب كما في الكتاب … لا يدل إلا على عجزك أنت كمعلم … لفهم فهم طلبتك لما قدمت لهم من شرح … 
خاصة في المراحل التي يشرف المعلم بنفسه على إمتحاناتها … 
فما يحدث هو تجميد لكل شيء … و كأننا نريد من عقول أبناءنا و بناتنا أن تكون أرفف لحمل الكتب … ليس إلا … و ما أن ينتهي العام الدراسي … حتى تلقى كل تلك الكتب و تستعمل للف الوجبات و تفرش تحت سفرة الغذاء … و هات لنا الكتب الجديدة … مع بداية العام الجديد … 

هل ترضى أن تكون معلما فاشلا ؟ 
إن رضيت أن تقبل فقط الإجابات النصية كما هي في الكتب … فأنت معلم جد فاشل … اعذرني في هذا ولكن ليس التعليم مسألة بذل جهد في المجيء إلى المدرسة و المحافظة على هدوء الفصل و عدم قول أحد من الطلبة أي كلمة في حضورك … و التعليم ليس بأن تكون فقط محبوبا من طلبتك لأنك تعاملهم بأسلوب حسن و تعتبرهم كأنهم أبناءك … وتتجاوز عن سوء أفعالهم و تمازحهم … و التعليم ليس أبدا … أن تلجم كل من حاول إبداء رأيه أو الخروج عن النص المكتوب في الكتاب و إن كان بمعلومة أكثر شمولا و صحة مما إنحصر به عقل من كتب الكتاب … و جهزه … 

التعليم بذرة … و هناك أرض خصب … تحتاج فقط لحرثها … حتى يتحرك كل ما فيها مما يعين النبتة على النمو و الإزدهار … و بعد الحرث ما عليك إلا أن تقذف بالبذرة … و تتركها تنمو نموا صحيا … صالحا … أحسنت حرثه … وأحسنت الإهتمام به و ريه وإزالة الضار من الحشائش من حول نبتته … 

أما ما نفعله نحن اليوم؟ نأتي بشتلات جاهزة … و ندمغ تربة الطلبة و نغرسها … و نجبرها أن تزدهر فقط في الإمتحانات … ومن ثم … لا يهم إن ذبلت … ماتت … أو إنقرضت … 

فكن مزارعا حسنا … يرحمك الله … كن مزارعا يحسن الحرث و بذر البذور … و ينشط الأرض بذاتها … 

كيف تفعل ذلك ؟

البحث … ثم البحث ثم البحث … و أسلوب عرض البحث … و التشويق للمعلومة …  قم أنت بالبحث في المنهج … و أساليب البحث متوفرة … إبحث في الإنترنت عن الدرس الذي ستحضره … و حدث المعلومات و أضف إليها شيئا من التغيير … و حاول أن تأتي بالمعلومة بأسلوب غير مباشر … تستطيع تعلم هذه الطريقة من أسلوب الحديث الأجتماعي عنما لا تريد إخبار أحد بشيء و تبدأ في إثارته ليعرف الخلاصة … إنه التشويق … التشويق الذي يبادرك عندما تكون متحمسا لتوصيل المعلومة … 

البحث … شجع طلبتك على البحث … إطلب منهم الإتيان بحلول غير التي في الكتاب وحاول عدم قبولها كما هي مدرجة في الكتاب ... 
اطلب منهم أن يفهموا الموضوع من الكتاب و يأتوك بحلول إفتراضية من عندهم … في ورقة و أسطر بسيطة … بدون شروط … فقط شارك في البحث و هات ما وصلت إليه من نتيجة … 
شجعهم على الإبتكار و كافئه … 
شجعهم على التفكير وكافئه … 
شجعهم على البذل و إبداء الرأي … وكافئه … 
المكافأة قد تكون برضاك عنهم و بعض كلمات شكر … قد تكون بلوحة تعلق في الفصل يسجل فيها إسم طالب الأسبوع … أو الشهر … قد يكون بقلم جديد تهديه … أو إبتسامة ترسمها على وجهك … رجاء لتلازم الإبتسامة وجهك دائما … فلا تشعرهم أنك جئت رغما عنك … وكأنك تقولها علنا … لولا المرتب ما كنت معكم الآن … 



يجب أن تكون على دراية أن قدرات طلبتك ليست سواء فلا تعاملهم على أسس و كانهم كذلك ، و حاول أن لا تعاير أحدهم بالآخر … و هناك من يفعل ذلك معتقدا أنه يحمس الآخرين بذكر الناجح … ولكن الأسلوب قد يبدو للطالب أنك فاشل و هذا هو النجاح و هكذا يكون النجاح … فتجنب هذا الأسلوب و إبحث عن إسلوب مختلف لتحفيز طلبتك بالمكافأة لمن نجح و من فشل كل حسب قدراته … ولا تساهم في إفشال الضعيف من الطلبة بالمجتهد منهم ، بل حثهم جميعا على الإجتهاد بدون مقارنة بينهم . 

شجعهم على التفاعل حقاً مع المعلومة … لا تقبل الإجابات المنسوخة من الكتب بذات الصيغة و غيرها ذات المضمون الصحيح تقل لها لا 
فإن فعلت … أنت لا تصلح للتدريس … لإنك لم تفهم الدرس ولم تحضره أو تبحث فيه بل حفظته و أردت الإجابات أن تكون كما الكتاب لتعتبرها صحيحة لإنك لا تعرف غيرها أو أنك كسول لا ترغب في البحث عن غير ما في الكتاب … و هذا خطأ فيك أنت كمعلم … فالأجدر أن تعرف درسك و تلم به من جوانب عدة … و تتشارك المسألة مع طلبتك و يكون كنقاش حتى تستفيد من معلوماتهم كما يستفيدوا من معلوماتك … 
فكونك تمنع الدرجة الكاملة عن إجابة بصيغة مختلفة عن الكتاب … يعني جدا أنك أنت راسب في التدريس قبل طلبتك … 
شجعهم على نقاشك في المعلومات … وتذكر … كونك أنت المعلم … لا يعني أبدا أنه ليس هناك أحد غيرك في الفصل قادر على البحث و التحضير للدرس أو يكون أساسا صاحب معلومة مسبقة أدق من التي في الكتاب … 

رجاء … مهمتك مهمة … أهميتها قبل صعوبتها … و مهما كانت صعبة … فإن أهميتها تجعلها بإذن الله سهلة بأخذ الطريق الأفضل لتطبيقها والنية لأداءها على أصولها … و لعلك تغير من إسلوبك تجنبا للملل المستمر … سنة بعد سنة … و سترى الإختلاف في حصتك مع وجود الحث 
أعانك الله على أداء المهمة كما يجب على أسحن وجه …

شكراً


أكمل قراءة الموضوع...

الخميس، 11 فبراير 2016

كيف تهيئ أبناءك للبلوغ ..

By 12:28 م

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




كثيرا ما يعتبر الحدث عن مسائل البلوغ وما يستجد على جسد الإنسان في جوانبه الجنسية من المناطق المحظورة التي لا يجب أن يدخل إليها أحد إلا سرا … صواب كانت أو خراب … في حين أنه هناك تغاضي عن مصادر كثيرة يحصل المقبل على البلوغ على معلوماته منها بشكل مخزي أحيانا و مضلل و محير و مفسد أيضا … ولذلك واجب عليك يا أب و يا أم و يا أخ أكبر و أخت كبرى و يا خال و عم و خالة و عمة أن تكونوا على دراية بكيف تهيئ إبنك و إبنتك لإستقبال البلوغ و التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الجسد لكل من الجنسين و تذكر والتي أنت بدورك مررت بها وتعرفيها جيدا … 
ليعلم أن هذا الشيء أوجده الله فينا وليس بإختيارنا وما منا إلا و سيمر بهذه المرحلة و أن تمر بمرحلة جديدة أنت مهيأ و تعلم و تنتظر و تترقب أفضل بكثير جدا من أن تجد نفسك متفاجئا بما يحدث معك و تصاب بالذعر ربما أو تتعامل مع نفسك بطرق قد تكون خاطئة جدا … 

فهذه رسالة …
إلى كل مربي ... أم ... أب ... خال ... عم ... خالة ... عمة ... جدة ... أخت كبرى ... أخ أكبر ...

إن كان في أسرتكم من هو مشرف على سن البلوغ ... حيث تحدث تغيرات طبيعية في جسم الإنسان حسب جنسه ... فإن هناك حاجة ملحة أن تنقل معلومات صحيحة عن هذه التغيرات إلى إبنك و إبنتك ... و بحاجة إلى توضيح ما هو مقدم عليه و ما سيتغير عليه في جسده بشكل طبيعي مر على كل البشر بلا إستثناء ... والأجدر أن لا ننتظر حتى يصل الطفل إلى سن البلوغ ... بل نبدأ من الطفولة في التهيئة ... 

و لفعل ذلك أنت بحاجة لفتح باب الحوار مع الطفل منذ صغره … ولاحظ أن فتح باب الحوار لا يعني عدم وجود الحزم في الأمور التي تحتاج منك الحزم ، ولكن أن تفتح باب الحوار بحيث تسمح له بالسؤال و تجيب إجابات واضحة و صريحة بعيدة عن التظليل و المسايرة و الكذب و تغيير المعلومات بإختراع معلومات لا وجود لها لأن الطفل يصدق و سيكتشف خطأ المعلومة اجلا أم عاجلا … و بذلك قد يفقد الثقة فيك .
وكذلك تتجنب عدم إخبار إبنك لك عن أي مستجد في حياته يطرأ … فكلما كان حوارك معه مفيدا و مفوحا كلما تشجع للحديث معك و عدم إخفاء شيء لتفيده ولا يخشى عقابك فلا يخبرك … 

بالتالي البدء في فتح باب الحوار و تعويد أبناءك على الحوار خطوة مهمة جداً ، إلى جانب زرع الثقة فيك من قبلهم …

متى يجب أن تبدأ في تهيئته؟ 

إذا كنت قد بدأت بالحديث مع طفلك منذ ولادته … نعم لا تستغرب منذ ولادته يجب أن تبدأي الحديث معه و إخباره بأشياء إيجابية بإستمرار و سؤاله بشكل مستمر … فإن الحوار سيستمر معك دائما … و في سن السابعة أو الثامنة … تستطيع البدء في إخباره عن ما سيحدث من تغيرات له ، و أن هذه التغيرات طبيعية جداً و يجب أن تحرص جيدا أن تربط ذلك بخلق الله لنا على هذه الصورة و أنه شيء أوجده الله فينا وأننا خُلقنا على أحسن صورة … 

قد تجد أنك بدأت الحوار معه قبل هذا العمر و لا بأس في ذلك بل أحيانا أفضل أن تمهد له باكرا … ولكن يمكنك أن تعطي المعلومات حسب العمر بالتدريج ، بحيث تكون معلومات عامة و تبدأ في التعمق رويدا رويدا … ومهم جداً أن لا تؤلف معلومات لا وجود لها لتسكته ، و إحرص على إخباره بما هو صحيح فقط ، و إذا كنت لا تعرف شيئا أو معلومة ما ولست متأكد منها …  أخبره أنك ستبحث عنها و ستحاول إخباره بها . 
مثال على الحديث ( أتدري حبيبي أنت الآن تكبر … و كل يوم طولك يزيد و أسنانك تتبدل و ستسقط هذه الأسنان “أو كما سقطت أسنانك وأصبحت الآن قوية “ و ستأتي بعدها أسنان أخرى قوية تبقى معك مدى الحياة … و عندما تصل إلى سن أكبر ستدخل إلى مرحلة البلوغ لتكون أقوى انت أيضا و ستحدث معك تغيرات تماما كما حدث في الأسنان ولكنها تتعلق بك لتصبح رجلا … أو لتصبحي إمرأة … و هذه التغيرات تعني أنك أصبحت مكلف … و مكلف يعني أنك ستحاسب من الله على كل شيء تفعله و تفرض عليك الصلاة ولا يمكنك أن تتركها بعدها … ) 
هذا فقط مثال لكيف يمكنك التدرج في توضح الأمر على فترات ، وعليك انت أن تجد الأسلوب الأمثل للحديث معهم … 

وكلما تقدم به العمر تزيد جرعة المعلومات أكثر و حاول أن تسأله و تتحاور معه إن كان قد أحس بأي شيء جد معه … بالتأكيد أنه هناك أشياء تستطيع الأم الحديث فيها مع إبنتها و الأب مع إبنه و ربما إن كنت قد فتحت باب الحوار بشكل صحيح فهنا يأتي دور أن لا حياء في أمور الدين و تعلمها ، ليعلم الجميع كل شيء في وقته الصحيح بطريقته الصحيحة ، و بداية و نهاية فإن هذا شيء خلقنا عليه لا يجب أن نخجل منه ونتركه للخطأ .

يجب أن تبذل جهدك على مدى سنوات لنقل المعلومة الصحيحة بإسلوب مناسب لعمر طفلك ... حتى يعلم أن هذا هو خلق الله و أن هذا ما ينقل الإنسان من مرحلة إلى أخرى و أن جسده سيبدأ بالتفاعل بشكل مختلف و كيف يتعلم التعامل مع هذه الإختلافات ...

و كي لا تكون تلك الإختلافات و التغيرات صدمة له كما يحدث للكثيرين ... و كي يعرف كيف يتعامل معها التعامل الصحيح ... ولا يأخذ معلومات من جهات تكون معها المعلومة مغلوطة و يعيش بها حياته كلها ... 

لأننا اليوم ... نستحي من الحديث في هذه المواضيع من جهة و من جهة أخرى “إلا من رحم الله”  لا نستحي من الحديث عن الحب و الغرام والعشق الحرام و لا كل ما يحيط بهذا الحرام الذي نحن مقتنعون به كأنه هو التنزيل من الله ...فلا تستحي أن تخبري إبنتك و أن تخبر إبنك عن ما سيحدث لجسده عند البلوغ و ما يترتب عليه من تعلم طرق المحافظة على النظافة و الغسل و الاستنجاء و غيرها ...

فلا تقولي  عيب و أستحي أن أفعل ولكل حادث حديث و من جهة أخرى تتحدثي مع إبنتك عن عشيقها و حبيبها و كأنه أمر عادي جدا و طبيعي جدا كشرب الماء ...

أنت يا من قاربت و شارفت على البلوغ أو دخلت سن البلوغ ... يمكنك الحصول على الكثير من المعلومات الصحيحة من مصادرها الصحيحة أو من مواقع صحية طبية موثوقة باللغتين ... يمكنك تثقيف نفسك للتعلم لماذا يحدث معك ما يحدث و لم يكن يحدث قبل أن تبلغ ... لست صغيرا و لست طفلا بعد أن بلغت ... و أصبحت مكلفا و مسؤولا عن كل ما تفعل ... والأهم أن تتجنب الإستماع لمعلومات ممن لا يصلح أن تأخذ عنه معلوماتك.

بحاجة ماسة للتوعية في الأمور الأساسية في الحياة ... فهناك من لا يعرف لما يحدث معه ما يحدث ... ومن لا تفهم حتى لما يحدث معها ما يحدث …حتى بعد الزواج …  و صدمات و إرهاق نفسي يمر بالكثير منهم ... ناهيك عن من يتعلم أشياء من أفلام و لقطات و مقاطع تخرب عليه نفسه و حياته كلها ... 

لا تقل عيب ولا تقل ممنوع ولا تقل أستحي ... فما نشاهده حولنا يستحي منه الشيطان ولا يستحي منه الكثير من الناس ... فلا تقف عند مصلحة إبنك و إبنتك و تقول أستحي ... هدانا الله و إياك لتنشئة جيل يعرف الله و يعرف قدر نفسه 

ولا يرى الحرام ... كأنه مباح و تعودنا عليه و هذا ما وجدنا عليه اباءنا...


شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

الأربعاء، 3 فبراير 2016

كيف تغرس في إبنك حب المشاركة ...

By 11:13 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




من أكثر الأشياء التي تهدم المجتمعات و تحيل حياة البشر إلى جحيم … الأنانية ... و حب الذات … و قد تكون من أكثر الأسباب التي بها يضيق العيش ، و ينتهي التعايش بين البشر ... قد يكون لكل منا نصيب فيها ... و ربما يكون ذلك مرتبط بغريزة البقاء عندما لا يكون هناك سبيل ولا مجال للعطاء  ... ولكن ... هناك دائما قاعدة مختلفة فينا نحن البشر ... هذه القاعدة تختلف بوجود الإيمان ... أن تؤمن بشيء فتبذل كل ما لديك من أجله ... أن تؤمن بالله ... فيكون كل شيء مختلف فيك ... بعكس كل البشر …  

وقد تكون بذرة المشاركة هي الدواء لكل ما فينا من فطرة الأنانية ... تلك البذرة التى تغرس في الصغر ... بالتربية و القدوة ... 

و لعل المشاركة هي أساس كل شيء في حياتنا ... لعلنا خلقنا شعوبا و قبائل لنتشارك الحياة بكل مافيها ... و نتشارك حملها و حمل الأمانة ... 

هل سألت نفسك يوما ... كيف يمكن تعليم أبنائي مبدأ المشاركة بينهم و بين بعض؟ … 

بالتأكيد يجب أن تمتلك أنت هذا المبدأ … وتعرف معناه ، ولابد أنك حتى الآن وصلت لقناعة أن الحياة لا تسير إلا بوجود المشاركة مع الآخرين في كل شيء … وإن لم تصل بعد إلى هذه القناعة … فماذا تنتظر؟

و كلما تأصل فيك مبدأ ما … ستجد أنك تمرره لأبناءك بشكل تلقائي في تربيتك لهم … و من ثم هم و تكون شخصياتهم في تبنيه لحياتهم من عدمه … 

ولكن كيف يتحقق ذلك؟
كيف أزرع فيهم حب مشاركة بعضهم البعض ... و عدم الإنفراد بالشيء و حرمان البقية ؟

زرع المشاركة يعني أنك تنمي روح العطاء و تعطيها في انفسهم مساحة أكبر حتى لا تجعل للأنانية مجالا لتسيطر أكثر ... والتي كثيرا ما ينميها الأهل بدون دراية منهم ... عندما يفضلون أحد الأبناء عن غيره ... أو يحثونهم على عدم العطاء للإحتفاظ بالشيء لأنفسهم … أو أنهم يكونون قدوة لأحد الأبناء ... كيف؟

لنأخذ مثالاً على ذلك … 

أترى أنك خرجت مع أحد أبناءك … فدخلت محلا به ما يغريه … فيطلبك في قطعة حلوى … أو كيك … أو شكلاتة وربما عصير ... فيرق قلبك ولا تريد كسر خاطره .. وأنت لا تملك ثمنا غيرها … فتشتريها له و تخبره أن يأكلها قبل أن تصل إلى البيت ... لأنك لا تريد فتح حوار طلبات مع إخوته بهذا الخصوص و أن تكسر بخاطرهم و يرونه يأكل و هم لا نصيب لهم … و قد تفعل هذا أنت بنفسك دون أن تخبر إبنك بذلك فتحاول الإنتهاء من قطعة الشكلاتة أو الوجبة السريعة التي أخذتها قبل أن تدخل البيت … لكي لا يراك أحد و أنت تأكل و يطالبك بحصته … 
عندها أنت ... علمته الأنانية ... و هذا فقط ... مثال من عشرات و مئات و الآف الأمثلة ... التي ترى فيها النفس تفضل أن تنفرد بما بين يديها حتى تحوزه لنفسها فقط دون مشاركة و الطفل يشهد هذا و يتعلم منه …
فكيف يمكنك تعليمه المشاركة .؟

بإستعمال ذات المثال الأول ... 
أن تكون في ذهنك فكرة غرس القيم و المفاهيم الصحيحة في عقل طفلك بإستغلال كل فرصة تمر بك … كل ما تفعله و تعيشه و تختبره في حياتك … فيه درس لطفلك … فالأطفال ينقلون كل ما يرونه و يتركز في أذهانهم بأضعاف ما يحدث مع الكبار … و برمجتهم و هم صغار أسهل بكثير من المتقدمين في العمر حتى الشباب … فعقولهم صفحات صافية فارغة تحتاج فقط إلى معلومات تسجل عليها … فلا تملأها بالتحبيط و الشتم و التقليل من القدر لأنك ستحصده منهم لاحقا … 

فتأكد أنك عندما يطلب منك شيء في موقف كهذا الموقف في المثال … أن تسأله … و ماذا عن أخوك؟ وماذا عن أختك؟ وماذا عن من هم غياب ليسوا معنا الآن؟ إن لم يكن هناك إمكانية لشراء شيء لهم جميعا فلا تشتري أبدا … أو غير ما يريده بشيء تستطيع توفير عدد كافي للجميع منه و أخبره أن هذا يمكن أن نشتريه لأنه يكفيكم جميعا … 

دائما ذكره بمن ليس معه … و إسأل … كيف نأخذ ولا نحسب حسابهم؟

و دعه هو من يحسب عددهم إن كان بالإمكان شراء ما يطلب … حلوى؟ حسنا خذ لك و لإخوتك الغائبين … كم عددهم؟
فرصة تعلمه العد إن لم يكن يعلم أيضا … 

و الأهم أن تحرص بأستمرار على تذكيره عندما يطلب أو يريد فعل أي شيء … و ماذا عن إخوتك؟ وماذا عن من غائب الآن و ليس معنا؟ 

و كلما طلب طلباً … ذكره بهم … حتى يأتي اليوم الذي ستسمع فيه منه دون سؤال عندما تعطيه شيء لنفسه … ليسألك هو أين حصة أخي أو أختي ؟ 

ومن جهة أخرى مهمة جدا … إحرص دائما على شراء الألعاب التي لا يمكن لعبها بلاعب واحد فقط … ألعاب جماعية تنمي روح المشاركة … وهو عامل مهم جدا … وربما تشاركهم أنت أيضا فيها حتى يتركز في أذهانهم المرح و الفرح و المتعة بوجود المشاركة مع الآخرين … و تزداد الروابط بينكم قوة … و من الألعاب ما يفيد جدا في تعليم الألتزام بالقوانين و إنتظار الدور … 

تذكر … كل شيء … ساوي في الحقوق بين أبناءك … حتى تجمع قلوبهم على بعضهم … و يؤثر هذا عليهم في الكبر …
و إن كان لك إبن واحد فقط ... فعوده على المشاركة معك أكثر ... في كل شيء ... 

دائما انظر كيف تتسلسل التربية و غرس القيم في حياتك و تنتقل لحياة أبنائك … فالتربية مراحلها مستمرة في كل ما تفعله وكل ما تقوله بشكل مستمر و ليست في فعل واحد لمرة واحدة فقط … أو في إلجامهم الصمت عندما تكون أنت الحاضر الغائب … ليلتزموا الصمت و الهدوء و يقال أنهم ... ما شاء الله متربيين لا يصدر لهم صوت أبدا ... 



شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

الاثنين، 1 فبراير 2016

كيف يفشل زواج من يقيم العلاقات قبله؟

By 11:43 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 



الإنسان … كل إنسان … له قدرات محدودة … قدرات في كل مقاييس القدرات … فكرية ، جسدية … عاطفية … حتى فيما يمكن أن يتحمله من فرح أو خوف … له قدرات … 

الفارق بين الرجل و المرأة طبيعي جداً ، و واضح ولا يحتاج إلى تعمق … بداية من الجسد ، إلى العاطفة … و حتى ما يمكن أن يتقبله كل منهما من ضغوطات أو فرح و خوف ، أسلوب تعبير كل منهما يختلف عن الآخر ، فالمرأة بطبيعتها العاطفية أكثر من الرجل … و إن كانت النساء يختلفن في مدى عاطفتهن بمقاييس مختلفة … و كل حسب قدرتها ، إلا أن عاطفة المرأة معدلاتها أعلى من المعدلات عند الرجل … وهذا لا شك فيه … و الكل يعلم ذلك …

و هناك أشياء كثيرة فينا نحن البشر إذا ما استهلكت … يكون من الصعب أن تعوض … و قد تلاحظ هذا في نفسك مع بعض التجارب … فإذا فقدت الثقة في شيء ما أو في شخص ما … ستجد صعوبة كبيرة جدا في إعادتها … و إن عادت … لن تعود ثقة بكر كما كانت ثقتك الاولى … و كذلك الإحساس بالأمان يأخذ منا وقتا طويلا حتى نعتاده و كلما ممرنا بتجربة … تجدنا نأخذ إحتياطات أكثر للشعور بالأمان … و هناك أشياء كثيرة جدا بهذا المقياس في حياتنا نحن البشر … ومن هذه الأشياء … المشاعر … الأحاسيس … في كثير من الحالات ، رغم إختلاف طبيعة الرجل و المرأة في هذه الجوانب ، و بالتأكيد حساسية النساء فيها أعلى بكثير … فإن إستهلاك المشاعر و الأحاسيس يجعلها تنضب و تجف و تقل … حتى أنها قد تتلاشى … و تلاشيها قد يكون بفقدان طعمها و إن وجد أثرها … و هذا كثير منه ينطبق على النساء بشكل أكبر من الرجال لوجود الإختلاف في طبيعة تركيب الرجل و فطرته و إن كان تأثير ذلك يظهر أحيانا ولكن بشكل أقل من النساء بذات الفارق في المعاطفة بينمها … و مثالا على ذلك …  :

لنعطي المشاعر و الأحاسيس مقياسا من مائة … ولنعرف أن لكل منا طرفين في مشاعره ، مشاعر تخص حياته مع أهله و أخوته و أصدقاءه و طعامه و ما يحب و يكره و تتجدد مع الروابط الإجتماعية بشكل تلقائي و للأم نصيبها و الأب نصيبه حسب ما تكون العلاقة بينهم منذ ولادتها… و مشاعر تخص الطرف الآخر من الجنس المقابل …  و لنقل أن فتاة صاحبة المثال … مشاعرها صافية نقية مائة بالمائة … لم تشوه بشيء … و هي صفحة نظيفة … 

هذه الصفحة تبقى نظيفة صافية نقية … حتى تتحرك تجاه شخص ما … و لنقل في هذا المثال … أن أحدهم أعجب بها و بشكلها وهي خارجة من المدرسة … و أصبح يرقبها دائما حتى إنتبهت صديقاتها فتنبهت هي … و باتت تراه كل يوم يقف يرقبها … هي فقط من دون الجميع … فيثار لديها التساؤل … و يزيده غبطة الفتيات لها أن هناك من يهتم لها … و يترك كل شيء لينتظرها … فتبدأ في التفكير فيه و إن غاب فإنها ستفتقده … و مع الإستمرار … وبعدم غض البصر و حفظ النفس ... و إهمال أفعاله أيا كانت و عدم الإستماع للصديقات ... تبدأ صفحة مشاعرها في كتابة أحاسيس تتحرك تجاه هذا الشخص المجهول … إلا من منظره عن بعد … و وقفته محدقا بها متابعا لها … وبهذا تبدأ نسبة المشاعر في الإستهلاك … لتنقص من نسبة مائة في المائة … و يستمر الحال طوال سنوات الدراسة و يكون التواصل بإرسال رقمه عن طريق أحد أصدقائه الذي على علاقة بأحد صديقاتها الحنونات التي تحرص على مصلحتها فتخدمها خدمة العمر بجلب رقم هاتفه فهو شخص محترم لا يتحرش بالفتيات ولا يصر بإلقاء رقمه عليهن … ولكنه سلك طريقا أفضل … على إعتبار … وهذا ما يعتقده من أعطى الفرصة لتعلق قلبه بالتركيز أن أي فعل يوصله إلى مراده هو فعل مباح … 

خلال السنوات التي قضتها هذه الفتاة في المدرسة حتى خرجت منها إلى الجامعة و حصلت على حرية التحرك و التنقل و عدم وجود حواجز الزي المدرسي و الحضور و الإنصراف … زاد الإقتراب من هذا الشاب و نضجت الفتاة … و نضج حبهم … و زاد إستهلاك مشاعرها … حتى أتى اليوم الذي قال لها فيه أنا أظلمك معي … فلست قادرا على الزواج وليس لدي ما أملك حتى أخطبك و تكوني زوجتي … (بإعتبار أنه صادق النية ولكن مسكين المجتمع لا يرحم و المال غير متوفر) ويقول لها سأتركك لحال سبيلك لتري حياتك ولا أظلمك معي أكثر … وتنتهي العلاقة بسلام … و تقدير كاملين … و قد أنفقت الفتاة من مشاعرها و أحاسيسها على الأقل ثلاثين في المائة طوال هذه السنوات … مع وجود بعض التعويضات للنسبة من المناسبات السعيدة … و أكثر ما يجعل النسبة تزيد هو الأمل … و إن كان كاذبا … ولكن صفحة مشاعر هذه الفتاة لن يمحى منها ما حدث في كل هذه السنوات من إدخال هذا الشخص لحياتها و سماع ما سمعت من كلمات و غزل و أهاجيز الحب … كلها ستبقى محفورة في صفحة المشاعر … ولن تنسى … و سيكون هذا الشاب هو المثال الذي به يقارن غيره من الشباب … فهو من حرك عذرية مشاعرها بإدخاله حياتها …
مرت الأيام صعبة … ثقيلة … مملة … فيها فراغ كبير … كبير جدا … شيء يعصر القلب … يثقل الصدر … يشتت الفكر … 
أتدري ما سبب هذا الفراغ … 

إنه عامل … البالونة … عندما تكون جديدة تجدها صغيرة قوية متماسكة مرنة … و بمجرد أن تنخفها و تملأها بالهواء … يتضخم حجمها … و يزداد و تصبح رائعة جدا للعلب و اللهو … و لكن … بمجرد أن تفرغها من الهواء … هل ستعود كما كانت قوية متماسكة؟ أم أنها ستصبح مرتخية مترهلة متسعة …؟ 

إن لاحظت فإن الفراغ فيها أصبح أكبر من ذي قبل … و بالكاد تتماسك مع نفسها و تعرجاتها كثيرة … 

هذا تماما ما يحدث لمن يدخل علاقة عاطفية  ... يسجل بها شيئا في إحساسه ثم يخرج منها … يكون إحساسه هو البالونة … و علاقته هي الهواء الذي نفخها … 

بعد إجتياز المرحلة … و العودة الى التماسك و التعود على حجم الفراغ الجديد … ومحاولة ملئه بأشياء أخرى … و في ليلة و هي تجلس على جهاز الحاسب المحمول تحاول لملمة أفكار ما بين يديها من أوراق دراسية … يأتيها صوت تنبيه رسالة … مع فقاعة حمراء فيها رقم أبيض … واحد … 

أهملتها في بادئ الأمر … ثم أثارها الفضول لتجد رسالة من شخص لا تعرفه … أثارت فضولها ولكنها قالت في نفسها لن أرد عليه … و إذا برسالة أخرى بعد نصف ساعة … حتى قررت أن ترد و تتسلى و ترى ما وراء هذا الشخص من أمر …

فكان الإنسجام في ذاك الحديث الذي جر بعضه جرا … و هي أكثر خبرة في أمر الشباب بعد تجربتها الأولى … و لكي لا نطيل … إعتادت وجود هذا الشخص في صندوق رسائلها … حتى أصبحت تنتظر رسائله و ترغب في المزيد من الحديث معه و شيئا فشيئا شغل حيزا من فراغها و بدأ الهواء يدب إلى تلك البالونة من جديد فأحست بالروح تخف وتتطاير مجددا …

ولكي لا نطيل أيضا … تعمقت العلاقة و أصبحت إهتمام و الإهتمام أصبح تعلق و التعلق أصبح … لا أستطيع العيش بدونه … و إستمرت الإيام … (لاحظ أنها لا تعرف عنه شيئا في الواقع و كله فقط ما يقول وهي تقول إحساسي لا يخيب و أحس أنه صادق معي و يخبرني عن كل شيء أكثر من إخباره أي إنسان آخر ) و بعد مضي سنتين من العلاقة التي نفخت البالون أكثر … أنفقت صاحبتنا من مشاعرها ما نسبته خمسة و عشرين في المائة من مشاعرها … فقد كانت حذرة هذه المرة أكثر من سابقتها … فلديها خبرة أكثر الآن … وبنفسها أنهت العلاقة لإنها إكتشفت أنه يدخن الحشيش و يشرب الخمر ولكن لم تكن تلك هي أسباب إنفصالها لإنها كانت ترى أنه بإمكانها إنقاذه من هذا الذي أغرق نفسه فيه … فقد كان السبب القاسم هو رؤية إثبات أنه على علاقة بغيرها… و كتبت مجددا على صفحة مشاعرها من جديد … فأصبحت الصفحة مستهلكة فيما نسبته … خمسة و خمسين في المائة … صفحة كتب عليها بقلم الرصاص … و مسح كل ما كتب … وبقي أثر ما كتب … 

وعادت البالونة لحالها بعد خروج الهواء منها … و عادت الليالي الطويلة و القلب الحزين … و الصدر ثقيل و العين كحلها يسيل و حلقة سوداء تحفها من كل جانب و الأكل قل و الشهية هربت … و بدا كل الرجال خائنين … 

في تلك الأثناء … أتى خطاب مقبلين على ذات الحسن و الجمال و العقل الرصين … فوافق الأهل و أعطي الرقم ليتعارف المخطوبين … (كثيرون يتهاونون في هذا كثيرا لدرجة الضياع ) وفي تلك المكالمات التي إستمرت على الأقل سنة … لإنها يجب أن تكمل دراستها و تحصل على شهادتها … و بعد إنتهاء الدراسة … تأخر الزواج بسبب إنتظار إكتمال بناء البيت … و فجأة … فسخت أمها الخطبة … بسبب سوء معاملة أمه لها و ظهور أسباب أخرى زادت من تأييد سبب الإنفصال … رغم أن الشاب لا شيء يعيبه ، و هما متفقان متوافقان في كل شيء … ولكنها حرب العادات و التقاليد و ما يجب تسميتها التفاهات … 
على كل لا نريد التدخل في تفاصيل حياة الناس … و لنعد إلى صاحبة المثال … 

مع إنتهاء هذه العلاقة الجديدة … التي كانت خطبة و من الخطبة أصبح التواصل مباحا متاحا … زاد في إعادة نفخ البالونة أيضا … وصل إستهلاكها من مشاعرها إلى ما يقرب عن سبعين في المائة … و الصفحة لم تعد بيضاء صافية … لم تعد نقية كما كانت … وإن كانت الآن تبدو فارغة … و لكنها تماما … كقميص ناصع البياض غسل عشرات المرات حتى أصبح أشهبا … 

الآن … حسب رأيك … كم بقي في صفحة مشاعر هذه الفتاة لتعطيه للرجل الذي ستتزوجه ؟ 
كم بقي في عطاء مشاعرها مما تستطيع أن تهديه زوجها لتشعر معه بالسعادة كما شعرت بها أول مرة خفق قلبها مع ذاك الذي كان أمام المدرسة ينتظرها و أولته إهتمامها و أعطته من نفسها ؟ 

كم أصبح حجم الفراغ في نفسها الذي على الزوج أن يملأه ؟… و إن تزوجت من هو أقل حظا من الآخرين في الكلام أو الجمال أو أي شيء … عندها … ستكون المقارنة بينه و بينهم قائمة في عقلها … و لن يبقيها زوجة إلا … معرفتها يقينا أن بقاءها أفضل من عدمه … فقد يكون هناك أطفال … و الأطفال يولدون للزوجين و إن لم يتوفر بينهما الإنسجام أو الحب أو التوافق أو الشهادات … 

ناهيك عن القناعة التي بداخلها مسجلة … أن زواجها دون تعارف مسبق سيوقعها بين يدي رجل لا تريده ولا تعرفه ولن يكون كما تريد … ولكن … الوقت يفرض نفسه … عليها و على إحساسها و على مشاعرها و كذا دافع الأمومة لديها … و كثير منا لا يحب ذكر الشهوة هنا … مع أنه من الدوافع الحقيقية أيضا للزواج … و هو دافع مهم …
و حتى إن تزوجت من يفوق كل اولائك الذي سجلتهم في صفحة مشاعرها جمالا و خلقا و قدرة على الغزل … فإن نسبة إستمتاعها و راحتها معه … لن تكون كما لو كانت صفحتها نظيفة صافية … و ربما سيحتاج ذلك إلى زمن أطول … لكي تتأقلم و تعود وتمحوا ما فات … 

ولعل الجميع يعرفون كيف هو الحب العذري الأول ... 

و بعد حدوث هذا كله … نقول أن الزواج فاشل عندنا … و أن الرجال لا يفهمون في الحب و أن النساء لا يفقهن في الغرام شيئا … و يلوم بعضنا بعضنا … كأننا أعداء ولسنا مخلوقين لبعضنا البعض … وكأن الملائكة عندما سألت الله عز و جل عن خلق بشر … أن الافساد فيها و سفك الدماء سيكون بين الرجل و المرأة … في حين أنها خلقت له … ليسكن إليها … وليس ليتحرش بها أو تميع معه … أو ليشوه بعضهم مشاعر بعض … و يستهلكوا بعضهم في الحرام ... 

ففشل الزواج عندنا سببه نحن … و من أسبابه … هذا التشويه المتعمد لمشاعرنا … دون وجود زواج … 

وهذا المثال ينطبق على الرجل و المرأة … مع الفارق في طبيعة مشاعر كل منهما … و طبيعة تقبل وجود أكثر من شريك لدى الرجل و حساسية مشاعر المرأة بطبيعتها … 

ولاحظ أن هذا يختلف كليا … عندما يكون بزواج و طلاق و من ثم زواج آخر … سبحان الله … الحلال لا يمكن أن يترك الأثر السيئ الذي يتركه الحرام … 

فلماذا نشوه أنفسنا بأيدينا … و نفسد مستقبلنا بأنفسنا … و نعيش الأمل تلو الأمل فقط … ليقال أننا (خدمنا على روسنا ) و عشنا حياتنا … و تزوجنا … مع أن الكل يعرف جيدا … كم تزهق من مشاعر في خضم فوضى الإحساس التي نعيش … و كم من أبناءنا يعيش حياة خالية من كل إنجاز … و من كل عمل و تطوير … اللهم … إنجاز أنه اليوم تعرف على من أعجبته … أو أنها حظيت بمكالمة ساعدتها على النوم مبتسمة … و يعلم الله كيف سيكون الغد  … 
ناهيك عن إنجاز كم عشيقة لديك … و كم شابا على الأرض أسقطي بمفاتنك التي لهم بها تعرضتي  … 

و تذكر جيدا … أن فشل الزواج لا يكون بالطلاق … فقد يستمر الأزواج مرتبيطن بعقد صحيح … و يعيشون معا ولا يظهر منهم أمام الناس إلا أفضل صورة … و لكن كل منهم يعيش حياة منفصلة في ذات البيت … فلا تربط نجاح العلاقة بالزواج ولا الزواج بإستمراره … 

الحل … أن تكف نفسك عن كل ما يمكن أن يشوه مشاعرك منذ الآن … أيا كان عمرك … حافظ على مشاعرك لزوجك … حافظ على نقاء إحساسك لتفيض به في زواجك … حافظ على طهر عفتك لتكون مستمتعا بزواج ساكنا لمن اخترت بإرادتك و رضيت به … و لتكوني سكنا لمن إخترتي … ولن يرتاح أحدنا في سكن … ما لم يهيئه تهيئة صحيحة … و أنظر إلى صفحتك وما تريد أن تكتب فيها ... فأنت وحدك من سيعيش قصصها وما خط وسطر فيها.



شكراً


أكمل قراءة الموضوع...