الأربعاء، 25 مايو 2016

كيف تهنأ بليلة زفافك ؟

By 12:19 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 




كيف تكون ليلة الزفاف يا ترى؟ 

كل الأمور معقدة صعبة ليس من السهل القيام بها عندما تكون عن أصلها و طبيعتها و تفاصيلها غافل ، ولا تملك المعلومات التي تؤهلك لأن تكون ملما و متوقعا لما ستجد أمامك … و ضعف دور الأب و الخال و العم في الصراحة لنصح الزوج و كذا من طرف الزوجة من أهلها ، زاد في سوء تجربة الكثيرين في هذا الجانب المهم لبداية حياتهم ، ناهيك عن من أعطى معلومات خاطئة تماما من باب النصيحة وهو يملك تجربة في حقيقتها فاشلة أو من أخذ معلوماته غالبا من المقاطع أو مواقع لا تعطي المعلومة الصحيحة بحال من الأحوال  ،  و لعل أمر الفراش من الأمور المحضورة في مجتمعاتنا ، وإن كان أمر بديهي ، يبنى عليه الكثير و الكثير من أفعال الناس و ردود أفعالهم في علاقتهم الزوجية ، ولكن لا أحد يملك الجرأة للتصريح بأن ما يفعله دوافعه من عدم قضاء شهوته كما يجب مع زوجه . 
و ليس من السهل في مجتمعات تعتبر الحديث عن تفاصيل مهمة يبدأ بها العروسان حياتهما و ربما عليها تعتمد علاقتهما المستقبلية ،  الحديث و التفصيل في توضيح ما يجب ولا يجب فعله في تلك الليلة و ما بعدها من أساسيات الحياة الزوجية التي تحكم الفراش ، الذي يحكم مزاج الزوجين وعلاقتهما غالبا . 

قد يعترض الكثيرون على هذا التفصيل عندما يُطلب في الواقع ، ولكن الحقيقة أن نسبة كبيرة من الشكاوى و المشاكل التي تُعرض أساسها يكون خلل في التعامل بين الزوجين في الفراش ، بالتقصير و سوء الفهم و عدم الإكتفاء و عدم أداء ما يجب كما يحب كل طرف من الآخر بشكل صحيح ، ناهيك عن جهل الكثيرين بسنن الفراش و ما عليهم فعله في الليلة الأولى و كل وقت حال الجماع . 
و حرج و عدم قدرة أي من الأطراف أن يواجه الطرف الآخر خوفا من التعبير عن حاجته وما يريد ، و من المعروف أن الكتمان في هكذا حالات يؤدي إلى مشاكل لا حصر لها ، تنفجر عادة عند أول خصام وإن لم يذكر فيه الأسباب الحقيقية . 

هذه تفاصيل لا تهم فقط من هم مقبلين على الزواج ، ولكنها تهم كل من سيتزوج و كل من تزوج و كل من أراد تجديد حياته بشكل أو آخر … 


الأفكار الخاطئة عند الكثير من الناس : 

بعد الزواج يقال في النفس … أنه ليس أو أنها ليست كما تمنيت أو تخيلت … 
لا نشك أبدا أن إنتشار المقاطع الإباحية و الصور و سهولة الوصول إليها سبب من أسباب فساد الحياة الزوجية و العاطفية و عدم إستمتاع كل زوج بزوجه … و السبب أن هذه المقاطع التمثيلية لا تمت للواقع بأي صلة ، وأنها فقط معدة لإثارة الغرائز و الشهوات بطريقة تمثيلية ، نسبة وجودها في الواقع لا تزيد عن نصف في المائة ، بسبب أن من يمثلون هذه المقاطع يخضعون لإختبارات إختيار شكلية و تفصيلية ، و يخضعون إلى تهيئة و تجهيز وإهتمام بالشكل الذي سيظهر كما يطلب منهم ، و أبسط مثال على ذلك … أنت بالتأكيد تعرف الفرق بين وجبة الغذاء التي تجهز لكم في البيت دون وجود ضيف و وجبة الغذاء التي تجهز في البيت حال وجود ضيوف … 
يجب معرفة ذلك جيدا و يجب الإبتعاد عن هذه المواقع و هذه المقاطع التي لا تزيد الإنسان إلا إرهاقا و تعبا و كرها في زوجه ناهيك عن أنها تضيع منك المتعة الحقيقية في حياتك ، ولا نقول أن الرجال فقط يشاهدون هذه المقاطع وإن كانت نسبتهم أعلى ، فإن النساء والفتيات والمراهقات أيضا بتن يتابعن و يشاهدن هذه المقاطع و الصور المنتشرة في الإنترنت و الهاتف و يكاد يكون الحصول عليها أسهل من الحصول على رغيف خبز أو شربة ماء . 

الممارسة في الهاتف و بمشاهدة المقاطع :
هناك فرق كبير جدا لمن خاض تجارب ممارسة العادة وتطمين النفس و قضاء الحاجة ،  سواء في الهاتف أو بمشاهدة المقاطع المصورة و الصور ، فمهما فعلت فأنت كل ما تفعله هو إكمال الصور بخيالك الذي تفعل به ما تريد فترسم كل شيء بالشكل الذي يثيرك كما تحب فتحصل على المتعة التي ترغب كما ترغب  ، و لتعلم أن هذا غير موجود في الواقع لأنك تتعامل مع جسد حقيقي مستقل بفكره وليس مع خيالك تحركه كما تريد فتلبي رغباتك كما تريد أنت ، وهو مما يفسد على من يمارس هذه العادات حياتهم الزوجية بشكل لا شك فيه لدرجة أنه يزهده في شريكه و يستمر في البحث عن ما يعطيه الجرعة التي كان يحصل عليها من المشاهدة أو التواصل عبر الهاتف أو غيرها من المحظورات. 





لماذا تفسد هذه الأشياء على الأزواج فراشهم؟
لأن من يتابعها ترتفع عنده نسبة التوقعات للحصول على المتعة التي يعتقد أن من يمارسها في المقطع قد حصل عليها (وينسى أن كل ذلك مجرد تمثيل وغير حقيقي ، ناهيك عن مدة التصوير التي قد تستغرق ساعات من أجل مقطع خمس دقائق ليظهر كما يجب وهو حال الأفلام جميعا ) و الواقع لا يمكنك فيه فعل ذلك بكل تأكيد ، فيحدث أن يشعر من تعود على هذه المقاطع أنه لا يحصل حقيقة على متعته كما يجب ، و بالتالي يضع اللوم على شريكه الذي لا يحسن التصرف “كما يتصرف الشريك في تلك المقاطع “ ولا يعطيه من المتعة ما يجب أن يعطيه ، و هنا يبدأ التشقق في العلاقة بإيحاء النفس أن … ما هذا العجز الذي وقعت فيه و هذا الجسد الذي لا يشبه أبدا تلك الأجساد و يالحظي التعيس و ربما يبدأ البحث عن المزيد من تلك المطاقع لتطمين النفس و الحصول على إشباع لتلك الرغبات التي لم تكن إلا وليدة خيال دعمته مقاطع تمثيلية بحتة . 

يجب أن تتأكد من عذرية الزوجة 

حكمت العادات و التقاليد أن يتم التأكيد على عذرية الزوجة منذ الدقائق الأولى لدخول العريس لعروسه ، و من العادات من يتطلب أن يخبر الجميع بأن كل شيء على ما يرام و ربما أيضا هناك من يريد رؤية دليل قاطع على ذلك و لم يكن ينقص إلا أن يشهد عليهم شهود حتى يتأكد الجميع من سلامة شرف من تزوجها ، و هذه العادات ربما ما تزال قائمة و ربما إنتهت و ربما كرهها البعض و ربما مايزال آخرون يمارسونها بطرق مختلفة . 
والحقيقة أن الكثيرين ينسون أن الشرف و العفة و البكارة والعذرية لم تعد تتمركز فقط في هذه العلامة لأن الكثيرين ممن تاهوا و زلوا … حافظوا عليها و لكنهم فقدو عذريتهم كاملة في أحاسيسهم وأجسادهم و عقولهم أيضا ، ولم تعد تلك العلامة إلا نزعا للملامة عن الفتاة وأهلها في تلك الليلة ، ومن كانت حقا تملك الشرف فإنه في كل شيء وليس فقط في تلك العلامة و إن كان الله قد خلق الإنسان على هذه الهيئة وله حكمته بوضع هذا الشيء في الجسد ليكون علامة لعدم الزنى (الجسدي فقط) لأن هناك زنا سمعي و بصري و أيضا جسدي بالإتيان من الدبر المحرم تحريما قاطعا و لعل الكثيرين يعلمون جيدا رواج هذه الفاحشة فيمن لا يهتمون إلا لشهواتهم ولا يهتمون لعذرية أو عفاف أو شرف ممن يمارسون الفواحش 

بالتالي يجب أن تزال هذه الفكرة من عقول الزوجين ، و ينسوا تماما أن مهمتهم الأولى هي التأكيد المباشر على حسن الإختيار وسلامة البضاعة ، و هذه فكرة يجب أن تكون مشتركة بين الزوجين في أن لا يكون الهدف من أول لقاء لهما هو التأكد من هذا الشيء حتى وإن كان مطئمنا لكلاهما معرفة وجود العلامة من عدمه ، و لكن ليكن ذلك في إطار التسلسل الطبيعي لإجتماعهما و اللقاء ، و سيتم شرح الطرق الأفضل فيما يخص الإجتماع الأول في الليلة الأولى . 
وليس بالضرورة (مالم يكن هناك مطلب إجتماعي أو عرفي في تلك البيئة ) أن يتم الأمر في ذات الساعة أو الليلة ، كما إعتاد الكثير .

لا يحق للزوجة الإستمتاع كما يحق للرجل 
هذه فكرة منتشرة بشكل ملموس عند الكثير من الشباب الذين تربوا في بيئات تمنع الفتاة من التعبير عن رغبتها في أي شيء و بما أنها ممنوعة من التعبير عن رغبتها في أي شيء فمن باب أولى أن تمنع من التعبير لزوجها عن رغباتها التي تراودها و تحتاجها بالفطرة كما يحتاجها الرجل ، ومهما كانت هناك فروقات بين الرجل و المرأة في هذه المسائل و تفاوت و تباين الأثنين بما خلق الله في كل منهما ، يبقى لكل منهما الحق في الإستمتاع بزوجه (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) [البقرة: 187]) 

بالتالي يجب أن يفهم الجميع أن الإستمتاع بالآخر و قضاء الشهوة في الحلال شيء مشترك وليس فقط لمصلحة أحد على الآخر ، و ليس هناك إجتماع إلا و كان بوجود الإثنين معا ، بتالي هو شيء مشترك ولا يستمتع به الرجل فقط ولا تستمتع به المرأة فقط ، و هذه فكرة يجب أن تكون في ذهن الزوجين بإستمرار فكما يشتهي الرجل تشتهي المرأة بغض النظر عن من منهما معرض أكثر لتهيج شهواته أكثر من غيره . 

المحرمات في الجماع : 
أخبرنا الله تعالى في كتابه عن ما يحرم على الزوج فعله مع زوجته في الآية : 
((  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) )) سورة البقرة 

و في سنن ابن ماجه وغيره من حديث خزيمة بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يستحيي من الحق ، إن الله لا يستحي من الحق ، إن الله لا يستحي من الحق ، لا تأتوا النساء في أدبارهن. وصححه الشيخ الألباني.

التحريم الواضح من الآية و الحديث هم شيئان . 
الأول هو إتيان الزوجة و جماعها في حال المحيض ( في فترة العذر الشرعي ما يعرف بالدورة أو العادة الشهرية ) و قد وضّح الله أنه أذى فإجتنبوا النساء في تلك الفترة حتى يطهرن وهذا واضح للجميع .

الثانية هي أنك لا تأتي زوجتك من دبرها وهو محرم تحريم شديد ، فقوله تعالى فأتوهن من حيث أمركم الله أي من جهة ما ينبث الحرث ،  و تشبيه إتيان النساء بالحرث لأن الجماع ينتج عنه الولد ، أي أنه تشبيه بالزرع ، لأن الزوج يضع بذرته حيث يمكن أن تنبت لينتج عنها الولد ، و هذا مؤشر واضح بعدم إتيان الزوجة من حيث لا يرجى الحرث أو الولد وهو الدبر . وهو حرام محرم تحريم قاطع ، و الله لا يستحي من الحق فلا تأتوا النساء من أدبارهن كما أخبر النبي عليه الصلاة و السلام . 

و قد لوحظ مؤخرا كثرة الأزواج الذين يطلبون و يطالبون زوجاتهم بأن يأتوهن من الدبر و هذا و الله شر عظيم و قذارة ما بعدها قذارة ، و هو تأثير لما يرونه  و يشهادونه من مقاطع و صور و إفساد لفطرة سليمة في العقول و يظنون أن فيه متعة بما يتخيلونه مما يحدث في تلك المقاطع التي تروج لهكذا شذوذ ، ولا طاعة لزوج في طلب كهذا ، ولا يجب أن تطيع الزوجة بأي شكل من الأشكال في هذا الجانب أبدا مهما كان ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وإن كانت طاعة الزوج واجبة ولا طاعة له فيما يغضب الله . 

وما دون ذلك من المحرمات … فأتوا حرثكم كيفما أردتم و كيفما استوى لكما و رغبتم فيه . بأي وضع و وضعية إستحسنها الزوجين 

و الله أعلم 




كيف تكون الليلة الأولى للزفاف … 

جرت العادة أن يتم عقد القران أولا ومن ثم إقامة حفل الزفاف و تزف العروس لعريسها ، وفي الفترة ما بين العقد و الزفاف ، يستحسن أن يتحاور الزوجان و يتلطف الزوج مع زوجته ( لا يجب أن يحدث هذا أثناء الخطبة لأن الخطبة ليست إلا وعد بالزواج وليست زواج ولا يحل أحدهما للآخر بدون عقد على سنة الله و رسوله ولا يفضل الإكثار من الحديث في الهاتف في تلك الفترة بل يكون الأفضل الحديث وجها لوجه بوجود محرم حفظا للعفة وكذلك تأكيدا على رؤية المتحدث و تعابير وجهه لفهمه بشكل أفضل من مجرد سماع صوته عبر الهاتف) و التلاطف في الحديث مهم حتى يقع في قلب كل منهما ما يجعل اللقاء أكثر رغبة من كليهما. 

السنن قبل الإجتماع  :

عقد النية لله:
أن تكون نيتك دائما لله ، في أن تعف نفسك و تعف من إخترت لنفسك زوجة ، أن تنوي أن تكون ذريتك صالحة تعبد الله و تقيم التوحيد في الأرض وأن ترفع قدرك عند الله بذلك و تضع في ذهنك دائما ( ولد صالح يدعو له) 

صلاة ركعتين : 
من السنة أن تصلي ركعتين خفيفتين تدعو الله فيها بأن يرزقك الخير من هذا الزواج و أن يوفقك فيه و أن يقر عينك و يسعدك في الدارين و يرزقك الذرية الصالحة ، ولا مانع أن تصلي زوجتك خلفك إن كان بالإمكان ذلك …
و تدعوا الله “اللهم بارك لي في أهلي، وبارك لهم فيَّ، اللهم ارزقني منهم وارزقهم مني، اللهم إجمع بيننا ما جمعت إلى خير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير” 

الدعاء : 
يضع الزوج يده على رأس زوجته أو ناصيتها و يقول ( يمكنه أن يردد ذلك سرا أو يردده مع زوجته ) 
“اللهم إني اسألك من خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه" رواه ابن ماجه

البسملة عند بدء الإجتماع : 
ليتذكر الجميع دائما أن يسمي الله في كل مرة يلتقي فيها الزوج زوجته فقد ورد في الصحيحين عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً".
فإحرص دائما أن تردد هذا الدعاء منذ ليلتك الأولى و لتفعل زوجتك أيضا ، ولا يقتصر ذلك على الليلة الأولى فقط بل كلما إجتمعت بزوجك …  

نصيحة مهمة “دائمة” : 
لا يجب على الزوج أن يقع على زوجته كأنه يقع على شيء لا إحساس له ولا شهوة له ويقضي حاجته كمن يستعمل منشفا و من ثم يتركه ويمضي ، و الأولى أن يقدم لنفسه و لها من الملاطفة و المداعبة و المزاح وما يجعل الأنس و اللين بينهما و يثير كل منهما الآخر ، فكثيرا ما يحدث أن يهمل الرجل فكرة أن زوجته أيضا لها حق الإستمتاع به ويحدث أن تتعامل الزوجة مع زوجها دون مقدمات أيضا ، و هنا تذكير مهم يعود بنا إلى مسألة مشاهدة الأفلام الإباحية … وهو أن أغلب من يشاهدون هذه المقاطع سواء من الرجال أو النساء مصابون بسرعة الإنزال ، بالتالي لا يقضي الطرف الآخر لنفسه شيئا و تبقى حاجتهم ناقصة ، مما يؤثر جدا على العلاقة بينهما في الفراش و خارجه و تصبح علاقة شكلية لا أكثر ، فتوقف عن مشاهدة المقاطع الإباحية منذ الآن إن كنت تتابعها ، لتنعم بحياة زوجية أفضل ، و لتجد المتعة الحسية والنفسية و الجسدية بشكل أفضل مما تخيله لنفسك ببمارستك مع المشاهدة. 

من فوائد التهيئة و المداعبة و الملاطفة
عوامل مهمة جدا وهي التهيئة النفسية و الإرتخاء الجسدي والإستثارة ، للبدء في إفراز المواد اللازمة لتطهير المسارات و تهيئتها لتكون عملية الإجتماع و اللقاء ممتعة و سهلة و ميسرة ( و هنا خطأ شائع جدا يشكوا منه الكثير ) وهو:
عندما لا تعطى التهيئة وقتها الكافي و يباشر الزوج زوجته بعجالة ، فإن كل الأعضاء في حالة جفاف غير مهيأة للقيام بعمليها ، و هذا ما يسبب الألم و ربما الخوف المنتشر و المتناقل بين الكثير من النساء و الرجال من الليلة الأولى ،  و كثيرا ما يؤدي إلى حالة نفسية كرها للعملية برمتها مع هذا الشخص ، ناهيك عن فقدان المتعة و اللذة المرجوة من ذلك ، و لتعلم جيدا أن المداعبة و التهيئة مسؤولة مسئولية كاملة عن أخذ الدماغ للإيعازات اللازمة للبدء في إفراز ما يلزم لتطهير المسارات و تليينها و تهيئتها لإتمام عملها بيسر و سهولة دون ألم ، و هذا ما يتخطاه الكثيرون فتكون تجربتهم تجربة سيئة في بداية حياتهم ، لذلك يجب الإهتمام كثيرا بهذه المرحلة و التركيز عليها أكثر من تركيزهم على اللقاء والإنتهاء  (والذي سيأتي تلقائيا بمجرد الإستمرار في الملاطفة و المداعبة و التهيئة ) 
ولابد أن تعلم جيدا أن هذا ينطبق على كل مرة تأتي فيها زوجتك وليس ليلة الزفاف فقط ، ولابد أن تعلم أيضا أنه كلما طالت فترة المداعبة كلما كانت كثافة إنتاج المني لدى الرجل أعلى وأكبر وهو ما يوفر فرص أكثر للحمل (وإن كان كله بأمر الله) فكما ورد في الحديث في صحيح مسلم من حديث ثوبان وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله … وليكون إفراز المني لدى الرجل أكثر ينصح بإطالة فترة الملاعبة و المداعبة و الإستثارة النتاجة عنهما . 
وكما لطول فترة المداعبة و الملاطفة المتبادلة و التهيئة الجسدية و النفسية له أثر كبير في كثافة إنتاج المني لدى الرجل ، له أيضا أثر كبير جدا في قضاء المرأة “ التي عادة يتأخر إنزالها عن الرجل بالتالي تقل متعتها ولا تكتمل ” حاجتها من الإجتماع كما يقضي الرجل حاجته أيضا ، و هذه من النقاط المهمة في زرع الإنسجام بين الزوجين لدرجة كثيرا ما يستهان بها ولا يعبر عنها بشكل مباشر ممن شهر بهذا النقص ، وإن كانت نقطة من النقاط الأساسية في الحياة الزوجية . 
فإذا أردت أن تستمتع و تجد اللذة أكثر فقدم بين يديك بملاطفة و مداعبة و ملاعبة بما يناسبك و يناسب زوجك ليقضي كل منكما ما يحتاج من الآخر و تكون علاقتكما في سائر أمور الحياة أكثر متانة وإستقرار. 



أخر ما يجب أن تفكر فيه في ليلة الزفاف : 
بفضل من الله و نعمة منه و رضا ، فإن قضاء الرجل و زوجته حاجتهما بعضهما البعض ، لنا فيه أجر نحن المسلمين ، و ذلك أنه لم يضعها “هذه اللذة” في حرام بل أُسعد بالحلال ، و هذه نعمة من الله أن تؤجر على هكذا فعل لك فيه متعة و لذة أودعها الله في أجسادنا و حببها لنا في الحلال و بغضها لنا في الحرام ، ولذلك على الزوجين أن يستمتعا بعضهما ببعض و لا يفكرا في مسألة الإلتقاء أبدا ، بل ليأخذا وقتيهما في الإستمتاع بالملاطفة و الملاعبة و المداعبة التي بدورها ستؤدي إلى الرغبة في الإنتهاء بالإلتقاء ، و ذلك بدلا من التفكير في الإلتقاء مباشرة قبل أي مقدمات مهمة و ضرورية للنفس و الجسد ،  مما سيؤدي إلى فقدان المتعة و اللذة المرجوة و كذلك ترك أثر غير سار في حياة الزوجين .

بعد الإنتهاء … 
أحاديث عن الغسل و الإعادة :

الإعادة : 
( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءا ، فإنه أنشط في العَوْد ) رواه مسلم 1/171

الغسل: 
“الإغتسال واجب في حالة الجماع لقوله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ ( وفي رواية : مسّ الختان الختان ) فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْل . " رواه أحمد ومسلم رقم 526”
- في حالة خروج المني و لو لم يلتق الختانان : لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الماء من الماء " رواه مسلم رقم 1/269 .  

“يجوز لمن وجب عليه الغسل أن ينام ويؤخر الغسل إلى قبل وقت الصلاة ، لكن يستحب له أن يتوضأ قبل نومه استحبابا مؤكدا لحديث عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أينام أحدنا وهو جنب ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( نعم ، ويتوضأ إن شاء ) رواه ابن حبان 232 .”

صفة غسل الجنابة ( كيف تغتسل من الجنابة ) 
“في الصحيحين من حديث ابن عباس عن خالته ميمونة ـ رضي الله عنهما ـ قالت: أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين أو ثلاثاً، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكاً شديداً، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه، ثم أتيته بالمنديل فرده.”

أي يكون بغسل اليد
غسل العورة بحيث لا تعود إليها بغسل أو لمس ، و يفضل غسلها دائما باليد اليسرى
الوضوء كالوضوء للصلاة ( و يمكن تأجيل غسل القدم ) 
غسل الرأس أو طرح الماء عليه ثلاث مرات ( يمكنك فعل ذلك بالدخول تحت الدش برأسك لثلاث مرات ) 
ثم تفرغ الماء على شقك الأيمن كاملا و من ثم شقك الأيسر كاملا و الجسد كاملا تفرغ عليه الماء ( تقف تحت الدش) و بهذا ينتهي غسل الجنابة و تستطيع بعدها الإستحمام بالصابون أو الشامبو شرط أن لا تلمس عورتك . 
و يمكنك الغسل بالصابون قبل فعل هذا الغسل . والله أعلم 

العزل : وهو ما يستعمل في حالة الرغبة في تنظيم مسألة الإنجاب 
“يجوز للزوج العزل إذا لم يرد الولد ويجوز له كذلك استخدام الواقي ، إذا أذنت الزوجة لأنّ لها حقّا في الاستمتاع وفي الولد ، ودليل ذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا . رواه البخاري 9/250 ومسلم 4/160 .”


إياكم والتحدث بما يحدث بين الزوج و زوجته من أحدهما :
هذه مسألة مهمة جدا لكل من الزوجين ، فإنه أمر ليس بالهين أبدا وهو حرام على الزوجين أن يفعلاه ، فإياكم و الحديث عن ما يحدث بينكم في فراشكم و كشف أسراركم مهما كانت الأسباب : 
“يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية ، بل هو من شر الأمور ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم 4/157 . وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود ، فقال : ( لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟! ) فأرّم القوم - أي سكتوا ولم يجيبوا - ، فقلت : إي والله يا رسول الله ! إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون . قال : ( فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ) رواه أبوداود برقم 1/339 ، وصححه الألباني في آداب الزفاف ص143 .”




ملاحظة أخيرة مهمة جدا: 
يجب أن يعلم الجميع أن الشهوة وجدت فينا لحكمة يعلمها الله ، وهي نعمة من نعم الله علينا ، و قد أعطانا الله المسار الصحيح لقضاء هذه الشهوة و أعطانا عليها الأجر عندما نقضيها فيما حلله ، و سنحاسب على قضائها فيما حرم علينا ، و يجب أ، نعلم جيدا أن الأمر في الشهوة غير مقتصر على رجل أو إمرأة ، قد يكون إحتياج الرجل للشهوة مضاعفا بالمقارنة للمرأة ولكن النساء أيضا لهن حاجتهن فيها و لا ننكر أن في مجتمعنا هناك محضورات كثيرة لا يمكن للمرأة أن تعبر عنها لزوجها فتكتم في نفسها ، و لهذا فإن النصيحة للأزواج أن لا ينكر على زوجته أي طلب من طلباتها أو حاجة من حاجاتها فيما يباح ولا يحرم ، فكما للرجل حاجات و إحتياجات و رغبات ، فحتى الزوجة لها رغبات و إحتياجات و أفكار ترغب في التعبير عنها ، فلا تحرم زوجتك من التعبير عن ما تريد و تحاسبها عليه و أنت تدري جيدا أنها ليست بحاجة لتكون قد خاضت تجارب سابقة أو عرفت أي شيء لتفكر في رغبة من رغباتها التي تراودها ، فلا تتهمها بشيء و يدخل قلبك الشك من تجاهه ، بل لتعلم ان هذا شيء طبيعي ، فكما تراودك أنت أفكار بينك و بين نفسك في خيالك ، هي كذلك تراودها أفكار و من حقها عليك أن تلبي لها ما تستطيع أنت تلبيته ليقضي كل منكما حاجته بمتعة و لذة بأجر من الله . 


تأكد أن هناك جوانب كثيرة مهمة في هذه المسائل ، ولا يجب أن نستحي من السؤال عنها من أجل المعرفة والإستفادة ومعرفة الحلال من الحرام ،  و تجنبا للوقوع في الخطأ و إبتعادا عن ما يمكن أن نسببه بجهلنا من مشاكل ، يجب أن تعلم يا من تقبل على الزواج أن أمامك الكثير لتتعلمه ، وأن ما قد تراه أو تسمعه من معلومات من حولك قد لا يكون صحيحا وإنما فقط مبني على تجارب البعض ، و التي قد لا تكون تجارب صحيحة … بالتالي تطبيقك لها و إتباعها قد يؤدي بك إلى نتائج لن تعجبك ولا تريحك .

حاول أن تبحث أكثر و تقرأ من السيرة ما تيسر حتى تتعلم كل ما يجب عليك تعلمه ، فكثيرا ما يلقى الأزواج في تجربة الزواج وهم لا يدرون عنه شيئا ، بحجة الخجل و أن اليوم لا أحد يجهل هذه المسائل ، و الحقيقة أن الجهل فيها عميق جدا . 
فإذا أردت حقا أن تهنأ في ليلة زفافك و في حياتك فإبحث و تعلم وقدم لنفسك الخير و العلم لتجده 

كل سهو و خطأ و نسيان فهو ممن كتب ، و كل صواب و صحة فهي من الله 


شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

الأربعاء، 18 مايو 2016

كيف يجب أن تكون علاقتي مع أبنائي؟

By 2:50 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 





كيف هو الحوار و المصارحة بينك و بين أبناءك؟ ( وأبويك؟) 

هناك مساحة وسط ،  دائما في كل شيء ، و هناك أيضا الأقصى في كل الإتجاهات ... و لكن...
كيف يجب أن تكون علاقتي مع أطفالي فيما يخص الحوار ؟

العادة جرت ... أن الطفل إذا فعل شيئا ، يكتمه ... و يخاف أن يصرح به

لماذا؟
لأنه خاض تجربة الصراحة مرة و لقي ما لا يسره من غضب و صراخ و عقاب ... ولأنه يخشى تكرار ردة الفعل العنيفة التي تصدر عن الأبوين أو احدهما ...
فإنه يختار إخفاء ما حدث معه تفاديا لأي ردة فعل قد تكون أعنف وأقوى من الفعل الذي اتى به ... والذي يمكن إستعماله ليستفيد هو من التجربة بشرح أبعاد و حيثيات فعله ليكون درسا عمليا يستفاد .. 

و ذلك بالطبيعة يخلق حواجز كثيرا ما يسأل الأهل أنفهسم بعدها  ... لماذا إبني أو إبنتي لا يتحدثون معي ولا يصارحون؟
في حين أنهم يتجاهلون تلك الأوقات التي يصدرون فيها أوامر و نواهي تلجم الآخر عن الحديث ...
و بالتالي و بالطبيعة سيختار الطفل أو الإبن أن يتفادى هذه المصارحات و هذه الحوارات و يكتفي بقول ( ليس هناك شيء كل شيء على خير ما يرام)

في الكثير من الأحيان مشكلة المربي أنه يغفل عن أن من يتعامل معه هو شخص مستقل بذاته ، له كيانه وله أفكاره و له إحساسه تماما كالمربي المستقل بذاته ... فهو إنسان وإن كان إبنك و إن أشرفت عليه منذ ولادته وكنت تراه دائما لا يفقه ولا يعرف شيئا ... في حين أن الجميع يعلم أن أول وسائل تعبير الطفل عن نفسه عند ولادته هو الصراخ لطلب حاجته ، فعندها لا يملك لغة غيرها .. ولكن ألا يعطيك هذا أنه يفهم؟

ولكن مسألة أنه إبني ... يعطيه الشعور وكأنه ملكي و هو مجبر أن يفعل و يشعر و يتصرف كما أقول أنا و ربما هناك من يريده أن يكون نسخة منه ... إعجابا بنفسه ... 

و هذا من أكبر الآخطاء ...

تماما كخطأ أن تحاول تجنيب أبناءك أخطاءك أنت و التي قد تكون بالنسبة لك أنت خطأ لأنك كيان مختلف كليا في زمن و مكان و طبيعة و مشاعر مختلفة عن ما سيكون عليه أبناءك ...

فكثيرا ما يحدث الحرمان للأبناء من الأهل بسبب محاولة الأهل تجنيبهم ما مروا به هم و إعتقادهم بأن سبب مرورهم بذلك هو شيء واحد فيحرمون أطفالهم منه .

على كل لكي لا يطول الحديث و يمل من قراءته من يرى أنه طال ...

الحوار ...

مهم جدا أن تقتنع أنت أن هذا مخلوق مستقل و ليس عليك إلا برمجته بالقيم و الأخلاقيات التي عليك زرعها فيه منذ الصغر ، و زرعها يكون بالحديث عنها و كونك قدوة فيها ( كن قدوة في الصدق معهم حتى تكسبهم و يثقوا بك و بكلامك و هذا مهم لتستطيع نصحهم و يتقبلوا منك النصيحة عن طيب خاطر و ثقة كاملة أنك صادق )

و تأكد أن يكون هناك تواصل بينك و بينهم لأنه الأسلوب الأول لمعرفة ما يدور في خواطرهم ، و معرفة ما يفكرون به ... و إن لم تملك الحوار معهم...فإنك لن تعرف ما يفكرون به ... 

و إن كنت تعتقد أنك أم أو أب و تعرف إبنك جيدا فراجع نفسك لأنك لا تعرفه حقا ، إلا من خلال مشهادتك أنت ولا تدري ما يجول بخاطره و إن كنت تعرف طبعه و حركته و بعض ردود أفعاله ... فلا تقنع نفسك أنك حقا تعرفه دون وجود حوار معه ...
وكما تستطيع أنت أن تخفي ما بداخلك بتصرفاتك ، هم كذلك يفعلون ، و ربما عليك أن تتذكر نفسك عندما كنت في أعمارهم و كيف كنت تفكر تجاه أهلك و تعاملهم معك بقسوة أو عندما تمنع من الحوار و التعبير عن نفسك .

فتأكد أن يكون أسلوبك مع الأطفال حواريا منذ الولادة ... نعم تحدثي مع إبنك و هو في المهد و حدثيه بأحاديث طيبة و مرحة و أنظري ما سيكون تأثير ذلك عليه ...

و إستمر في الحوار و معرفة أسباب ما يريد و ما لا يريد وإستعمل السببية معه ، أي أنك يجب أن تعطي سبب لكل شيء تفعله ، ما مصلحته هو من فعل هذا الشيء وما ضرره ... كن واقعيا ولا تستعمل الخرافات لأنها ستعود عليك أنت في عدم تصديقه لك في زمن تكون أكثر حاجة لأن يثق بك و يصدقك فيه ... 

و بصدقك معه ... ستستطيع منعه مما لا تريد و تستطيع إعطاءه ما تريد ، و كذلك إياك ... إياك ... ثم إياك ... أن تجيب أحد أسئلته بإجابة بلهاء أو إجابة فقط تريد منها أن تسكته ... و تصرفه عنك هذه الساعة ... إياك وإياك ثم إياك ... 

إن كنت تعرف الإجابة الصحيحة وإن كنت تعتقد انها أكبر منه أخبره بها بما يناسب عمره دون تزييف للحقائق ... و إن لم تكن تعرف فلا حرج أن تقول لا أعرف ولكن سنبحث عنها و نعرفها و إفعل ذلك وإبحث  و أجبه .

هذا يكسبه ثقة أكبر برأيك و ثقة في كلامك و مصداقية معه ... لأنه سيجد ما قلت له حقيقة بشواهد أخرى . 

الحوار مهم جدا أن تتعلمه أنت لتعلمه لطفلك ... أن تزرع فكرة الحوار لتستطيع إستقبال الشكاوى منه و إستقبال مشاكله و معرفة ما يدور معه لتستطيع تصحيح مساره و أخرج من عقلك مسألة أنه نسخة منك لأنه ليس كذلك ... 
و تذكر جيدا ... أنه من حقهم عليك أن تحترم رأيهم و ليس بالضرورة أن تأخذ به إن لم يكن صائبا ... ولكن احترمه أنه خرج منه ... حتى إن كان فيه إنتقاد لفعل أتيت به و إعترف أنك أخطأت إن فعلت حتى تعلمهم الإعتراف بالخطأ وأنه ليس عيبا ...

و ليس الوقت متأخرا لبدء الحوار مع أبناءك و إن تجاوزوا سن العاشرة أو بلغوا ... فيمكنك أخذ مساحات وقت للمصارحة و الحوار و تقبل ما يحدث بأن تبدأ بنفسك و تفتح لهم قلبك ...

و مهم جدا أن ردة فعلك تكون بتفهم و نصح لكي لا تنفرهم من الحديث معك مرة أخرى ، كن متفهما و تعامل مع ما حدث أنه حدث و الأهم كيف نمنع حدوثه إن كان خاطئا و كيف نزرع فكرة الخوف من الله في قلب الإبن و الصراحة مع أهله كي ننقذه من أي مسار خاطئ يسير فيه .

تعامل بعقلانية دائما و ضع نفسك مكانه و أنظر ما ترى من ذلك ...

و تذكر أنك تتعامل مع مخلوق مستقل عنك تماما و عقل مستقل تماما ... وشخصية مستقلة بذاتها ...

وأنت من لديك أهل ...
أخبر أهلك بهذا الحديث إن أردت أن تفتح معهم الحوار لتكون أنت أيضا متفهم لخوفهم عليك ... و حرصهم عليك ... و لتعرف أن ما يفعلونه هم الآن ... قد تفعله أنت غدا من باب الأبوة و الحنان الفطري ... و لا تنزعج من أنهم أكثر منك خبرة في هذه الحياة و إن كنت أنت تعرف ما لا يعرفون ... ولكن عليك أنت أيضا دور أيها الإبن ... عليك دور مهم أن لا تطلب دائما من أهلك أن يعاملوك كأنك رضيع بحاجة لتغيير حفاضك و إطعامك و الإهتمام بك ... هذه مهمة جدا في حق نفسك ....


قدم لما تريد أن تجده ... وإن عرفت أن كل إناء بما فيه ينضح ... فإملأ إناءك و إناء أبنائك بما تريدهم أن يفعلوه و يخرج منهم من تصرفات عندما يكبروا ...


بإمكانك العمل على إعادة ربط قناة وخطوط التواصل معهم و لتحرص عليها أكثر من حرصك على وجود إنترنت في خط الهاتف لديك ...

وتذكر ... أن هذا أحد الجوانب من العلاقة بينك وبينهم وهو من الجوانب المهمة جدا ... 

شكراً...  

أكمل قراءة الموضوع...