الخميس، 11 فبراير 2016

كيف تهيئ أبناءك للبلوغ ..

By 12:28 م

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




كثيرا ما يعتبر الحدث عن مسائل البلوغ وما يستجد على جسد الإنسان في جوانبه الجنسية من المناطق المحظورة التي لا يجب أن يدخل إليها أحد إلا سرا … صواب كانت أو خراب … في حين أنه هناك تغاضي عن مصادر كثيرة يحصل المقبل على البلوغ على معلوماته منها بشكل مخزي أحيانا و مضلل و محير و مفسد أيضا … ولذلك واجب عليك يا أب و يا أم و يا أخ أكبر و أخت كبرى و يا خال و عم و خالة و عمة أن تكونوا على دراية بكيف تهيئ إبنك و إبنتك لإستقبال البلوغ و التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الجسد لكل من الجنسين و تذكر والتي أنت بدورك مررت بها وتعرفيها جيدا … 
ليعلم أن هذا الشيء أوجده الله فينا وليس بإختيارنا وما منا إلا و سيمر بهذه المرحلة و أن تمر بمرحلة جديدة أنت مهيأ و تعلم و تنتظر و تترقب أفضل بكثير جدا من أن تجد نفسك متفاجئا بما يحدث معك و تصاب بالذعر ربما أو تتعامل مع نفسك بطرق قد تكون خاطئة جدا … 

فهذه رسالة …
إلى كل مربي ... أم ... أب ... خال ... عم ... خالة ... عمة ... جدة ... أخت كبرى ... أخ أكبر ...

إن كان في أسرتكم من هو مشرف على سن البلوغ ... حيث تحدث تغيرات طبيعية في جسم الإنسان حسب جنسه ... فإن هناك حاجة ملحة أن تنقل معلومات صحيحة عن هذه التغيرات إلى إبنك و إبنتك ... و بحاجة إلى توضيح ما هو مقدم عليه و ما سيتغير عليه في جسده بشكل طبيعي مر على كل البشر بلا إستثناء ... والأجدر أن لا ننتظر حتى يصل الطفل إلى سن البلوغ ... بل نبدأ من الطفولة في التهيئة ... 

و لفعل ذلك أنت بحاجة لفتح باب الحوار مع الطفل منذ صغره … ولاحظ أن فتح باب الحوار لا يعني عدم وجود الحزم في الأمور التي تحتاج منك الحزم ، ولكن أن تفتح باب الحوار بحيث تسمح له بالسؤال و تجيب إجابات واضحة و صريحة بعيدة عن التظليل و المسايرة و الكذب و تغيير المعلومات بإختراع معلومات لا وجود لها لأن الطفل يصدق و سيكتشف خطأ المعلومة اجلا أم عاجلا … و بذلك قد يفقد الثقة فيك .
وكذلك تتجنب عدم إخبار إبنك لك عن أي مستجد في حياته يطرأ … فكلما كان حوارك معه مفيدا و مفوحا كلما تشجع للحديث معك و عدم إخفاء شيء لتفيده ولا يخشى عقابك فلا يخبرك … 

بالتالي البدء في فتح باب الحوار و تعويد أبناءك على الحوار خطوة مهمة جداً ، إلى جانب زرع الثقة فيك من قبلهم …

متى يجب أن تبدأ في تهيئته؟ 

إذا كنت قد بدأت بالحديث مع طفلك منذ ولادته … نعم لا تستغرب منذ ولادته يجب أن تبدأي الحديث معه و إخباره بأشياء إيجابية بإستمرار و سؤاله بشكل مستمر … فإن الحوار سيستمر معك دائما … و في سن السابعة أو الثامنة … تستطيع البدء في إخباره عن ما سيحدث من تغيرات له ، و أن هذه التغيرات طبيعية جداً و يجب أن تحرص جيدا أن تربط ذلك بخلق الله لنا على هذه الصورة و أنه شيء أوجده الله فينا وأننا خُلقنا على أحسن صورة … 

قد تجد أنك بدأت الحوار معه قبل هذا العمر و لا بأس في ذلك بل أحيانا أفضل أن تمهد له باكرا … ولكن يمكنك أن تعطي المعلومات حسب العمر بالتدريج ، بحيث تكون معلومات عامة و تبدأ في التعمق رويدا رويدا … ومهم جداً أن لا تؤلف معلومات لا وجود لها لتسكته ، و إحرص على إخباره بما هو صحيح فقط ، و إذا كنت لا تعرف شيئا أو معلومة ما ولست متأكد منها …  أخبره أنك ستبحث عنها و ستحاول إخباره بها . 
مثال على الحديث ( أتدري حبيبي أنت الآن تكبر … و كل يوم طولك يزيد و أسنانك تتبدل و ستسقط هذه الأسنان “أو كما سقطت أسنانك وأصبحت الآن قوية “ و ستأتي بعدها أسنان أخرى قوية تبقى معك مدى الحياة … و عندما تصل إلى سن أكبر ستدخل إلى مرحلة البلوغ لتكون أقوى انت أيضا و ستحدث معك تغيرات تماما كما حدث في الأسنان ولكنها تتعلق بك لتصبح رجلا … أو لتصبحي إمرأة … و هذه التغيرات تعني أنك أصبحت مكلف … و مكلف يعني أنك ستحاسب من الله على كل شيء تفعله و تفرض عليك الصلاة ولا يمكنك أن تتركها بعدها … ) 
هذا فقط مثال لكيف يمكنك التدرج في توضح الأمر على فترات ، وعليك انت أن تجد الأسلوب الأمثل للحديث معهم … 

وكلما تقدم به العمر تزيد جرعة المعلومات أكثر و حاول أن تسأله و تتحاور معه إن كان قد أحس بأي شيء جد معه … بالتأكيد أنه هناك أشياء تستطيع الأم الحديث فيها مع إبنتها و الأب مع إبنه و ربما إن كنت قد فتحت باب الحوار بشكل صحيح فهنا يأتي دور أن لا حياء في أمور الدين و تعلمها ، ليعلم الجميع كل شيء في وقته الصحيح بطريقته الصحيحة ، و بداية و نهاية فإن هذا شيء خلقنا عليه لا يجب أن نخجل منه ونتركه للخطأ .

يجب أن تبذل جهدك على مدى سنوات لنقل المعلومة الصحيحة بإسلوب مناسب لعمر طفلك ... حتى يعلم أن هذا هو خلق الله و أن هذا ما ينقل الإنسان من مرحلة إلى أخرى و أن جسده سيبدأ بالتفاعل بشكل مختلف و كيف يتعلم التعامل مع هذه الإختلافات ...

و كي لا تكون تلك الإختلافات و التغيرات صدمة له كما يحدث للكثيرين ... و كي يعرف كيف يتعامل معها التعامل الصحيح ... ولا يأخذ معلومات من جهات تكون معها المعلومة مغلوطة و يعيش بها حياته كلها ... 

لأننا اليوم ... نستحي من الحديث في هذه المواضيع من جهة و من جهة أخرى “إلا من رحم الله”  لا نستحي من الحديث عن الحب و الغرام والعشق الحرام و لا كل ما يحيط بهذا الحرام الذي نحن مقتنعون به كأنه هو التنزيل من الله ...فلا تستحي أن تخبري إبنتك و أن تخبر إبنك عن ما سيحدث لجسده عند البلوغ و ما يترتب عليه من تعلم طرق المحافظة على النظافة و الغسل و الاستنجاء و غيرها ...

فلا تقولي  عيب و أستحي أن أفعل ولكل حادث حديث و من جهة أخرى تتحدثي مع إبنتك عن عشيقها و حبيبها و كأنه أمر عادي جدا و طبيعي جدا كشرب الماء ...

أنت يا من قاربت و شارفت على البلوغ أو دخلت سن البلوغ ... يمكنك الحصول على الكثير من المعلومات الصحيحة من مصادرها الصحيحة أو من مواقع صحية طبية موثوقة باللغتين ... يمكنك تثقيف نفسك للتعلم لماذا يحدث معك ما يحدث و لم يكن يحدث قبل أن تبلغ ... لست صغيرا و لست طفلا بعد أن بلغت ... و أصبحت مكلفا و مسؤولا عن كل ما تفعل ... والأهم أن تتجنب الإستماع لمعلومات ممن لا يصلح أن تأخذ عنه معلوماتك.

بحاجة ماسة للتوعية في الأمور الأساسية في الحياة ... فهناك من لا يعرف لما يحدث معه ما يحدث ... ومن لا تفهم حتى لما يحدث معها ما يحدث …حتى بعد الزواج …  و صدمات و إرهاق نفسي يمر بالكثير منهم ... ناهيك عن من يتعلم أشياء من أفلام و لقطات و مقاطع تخرب عليه نفسه و حياته كلها ... 

لا تقل عيب ولا تقل ممنوع ولا تقل أستحي ... فما نشاهده حولنا يستحي منه الشيطان ولا يستحي منه الكثير من الناس ... فلا تقف عند مصلحة إبنك و إبنتك و تقول أستحي ... هدانا الله و إياك لتنشئة جيل يعرف الله و يعرف قدر نفسه 

ولا يرى الحرام ... كأنه مباح و تعودنا عليه و هذا ما وجدنا عليه اباءنا...


شكراً…