الاثنين، 26 ديسمبر 2016

كيف تنجح في ترك ثروة طائلة لأبناءك

By 12:21 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



إذا ما فكرت فيما ستتركه لأبناءك بعد إنقضاء أجلك و إنقطاع عملك من الدنيا و رحيلك عنها، لكي لا يعانوا الفقر و يخوضوا ذل السؤال و مهانته، فإنك ستفكر مباشرة في أن تزيد من ساعات عملك و تدخر ما إستطعت من مال و تسعى جاهدا لبناء منزل لا يشاركك فيه أحد ليكونوا فيه أحرارا غير مهددين، و ربما تسعى لأن يكون راتب تقاعد أو أي ضمانات اخرى تراها أنت مناسبة... ولا شك أنك تبذل جهدا أكثر في الإقتصاد ومنع الإنفاق على أشياء تراها لا طائل منها و ترى بقاء الدرهم أكثر أهمية من إنفاقه... 

يعمل الكثير من الناس و يسعون جاهدين لتوفير كل شيء لأبناءهم وفي أذهانهم فكرة أنهم حرموا من شيء ولا يريدون أن يحرم أبناءهم منه أيضا، و بالأخص يحدث هذا في كل ما هو مادي، و قليل ممن حرموا التعليم فيحرصون على تعليم ابناءهم و تحصلهم على شهادات... 
تفعل كل ما تفعله وفي داخلك قناعة أنك تقوم بالواجب تجاه أبناءك و ضمان مستقبلهم ... 
من المطلوب أن لا تترك أبناءك أذلاء للسؤال و الحاجة ... 
ولكن ما الذي حقا إذا تركته لأبناءك فإنك ستترك لهم ثروة طائلة لا تنفذ ولا تضيع بسوء التصرف و قلة الحيلة؟ 

إن أردت حقا ان تترك ثروة لا تنفذ لابناءك ... فإنه يتوجب عليك أن تنفق مالك في تربيتهم و تعليمهم و توعيتهم وتقوم بما عليك حقا لتزرع فيهم حب العمل و الإجتهاد و تغذيهم بالقيم السليمة، و المفاهيم الصحيحة التي تبنى بها الحياة. 
إستثمر مالك الذي تملكه فيهم بدلا من أن تدخره لهم دون علم يتيح لهم إستعماله خير إستعمال، و تأكد أن رزقهم مكتوب لهم بك أو بدونك ، و قد يكون ميراثهم منك رزق مكتوب لهم شئت أم أبيت...
فاذا ما إستثمرت في عقولهم و أخلاقهم و دينهم و علمتهم علما قيما فإنهم سيشتروا بيتا خيرا مما كنت ستترك لهم و سيرتدوا ملابس أفضل مما إشتريت لهم و سيأكلوا طعاما أكثر بركة بما عملت أيديهم، حرصك على أكلهم و شربهم جيد ، ولكنه ليس كل شيء ، الثروة الحقيقية التي يمكن أن تتركها لهم هي مفاهيم صحيحة لقوانين سير الحياة... 

الفرق كبير بين أن تطهوا لي الطعام و أن تعلمني كيف أطهوه ... الفرق كبير بين أن تحل مشاكلي و أن تعلمني كيف أواجه تلك المشاكل ، فرق كبير بين أن توفري لي ما أريد وأن تعلمني كيف أحصل عليه و كيف عليه أحافظ ... 

إذا ما علمتني قانون المسألة ... فإنني سأستطيع حل كل المسائل التي تواجهني ، على عكس إن كنت تحل لي كل مسألة ولا تعلمني كيف أحلها ... 


أن تحسن تربيتي، بالأخلاق و الدين و العقل المزين بالمفاهيم الصحيحة لكيفية التعامل مع الحياة... فإنك تترك لي ثروة لا تقدر بثمن... و لن تنتهي هذه الثروة أبدا... 

إستثمر مالك و وقتك في زرع القيم والأخلاق في أبناءك، و لتفعل ذلك عليك أن تحمل أنت تلك الأخلاق و القيم و تعرف حقا كيف تختار زوجك  بمفاهيم صحيحة حتى يكون لك عونا في إنتاج ولد صالح يدعوا لك بعد أن تغادر الدنيا بأجلك المحتوم... 


إنه إستثمار أطول أمدا من أي إستثمار آخر قد تفكر فيه في هذه الدنيا... فكل إستثمار لابد لك أن تتركه خلفك وليس لك منه شيء... اللهم أن يكون صدقة جارية أو ولد صالح يدعوا لك...

لا يستحق ما في الدنيا أن تهمل من أجله تربية أبناءك و غرس ما سيبقيهم أثرياء من قيم وأخلاقيات ودين تجد قيمتها عندما تسأل عن ما ستجد من حسنات فيقال لك هذا بدعاء ولدك الصالح لك.

كن متوازنا أكثر وإبذل جهدا أكثر في إعطاءهم مفاتيح هذه الثروة التي ستبقيهم بخير حتى تجتمع الأسرة مجددا في الجنة بإذن الله. 

شكراً


أكمل قراءة الموضوع...