الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

كيف تختار تخصصك الدراسي؟

By 11:07 ص
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




التخصص العلمي من أجل المستقبل ... ما الذي سأختار؟ كيف سأختار؟ هل إذا ما إخترت ما يريده أهلي أفضل أم أختار ما أريده أنا أفضل؟ أم أختار السائد و المطلوب؟ 

كيف تختار تخصصك؟ 

لعله من الأسئلة الملحة على الكثير من خريجي الشهادات الثانوية ، وهو أمر يؤرق البعض مع الإحساس أنه قرار مصيري ظنا منهم أنهم سيفتحوا بابا و يغلقونه على أنفسهم حتى الموت ، و ربما هذه أول المفاهيم التي يجب التخلص منها ، فدراستك في مجال أو تخصص ما لا تعني حقا أنك ستعمل وتنهي حياتك في العمل في هذا المجال . فالمستقبل يحمل الكثير من التطورات والتغيرات ... ولكن كيف حقا تختار تخصصك؟


أهم نقطة في كل إختيار ستواجهه في حياتك هو كم المعلومات التي تعرفها عن ما ستختار، سواء إن كان منزل ستشتريه أو سيارة أو زواج أو دراسة أو عمل ... من المهم أن تكون على دراية بالأصول و المفاهيم الصحيحة للإختيار حتى تستطيع الإختيار بشكل صحيح ... كما يجب أن تكون ملما بمعلومات كثيرة كافية حول ما أمامك من خيارات ، فبدون معلومات فأنت أعمى كليا لا تستطيع الإختيار ولن تحسنه ، وفي مسألة التخصص لابد وأن يكون ليدك أنت فكرة مسبقة أو ميول ما عن ما الذي ترغبه... 

هناك طبعا أفكار مزروعة في ذهنك من المحيط وربما الأهل و ربما الأصدقاء و تأتي رنات مهندس أو دكتور دائما في المقدمة حتى أصابت التخمة هذه القطاعات ... ولكن للإختيار الأمثل 
أولا:
أكتب قائمة بالتخصاصت التي تميل لها و ترغب أن تخوض غمارها أو أنك أحسست حقا أنك ستكون متميزا فيها وأنها ستكون جزءا منك ... رتبها بالأولوية ... حسب رغبتك و ميولك أنت و ما تعتقد أنه أقرب لقلبك الأول فالأول ...

ثانيا: 
بداية من أول إختيار ، إبحث عن من خاض هذه التجربة و درس هذا المجال وتخرج و بدأ العمل و حاول أن تتحدث معه أو تراقبه أو تسأله بأي وسيلة كانت أن يفيدك فيما خاض من تجربة حتى ترى ما سيكون عليه حالك أنت في المستقبل و كيف هو الواقع الذي لم تخضه بعد وخاضه غيرك ، لا تتوقف على شخص واحد فقط ولكن إسأل و إبحث و حاول الحديث مع أكثر من شخص حتى وإن زرت شركة أو مؤسسة أو مستشفى تعرف أن مجالك سيعمل في مكان مشابه له لتجد أكبر عدد ممكن من الخريجين من هذا المجال حتى تجمع أكبر قطع ممكنة لتشكيل الصورة الواضحة لهذا التخصص بشكل عملي. 
وكذلك يمكنك زيارة الكلية ذاتها و محاولة الحديث مع الطلبة في السنوات الآخيرة فيها أو مع بعض الدكاترة و غيرهم.

ثالثا : كرر الخطوة السابقة في كل المجالات التي إخترتها وربما إذا ما عرفت هذه الخطوة ستجد أنك تقلل من المجالات تحى تصبح ثلاثة فقط ... 

رابعا : إجمع المعلومات التي حصلت عليها و رتبها حسب الأولوية " يمكنك  فعل ذلك في ثلاث ورقات منفصلات ورقة لكل مجال " و قسم الورقة لإيجابيات و سلبيات كل مجال من المجالات التي إخترت . 

خامسا: الآن باتت كل المعطيات أو معظمها حسب إجتهادك متوفرة لديك و بت تعرف ما الجهد المطلوب لكل كلية وما عدد السنوات و ما المناهج و أين المكان الذي يمكن أن تدرس فيه وما يمكن أن تفعل وما سيحدث بعد التخرج إن تفوقت أو فقط تخرجت ... فبات عليك الإختيار على بينة ما الذي يصلح بك أكثر من بين كل هذه المجالات ... ناهيك عن ما يؤهلك لكل كلية... 

و يبقى الإختيار إختيارك أنت في تأثرك برأي الآخرين من عدمه ، وأنت من سيختار التأثر به أو يختار رفضه و السير في طريقك أنت ، فلا أحد يفرض عليك شيئا ولكن الغالب الذي يحدث هو تأثيرات مسبقة بزرع أفكار معينة و محاولتك لإرضاء رغبة الوالدين أحيانا ، ولكن الأولى أن ترضي نفسك لأنك أنت من سيدرس وأنت من سيحصد النتيجة لا والديك ولا أقاربك ولا أصدقائك ... فلا تحبس نفسك في رغباتهم و تعش حياتك على غير ما تريد أنت . 

نقطة أخيرة : لا تعتقد حقا أن إختيارك نهائي حتى الموت أو أنك تشعر أنك لم تدخل المجال الذي تريد ، فهناك من وافق على ضغط الغير عليه لكي يدخل مجالا ماكان يعجبه ، ولكنه بعد السنة الأولى وجد نفسه فيه و إنسجم و تفوق أيضا ... فلا تحبس نفسك في فكرة الإختيار المصدود المخرج ، و كل الإختيارات متاحة ... و التغيير حتى بعد التخرج متاح ولن تحتاج البداية من الصفر مجددا... و الحياة العملية دائما تختلف.




إختر بعقلك لا بقلبك ... إجمع المعلومات كاملة و ليعيها عقلك ، ثم إستعن بعض الشيء بقلبك ...


وتذكر دائما ، كل إختيار تختاره ، أنت وحدك مسؤول عنه ،  سواء فرض عليك فقبلت أو فرض عليك فرفضت ، ولكن من المهم دائما أن تتحمل مسؤولية إختيارتك ولا تغمس نفسك في ندم أو حسرة عدم إختيار أي من الخيارات الأخرى ... كن مسؤولا و تحمل مسؤولية إختيارتك و واجه الواقع وإصنع منه ما ينفعك 

ولا تنسى قبل وبعد أن تتوكل على الله في كل أمرك بعد أن تأخذ بالأسباب وقبل...

شكراُ
أكمل قراءة الموضوع...

الأحد، 17 سبتمبر 2017

كيف ترتقي الشعوب بالفن؟

By 1:31 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 


يرى البعض منا نحن من يعيش ليومه بيومه بحثا عن رزق يومه أملا في الوصول لغده مطمئنا على ما سيضع في بطنه ، أن عدم إهتمامنا بالفنون بأنواعها هو سبب من أسباب تخلفنا الحضاري بما يقاس اليوم من حضارة متخمة بالمادة حد الثوران حمما من الجهل المعلب ...
وأننا كشعوب همها في بطنها وما يشبع شهوتها طعاما وجنسا ومالا لا نهتم لأي نوع من الفنون ورقي الإحساس ورهافته فيما ينتج عنه من إبداع بشري ...

يسير الناس في الشوارع في بلاد باردة شقراء متحضرة متطورة يمرون بمن يعزف آلة موسيقية فيستمتعون بألحان شجية وهم في طريقهم للإستمرار في إدارة عجلة الحياة التي ستتوقف لكل منهم في اأي لحظة عندما يتوقف عن العمل الذي يدر عليه المرتب الذي سيدفعه حالا لكل ما تألقه من فواتير الكهرباء والغاز والماء والسيارة ومشاهدة التلفاز والهاتف وتقصيطات كل ما إشتهاه فإشتراه ليأخذ استراحة تنسيه ما به من عناء وما هو فيه من دوامة لا تنتهي بيوم أو يومين عطلة كل أسبوع ... 
وما أن ينتهي العزف حتى يعود إلى واقعه لينطلق الجميع بتصفيق حار يبادره على إثره أكرمهم بإلقاء بعض العملات المعدنية المنقرضة الاستعمال في بلادنا الغنية ... فاقدة العملة الورقية ... 
وما أن يلتقط أحدهم مقطعا لهذا الحدث العابر في يومه المتكرر في بيئته ... حتى يشاهده ذاك المهظوم من نفسه الغارق في حلمه أن هذا العالم ما تطور إلا لأنه قدّر الفن وصفق له ودعمه وإن فكرت أنت في فعل هذا الأن في أحد شوارع طرابلس ستوصف بالتخلف والفراغ وأن ليس لك ما تفعله فلجأت للعزف والفن ... يا لنا من متخلفين متحجري المشاعر ... هذا ما ستسمعه فنحن متحجري المشاعر لأننا لا نقدر الفن...

وما أن تقلب العملة التي تفضل دائما النظر لأحد أوجهها حتى ترى ... الصورة الكاملة لهذا المقطع ... أن ما كان سببا في تحضر أو تطور هؤلاء ... ليس تقديرهم للفن ... فلن تعجبك الكريمة التي توضع على الكيك مالم يكن تحته كيك ... فهل ستستطعم الكريم لوحده ويعجبك وأنت تتخيل فقط أنك تأكل الكيك؟؟ 

لتعرف أن من صفقوا واهتموا بالفن ... تفرغوا له بعد أن أنهوا المهم في حياتهم ... بعد أن وضعوا الأساسات والدعامات لثقافة صنعوها لأنفسهم ولغيرهم ومن أجل المال سوقوها... المال الذي سيستعمل مجددا للمزيد من البناء لأساسات تؤهل الإنسان ليكون كالبطارية ليستمر النظام في العمل ، وما أن تنتهي البطارية حتى توضع جانبا حتى يموت... ولكنه لن ينتهي حتى يعطي كل ما لديه ليأخذ ما يريده هو، و هذا ما صنعوه لأنفسهم كنظام بات أغلبنا يفتقد أساسياته... و نريدها دون عمل... نريد قمة السلم دون البدء من قاعدته...

وحضراتنا من شدة الجهل إنكببنا على الكريم ونسينا الكيك وقذفنا بالجهل كل من قال ويحكم ماذا تفعلون ... ما الذي تزينون وأنتم كيكا لا تملكون ... 
فهل يعقل أن يهتم بالفن من كان في بطنه جائعا أم أننا نسينا أن التاريخ أرانا جميعا في كل الحضارات... أن الفن ماهو إلا نتيجة رخاء إقتصادي عاشه المجتمع الذي إجتمعت كلمته على أسس مشتركة فأسس لنفسه نظاما عاش به تسبب في رخاء و شبع حد التخمة ما دفع البعض منهم للإهتمام بالفنون بأنواعها ... وليس فقط العيش في أرض واحدة إشترك الجميع في إستخدام طرقاتها 
يقول أنه جائع ... كسرة خبز و إمرأة ... وأنت تقول له تعال نرتقي بالفن ...
إرتق يا حبيبي وإترك لي الخبز و ساوافيك عندما أشبع...
فلا تطالب الجائع العاري الحافي بأن يغني لك وانت تسمع لحن خواء بطنه... ولكن إن أصابته التخمة ... سيستلقي على ظهره و يفرد ذراعيه و ساقيه و يلحن لك ما تحب ولا تحب... 

لن تسير الحياة في مسار معاكس إلا وأهلكت أصحابها بعدم الحصول على ما تمنوا وفقدان ما كانوا يملكون ... 

للحياة سَنَن إن لم تتبعها لن تصل إلى حيث إعتقدت إن من صفقوا لذاك العازف على آلته وصلوا ما لم تعمل لما من اجله عملوا فإرتخى لهم الحال فبالفن إهتموا وهم شبعى من كل شيء ، وفيه بانواعه أبدعوا... حتى زادهم تفرغهم و ترفهم طغيانا لخرق قوانين الطبيعة وإفساد الخلق وحتى تزويج الرجال من الرجال ، ناهيك عن الكثير من الفحش و الفساد الذي يسمونه لشدة ترفهم فن...

كيف ترتقي الشعوب بالفن؟ 
ترتقي بالعمل و الجد و الإجتهاد ، أن تعمل و تشبع و تنتهي من الأساسيات في حياتها ، لتتفرغ للسلطنة و الطرب والإبداع البشري ... الذي تقوده الرغبة في المال أيضا ... حتى يكون هناك منافسة أكثر لجني مال أكثر و تستمر الدائرة ... 

ولعلك تقرأ عن الأندلس وما وصلت إليه في مجال الفنون و تسأل من عاش في ذاك الوقت ... كيف وصلوا إلى ذلك وأبدعوا في الفنون!... 

فالفن نتيجة لترف الشعوب وليس وسيلة للرقي ... 

شكراً





أكمل قراءة الموضوع...