الاثنين، 4 يناير 2016

كيف أخرج من هذه العلاقة ...

By 12:16 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





هل حقا ...
تريد أن تخرج من تلك الروابط التي أوقعت نفسك فيها بسبب فراغك و إعتقادك أنك تعلقت أو أنك وجدت الشخص الذي ترتاح له و أنت تعرف حقيقة أنك واهم؟
إن كنت تريد ذلك حقا …
أولا و قبل كل شيء … إن أفضل وسيلة لحل هكذا مشاكل هي عدم الوقوع فيها منذ البداية … مهما كانت المغريات … و مهما كانت الصحبة السيئة التي أنت معها … و مهما كان … أن تحاول أن تحصن نفسك بالإنشغال فيما ينفعك و أن تسير في الطريق الصحيح لسد أبواب العاطفة بالتواصل بشكل جيد مع أسرتك و أن تجعل بينك و بين اهلك و اخوتك تواصلا و تقاربا و ود مستمر و أن تسعى دائما لسد أبواب الشهوات بطرقها التي أحلها الله … 

أما إن كنا قد ورطت نفسك في شيء ... ما كان يجب عليك أن تورط نفسك فيه ...
لا تبريء نفسك ... لأن سمعك و بصرك و عقلك ملك لك ... ولا تقل أن لا سيطرة لك عليها ...
فما أن فتحت مسار العين بالنظر و لم تغض ... و فتحت مسار السمع بالإستماع و الإنصات و لم تحفظ ...
فإنها طرق تؤدي إلى القلب و إلى الفرج و إشتعال الشهوة ... و الشهوة قد تكون عشقا و شغفا ... يؤدي بعضهما إلى بعض ...
فأنت لست بريء مما أنت فيه إن كنت قد تعلقت بشخص أو بشيء وتقول أنك لا تستطيع تركه أو التخلي عنه وأنك تكاد تموت إن فكرت في تركه ... أيا كان هذا الشيء 
إنسان - طعام - عادة - خصلة - أو مكان …
إبدأ … 
إعترف لنفسك أنك مخطئ و دعك من الأعذار الواهية التي تخفف عنك و تهون عليك ... و تخدرك لكي لا تقوم بحل لنفسك و تنقذها و تعيد حياتك إلى مسارها الصحيح بعد أن أدخلتها في مسار معوج متعرج متهالك ... و كله على أمل ... و ها هو الأمل أوصلك إلى… وجع ... و سهد ... و سهر ... و خيال ... و أوجاع.. و ذنوب  …. و حياة تسميها ... لا تصلح إن إبتعدت عن من تعتقد أن حياتك لن تصح إلا به ... و هذا في حد ذاته وهم عليك أن تفيق منه … فليس هناك من يموت لأنه فارق أحدهم إلا أن يقتل هو نفسه … 

كيف تترك و تبتعد و تنقذ نفسك ؟
أنت الآن معترف أنك على خطأ ... و أن إستمرارك في التواصل أو البحث أو الممارسة ... غير صحيح ... و قد يكون يجرك إلى ما هو أسواء و أمر و أدهى و أكثر حرمة ... وهو الأهم ... الحرمة … التي يجب أن ننقذ أنفسنا منها …

فبما أنك وصلت إلى هذه القناعة… قناعة أنك معترف أنك أوقعت نفسك في هذا و أنه شيء لا يجرك إلا للتعب و الإثم و الذنب …. إذا انت تعترف أنه عليك أخذ إجراءات و خطوات للخروج من هذا الهم الذي أدخلت نفسك فيه…

ركز جيدا ... أنت أدخلت نفسك فيه ... بإختيارك ... بفتح عينيك و المتابعة و السماح بفتح سمعك و المتابعة ...
كيف؟
- الإعتراف بالخطأ في المسار و أن ما يحدث لن يكون وراءه أمل وإن كان فيجب أن يكون له طريق واحد وهو الحلال ... و إن لم يكن هناك حلال ... فلا مجال للحصول على هذا الشيء
- الندم ... أنت أساسا مليئ بالندم و مليء بالحسرة ... و إن كانت لأنك لم تحصل على ما تريد كما تمنيته و لكنك حصلت على خواء و فراغ و مضيعة للوقت و الحياء و العمر ... إندم و تب إلى الله ، بإرادتك قبل أن يأتيك ما يجربك على ذلك …
- التوبة  والإعتراف و الندم ... بعد الإعتراف بأنك أخطأت و أنك تبت إلى الله حق توبة ، تعزم على أن لا ترجع بعدها لهكذا شيء أبدا. أبدا ولا تغش نفسك … و تميل إلى الضعف 
- هجر كل ما له علاقة بما يوصلك بهذا الشيء أو الشخص ... إهجر المكان إهجر الموقع إهجر رقم الهاتف ... إبتعد بنفسك ... أشغلها بنفسها ... ألتفت إلى حياتك ... إبتعد عن كل من يمكن أن يجرك خلفه إلى العودة أو التعويض بإثم أكبر من الأول ...
- الصدق مع نفسك في الدعاء ... أن تدعوا الله بصدق أن ( يا رب إن كان في هذا الأمر خيرا ورضاك فيسره لي و يسرني له ، و إن لم يكن في هذا الأمر خيرا لي ولا رضاك فأصرفني عنه و أصرفه عني ) أصدق الله مع التوبة يصدقك
- القناعة ... أن ما حديث لك ما هو إلا نتيجة لما فعلت أنت بنفسك ... سواء كان عن طريق المتابعة ... أو التدقيق في شيء ما ... أو الاستماع أو ترك كل شيء إلا هو … و التركيز أول أبواب الوقوع في هذا الفخ … فإنتبه … 
- الإهتمام بحياتك ... لأنك تكذب على نفسك أن حياة إنسان تتوقف على غيره ... فنولد لوحدنا ، و نموت لوحدنا و نبعث لوحدنا ... فلا تكذب على نفسك أنك (قريب تموت) لأنه ليس في حياتك و هذا خداع لنفسك من نفسك لكي تزيد في التمسك بما فقدت و هو ليس لك ...
- توقف عن لوم الآخرين ... أنك كنت صادقا و أنهم لم يكونوا يستحقون هذا الصدق ... قد تكون صادقا نعم ... ولكن في الغالب أنت " أحمق" عذرا منك ولكن هذه هي الحقيقة ... فعندما ترى كل تلك العلامات و التنبيهات و المؤشرات و الحرام و كل ما يشير إلى أن هذه الطريقة خاطئة و تسلكها ... ماذا يمكن ان نسميك؟ ... أحمق ... و لا لوم لأحد إلا نفسك ...
تتحجج بأنك صدّقت؟ ... أحمق من قال لك أن تصدق؟ هناك من كذب ولما أنت صدقت؟ وأنت تعرف أن هذا شيء لم يأمر الله به
تتحجج بأنك كنت بنية صافية ؟ ... النية الصافية لا تنجيك من أنك أخطأت و تماديت في الخطأ ... لأنك أقدمت على ذلك بنفسك ... و بإرادتك و على أمل … (والقانون لا يحمي؟ ) 
توقف عن لوم الجميع ... و توجه إلى نفسك ... و راجع نفسك ... لأنها حياتك أنت وليست حياة أصدقاء أو أقارب ... و من المهم جدا أن تهتم أنت بها قبل أن يهتم بك الآخرين.
- أن تستر نفسك ... فهذا إثم و هذا ذنب لا يجب أن تجاهر به و تحكيه لكل من هب و دب ... رغبة في التنفيس على نفسك ... و إن أخبرت أحدا و كتم سرك ... فاحمد الله أن سترك و لم يفضح أمرك ...
- لديك الكثير من الأمثلة التي سبقتك و ربما تكون ممن هون على شخص ما جروحه و إستمعت له و من ثم أتيت و و قعت فيما إشتكى لك منه ... ( أحمق إذا ) ... أليس الأجدر أن تحذر السقوط فيما سقط فيه غيرك؟
- موهبة ، هواية ... إهتمامات في الحياة ... هدف ... إبحث لنفسك عن هدف ... الحياة ليست حب فقط ... الحياة ليست شغف فقط وليست شهوات فقط ... و لكنها تحتوي الكثير و الكثير … فأشغل نفسك بما يفيدك . 
- قطع الأمل ... إحذر أن يجرك الأمل لأن لن يحدث أكثر مما حدث ... و إن كان هناك شيء جميل حلال كان سيحدث لحدث منذ البداية فلا تمني نفسك أن وقته إقترب كل مرة لتزيد الآثام و الأسقام في قلبك ... إقطع حبل الوهم و أفق.

النهاية التي لن تنتهي ولكن يجب أن ننهيها هنا ... أنك قادر على فعل ذلك فلا توهم نفسك أنك لا تستطيع ... فلم يمت أحد من أجل أحد إلا في الأفلام ... و من السبعة مليار إنسان على وجه الأرض ربما خمسة أو عشرة حدث معهم هذا بسبب أنهم صدقوا ما رأوه في المسلسلات و هم من الحمقى أيضا … فلا تكن منهم … 
ومن سيقول أن النبي قال "لم ير للمتحابين مثل النكاح" أو كما قال عليه السلام ...
فهذا لا يعني أن هيا حبوا و هيمو في الحب و اطلقوا العنان و من ثم إبحثو عن الزواج ... بل هذا لمن تجاوز الحدود و تخطوا الخطوط و ظلموا أنفسهم بها ... و من ثم إنتظر أترى ... للمتحابين ... و نحن نتحدث عن الترك إذا أحد الأطراف لا يحب ... فلا داعي للحديث عن هذا و إن كان المقصد قد فهم ... أو ارجو ذلك ...

بيدك تغيير ما أنت فيه ... بيدك أن تترك و تبتعد و تهمل الأمر و بيدك أن تكون إنسان فعال وليس فقط إمعة تتبع ما يفعله الجميع و أعتقد أن الحياة تسير بهذا الشكل فوضع نفسه في التيار و جره و من ثم صاح النجدة التيار جرفني ....

أرجو أن تكون هذه فقط فكرة لكل من بحث عن سبيل للخروج مما أوقع فيه نفسه … و نعرف جميعا أنهم كثر … أكثر ممن حافظوا على أنفسهم و سلموا و لم يلوثوا إحساسهم بشيء أيا كان … 
فكرة تكون بصيص محاولة … لك أن تفيق … و تقف و تعيد حياتك إلى مسارها الصحيح … لتكون في رضى الله و رسوله … بعيدا عن كونك رقما في تيار التبعية و الخوض مع الخائضين … 


أرجو ان يكون فيه ولو فكرة و إن لم تكن مكتملة عن ما يجب ان تفعله لتخليص نفسك مما أوقعتها فيه ...


 شكراً...