السبت، 13 فبراير 2016

كيف تنمي رغبة البحث في طلبتك …

By 11:49 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




إسلوبنا في التدريس … النمطية و الرتابة في إلقاء الدرس … الملل الذي يتولد لدى كل منا في مرحلة التعليم إلى مرحلة أن تكون معلم … الإعتياد و الإستمرار عليه … الحفظ بدلا عن الفهم …
تصور أنك معلم … تفعل ذات الشيء بذات الطريقة لسنوات … ذات المنهج … ذات الفصول … ذات الإسلوب … بإختلاف الطلاب … 
ملل أليس كذلك … ؟ 
ولكن هذا الملل ينتهي بمجرد أن ترى بهجة المعلومة و فرحة الفهم في بريق أيعن طلابك … أن ترى حبهم للمادة التي تدرسها بسبب إسلوبك في التدريس … كما أنهم يكرهون مادة بسبب سوء تدريس المعلم … سوء خصاله أو منطقه أو شدة الملل في تلك الحصة … التلقينية التي يمكن الحصول عليها من قراءة الكتاب بعضهم على بعض … 
لإنه هو كذلك … يلزم نفسه فقط بإملأ الكتاب … و هيا أكتبوا … ما كتبت على السبورة … 

هذه جوانب كلنا نعرفها جيدا و مررنا بها وبتفاصيلها مرارا و تكرارا …  و لابد أن يكون هناك يوما مر عليك و كرهت فيها مادة ما بسبب المعلم … و طريقته … و ربما إستمر معك كره تلك المادة حتى أواخر عمرك … 

ولكن كيف تغير هذه الفكرة لدى طلبتك ؟ كيف تصبح متفاعلا معهم و تغريهم بالتفاعل مع ما تقدم لهم من معلومات ؟
حتى لا يحتفظوا بها فقط … لإرضائك في الإمتحان و الحصول على الدرجة التي تخولهم الإنتقال إلى المرحلة التي بعدها … أيا كانت الطريقة … حتى و إن كتبت المعلومة في ورقة الإجابة نقلا من ورقة اخرى أثناء الإمتحان … 

المنهج الذي بين يديك … إستعمله لإثراء عقولهم ولا تستعمله لتجميدها … فإسلوب إحفظ و جاوب كما في الكتاب … لا يدل إلا على عجزك أنت كمعلم … لفهم فهم طلبتك لما قدمت لهم من شرح … 
خاصة في المراحل التي يشرف المعلم بنفسه على إمتحاناتها … 
فما يحدث هو تجميد لكل شيء … و كأننا نريد من عقول أبناءنا و بناتنا أن تكون أرفف لحمل الكتب … ليس إلا … و ما أن ينتهي العام الدراسي … حتى تلقى كل تلك الكتب و تستعمل للف الوجبات و تفرش تحت سفرة الغذاء … و هات لنا الكتب الجديدة … مع بداية العام الجديد … 

هل ترضى أن تكون معلما فاشلا ؟ 
إن رضيت أن تقبل فقط الإجابات النصية كما هي في الكتب … فأنت معلم جد فاشل … اعذرني في هذا ولكن ليس التعليم مسألة بذل جهد في المجيء إلى المدرسة و المحافظة على هدوء الفصل و عدم قول أحد من الطلبة أي كلمة في حضورك … و التعليم ليس بأن تكون فقط محبوبا من طلبتك لأنك تعاملهم بأسلوب حسن و تعتبرهم كأنهم أبناءك … وتتجاوز عن سوء أفعالهم و تمازحهم … و التعليم ليس أبدا … أن تلجم كل من حاول إبداء رأيه أو الخروج عن النص المكتوب في الكتاب و إن كان بمعلومة أكثر شمولا و صحة مما إنحصر به عقل من كتب الكتاب … و جهزه … 

التعليم بذرة … و هناك أرض خصب … تحتاج فقط لحرثها … حتى يتحرك كل ما فيها مما يعين النبتة على النمو و الإزدهار … و بعد الحرث ما عليك إلا أن تقذف بالبذرة … و تتركها تنمو نموا صحيا … صالحا … أحسنت حرثه … وأحسنت الإهتمام به و ريه وإزالة الضار من الحشائش من حول نبتته … 

أما ما نفعله نحن اليوم؟ نأتي بشتلات جاهزة … و ندمغ تربة الطلبة و نغرسها … و نجبرها أن تزدهر فقط في الإمتحانات … ومن ثم … لا يهم إن ذبلت … ماتت … أو إنقرضت … 

فكن مزارعا حسنا … يرحمك الله … كن مزارعا يحسن الحرث و بذر البذور … و ينشط الأرض بذاتها … 

كيف تفعل ذلك ؟

البحث … ثم البحث ثم البحث … و أسلوب عرض البحث … و التشويق للمعلومة …  قم أنت بالبحث في المنهج … و أساليب البحث متوفرة … إبحث في الإنترنت عن الدرس الذي ستحضره … و حدث المعلومات و أضف إليها شيئا من التغيير … و حاول أن تأتي بالمعلومة بأسلوب غير مباشر … تستطيع تعلم هذه الطريقة من أسلوب الحديث الأجتماعي عنما لا تريد إخبار أحد بشيء و تبدأ في إثارته ليعرف الخلاصة … إنه التشويق … التشويق الذي يبادرك عندما تكون متحمسا لتوصيل المعلومة … 

البحث … شجع طلبتك على البحث … إطلب منهم الإتيان بحلول غير التي في الكتاب وحاول عدم قبولها كما هي مدرجة في الكتاب ... 
اطلب منهم أن يفهموا الموضوع من الكتاب و يأتوك بحلول إفتراضية من عندهم … في ورقة و أسطر بسيطة … بدون شروط … فقط شارك في البحث و هات ما وصلت إليه من نتيجة … 
شجعهم على الإبتكار و كافئه … 
شجعهم على التفكير وكافئه … 
شجعهم على البذل و إبداء الرأي … وكافئه … 
المكافأة قد تكون برضاك عنهم و بعض كلمات شكر … قد تكون بلوحة تعلق في الفصل يسجل فيها إسم طالب الأسبوع … أو الشهر … قد يكون بقلم جديد تهديه … أو إبتسامة ترسمها على وجهك … رجاء لتلازم الإبتسامة وجهك دائما … فلا تشعرهم أنك جئت رغما عنك … وكأنك تقولها علنا … لولا المرتب ما كنت معكم الآن … 



يجب أن تكون على دراية أن قدرات طلبتك ليست سواء فلا تعاملهم على أسس و كانهم كذلك ، و حاول أن لا تعاير أحدهم بالآخر … و هناك من يفعل ذلك معتقدا أنه يحمس الآخرين بذكر الناجح … ولكن الأسلوب قد يبدو للطالب أنك فاشل و هذا هو النجاح و هكذا يكون النجاح … فتجنب هذا الأسلوب و إبحث عن إسلوب مختلف لتحفيز طلبتك بالمكافأة لمن نجح و من فشل كل حسب قدراته … ولا تساهم في إفشال الضعيف من الطلبة بالمجتهد منهم ، بل حثهم جميعا على الإجتهاد بدون مقارنة بينهم . 

شجعهم على التفاعل حقاً مع المعلومة … لا تقبل الإجابات المنسوخة من الكتب بذات الصيغة و غيرها ذات المضمون الصحيح تقل لها لا 
فإن فعلت … أنت لا تصلح للتدريس … لإنك لم تفهم الدرس ولم تحضره أو تبحث فيه بل حفظته و أردت الإجابات أن تكون كما الكتاب لتعتبرها صحيحة لإنك لا تعرف غيرها أو أنك كسول لا ترغب في البحث عن غير ما في الكتاب … و هذا خطأ فيك أنت كمعلم … فالأجدر أن تعرف درسك و تلم به من جوانب عدة … و تتشارك المسألة مع طلبتك و يكون كنقاش حتى تستفيد من معلوماتهم كما يستفيدوا من معلوماتك … 
فكونك تمنع الدرجة الكاملة عن إجابة بصيغة مختلفة عن الكتاب … يعني جدا أنك أنت راسب في التدريس قبل طلبتك … 
شجعهم على نقاشك في المعلومات … وتذكر … كونك أنت المعلم … لا يعني أبدا أنه ليس هناك أحد غيرك في الفصل قادر على البحث و التحضير للدرس أو يكون أساسا صاحب معلومة مسبقة أدق من التي في الكتاب … 

رجاء … مهمتك مهمة … أهميتها قبل صعوبتها … و مهما كانت صعبة … فإن أهميتها تجعلها بإذن الله سهلة بأخذ الطريق الأفضل لتطبيقها والنية لأداءها على أصولها … و لعلك تغير من إسلوبك تجنبا للملل المستمر … سنة بعد سنة … و سترى الإختلاف في حصتك مع وجود الحث 
أعانك الله على أداء المهمة كما يجب على أسحن وجه …

شكراً