الخميس، 24 ديسمبر 2015

كيف تكون رومانسيا ...

By 11:30 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


في أحد الأيام …بعد سنوات من الزواج وبعد تكرر بطء الروتين و الفراغ القاتل و قلة الإهتمامات و عدم وجود تواصل مع أقارب و صديقات ،  قررت الزوجة أن تفاجئ زوجها بإعداد غرفتهم بشكل مختلف … أرادت أن تفاجئه و تخلق جوا من الحميمية و الراحة له و لها ، لتجديد علاقتهم بمفاجأة عدتها هي سارة  … فأعدت الغرفة بغلاف سرير جديد … إختارت الألوان بدقة … مالت كلها للأحمر مع الأبيض ، و غطاء ناعم فضفاض مزخرف … وسائد ناعمة مطرزة برقة و دقة … وضعت شمعتين على جانب السرير … كل منها تصدر عطرا فواحا كلما إحترقت يشعرك بدخول حقل ورود إستوائية منعشة … أحضرت بعض الزهر و نثرته على الفراش على شكل قلب … و رشته بعطرها المفضل … أخفت كل ما يشوه المنظر و يلفت النظر عن جمال المنظر ، نسقت الألوان لتكون متناسقة متكاملة كلوحة فنان محترف … لم ينقصها إلا مصور موهوب حتى يجمد اللحظة لتكون غلافا لإحدى المجلات ، أو صورة مثبتة في إحدى الصفحات … و تصبح حلم تسعى لتحقيقه كل الفتيات … 
عندما عاد الزوج منهكا من العمل … و قد أخره أحد عملائه بسبب شحنة كان عليه أن يوصلها ، متعب منهك دخل إلى البيت … لا يفكر إلا في النوم ليسترد طاقته لعمل يوم الغد … لم يكن أحد في إستقباله عند الباب و لم تك تلك العادة … خلع حذاءه و بدت قدمه بيضاء لشدة التعب و بقاءها في الحذاء منذ الصباح … لم يخلعها إلا لعبض الوقت عند الصلاة … دخل دورة المياه … غسل وجهه و هيأ نفسه … و دخل غرفة النوم ليجدها مختلفة عن كل يوم ، لم يرها بهذا الشكل أبدا من قبل … أراد أن يستلقي على السرير ولكنه مليء بأرواق الشجر و الورد ، ما هذا كيف سأنام هنا … ما هذه الفوضى … خرج إلى الصالة حيث يوجد متسع له … إستلقى على أحد المراتب هناك و غط في نوم عميق … لم يدري حتى كيف بدأه أو حتى كيف وصل إلى أن يضع جسده هناك … 

هذا المشهد مقتبس من منشور إنتشر في صفحات المواقع الإجتماعية في فترة ما و ربما سيعود يوما من بين أنقاض المنشورات الراكدة ، حيث أن كل التعليقات إعتبرت الرجل متخلفا لا يفقه في الرقة ولا الجمال ولا الرومانسية و أنها زوجة مسكينة و أنها لا يجب أن تكون مع رجل كهذا ، و بطبيعة الحال كل بلد نشر فيه هذا المنشور إتهم رجاله بأنهم هذا حالهم و أنهم لا يفهمون شيئا عن الرومانسية و الحركات …

و لكن هل حقا هذا هو الحال  ؟  هل يمكن أن ننظر للموقف من زاوية أخرى مختلفة ؟ 

لا أدري إن كان هناك زوايا مختلفة فالموقف واضح المرأة المسكينة بذلت جهدها ولكن هيهات فمن لا يفقه في الحب لن يفققه ولن يتعلمه أبدا … 

نعم من لا يفهم لن يفهم أبدا إلا إذا أعطى لنفسه الفرصة ليفكر فيما يناسبه و ما لا يناسبه … 

ماذا تقصد لم أفهم من جملتك الأخيرة تلك شيئا … و رجاء لا تتفلسف علي … فلست في حال يسمح بذلك … 

لا لم و لن أتفلسف ولكن … 

تلك المرأة التي بالتأكيد هي زوجة له منذ زمن … و قد قضيا معا وقتا لا بأس به حتى و إن كان فقط ستة أشهر أو سنة أو سنتين … بذلت جهدا لا يوصف في تنسيق الغرفة و توفير إحتياجاتها لتكتمل الصورة و ليتعطر المكان بما يغري الشخص أن يسترخي و يتنشق الجمال و الراحة و الهناء مع زوجته و يعيشا لحظات يذكرها الجميع … 

ولكن ما الذي حدث؟ دخل الرجل لم يرى إلا بعض أوراق الشجر على الفراش مما دعاه أن يترك الغرفة و يذهب إلى الصالة ليجد مكانا ليلقي عليه جسده و يرتاح … ويغط في نوم عميق … 

نعم أرأيت … فعلها بكل برود … لا يملك أي إحساس … 


هل تحب أكل الخنافس و الحشرات؟  

ما علاقة الخنافس و من هذا الأحمق الذي يحب أكل الخنافس ؟
هناك شعوب تحبها و تبيعها بثمن غالي ، و أيضا تأكل الفئران و تأكل القطط و الكلاب ، و هناك من يحب أكل الافاعي و الثعابين … 

بل أن هناك من يفتح مطاعم باهظة الأثمان يبيع فيها و جبات مبنية على الضفادع و الزواحف الأخرى …

حسنا حسنا كفاية ما علاقة هذا بالزوجة المسكينة؟

العلاقة أن هناك إختلاف لدى البشر فيما يحبون و فيما يكرهون ، إختلاف فيما يغريهم ويثيرهم و فيما يشمئزون منه و فيما لا يلفت إنتباههم أبدا … 

قد تكون فكرة تزيين الغرفة بالألوان و فرش الورد على الفراش مقتبسة من أحد اللقطات المصورة في أحد المجلات ، أو من أحد المسلسلات التي يرسم فيها كل شيء بدقة … كل فعل و ردود الأفعال عن ذاك الفعل كلها مدروسة بحيث تعطي الصورة الملطلوبة من ذاك المشهد … فيأتي الرد (من أيا كان في ذاك المشهد) مناسبا جدا فيعطي الشعور بالأنس الاتناهي ، و هذا ما ينساه أغلبنا … أن كل ذلك مبرمج و أخبر كل ممثل عن دوره و كيف يجب أن يرد … 

الغالبية ينسى … 
أن ما نجح مع غيرك … و أبهر غيرك … ليس بالضرورة يبهرك … ما نجح مع أزواج آخرين … ليس بالضرورة ينجح مع غيرهم … 
لم تخطئ المرأة فيما فعلت أنها حقا تريد التجديد في علاقتهم و الإهتمام بحياتهم و تنشيط المودة بينهم … بالعكس تماما … إهتمامها هذا رائع جدا و يجب أن يهتم الجميع بهذه النقاط و إن كان من حين لأخر حسب نمط و أسلوب حياتهم … ولكن هل كان الأختيار مناسبا فيما فعلت؟

هل راعيت أن ما ستفعله يناسب زوجك؟ (مجددا الزوج هنا لهما معا)  فأيا كان من يفعل و يسعى للمفاجأة … فعليه أن يكون فاهما حقا للطرف الآخر … عليه أن يعرف ما يحب وما لا يحب ما يكره وما لا يكره ، ما يثيره وما لا يعنيه … حتى يختار له شيئا … يجعله يتفاعل معه بشكل أفضل … 
و الفهم هنا سيتأتي بالمعاشرة و ليس فهم المكالمات و الإجابات التي يحصل عليها كل من أسئلته بغية البحث عن معرفة أفضل للأخر … 

فليس هناك أي معنى أن تهديني حذاء راقي جميل غالي الثمن مصنوع من الجلد النادر و مغلف تغليفا إبداعيا تسلطنت فيه و أبدعت ليكون رقم الحذاء لا يناسبني …في حين كنت تستطيع أن تعرف رقم حذائي حتى بدون علمي … 

فإن أردت أن تكون رومانسيا حقا … فحاول معرفة شريكك و ما يحب و يكره و ما يناسبه و يناسب وضع حياتكم … فقد تكون الرومانسية في أكلة متقنة معها حديث بلا تنغيص أو طلبات أو ذكر لنواقص … قد تكون الرومانسية فقط في بعض كلمات محبة تسمعها من شريكك … قد تكون إنتظار لك لتشاهدا فلما معا … قد يكون إنتظار زوجتك لك على الغذاء و إن كانت جائعة … قد يكون إهتمامك بأن لا تتعب زوجتك عندما تفعل أي شيء في البيت أو خارجه … وربما تكون فقط في أن لا يكون بينكما خلافات و إن لم تتفقا في كل شيء بينكما … قد تكون في تذكر أحدكما أنه لا يفضل ذاك النوع من الشكلاتة … 

لتكن رومانسيا … عليك فهم الآخر … فليست رومانسية عوض تناسب رومانسية جون … و ربما ما ينس فخري لا يناسب رمزي … كما أن سهير لا تحب ما تحبه تهاني … و خيرية أيضا لا تفضل ما تراه في المسلسلات ولكنها تحب الفساتين الملونة التي لا تفضلها رجاء …

لنتوقف عن إعطاء التلفزيون الحق في أن يفسد حياتنا ... و نفيق و نتعامل بما يناسبنا ... و كل منا له ما يناسبه حسب حالته ... فلسنا قالبا واحدا صنع منه واحد و تكرر البقية ... 


و إن أردت أن تعرف معنى ذلك كله … فهو ما بينك و بين زوجك من مودة … 


شكراً
أكمل قراءة الموضوع...

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

كيف تعلم إبنك الشكر ...

By 12:06 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


عندما يلتقي شخص مع صديق و يكون إبنه أو إبنته معه … و يعطيه حلوى … فيقول الأب لإبنه .. ماذا نقول عندما يعطوننا شيء؟ 
فيستحي الإبن و ينكمش و ربما يكون شجاعاً يقولها ناقصة نقاط حرف الشين … 

ولكن لماذا إحتاج الأب أن يذكّر إبنه أن يقول شكرا أمام الصديق؟

هو أن يعلمه كيف يشكر و يمتن لمن أعطاه شيئا … و هذه عادة حسنة يجب أن يتعملها كل الأطفال و يجب أن تكون تلقائية لديهم حتى لا يحتاج الأب أو الأم إلى التنويه إليها كلما إحتاج الأمر … 

إذا ما جربت مرة أن تعطي أي عامل أو شخص إفريقي شيئاً … سواء أجرة عمل قام به ، خبزا … أو أي شيء … راقب كيف يستلمه منك … 
سيمد يديه الإثنين في إنحناء و إمتنان كاملين … 

سألت أحدهم مرة لشدة ما أعجبتني هذه الحركة التلقائية التي يقومون بها … عن لماذا تفعلون ذلك؟
فقال بهذا نري من يعطينا شيئا أننا ممتنون شاكرون فرحون بما قدم لنا ، و هذا نوع من أنواع الشكر ، تعلمناه في صغرنا و نعلمه لصغارنا ليكونوا ممتنين لمن يعطيهم … أي شيء … 
وهي عادة جدا راقية … و بها ترق القلوب و يزيدالحنو و حسن التواصل بين العاطي و المعطي … 

ولكن … كيف يمكنك أن تعلم إبنك أن يشكر دون أن تقول له هيا أشكر ؟

الأمر سهل جداً … إن كنت ستلتزم به أنت بنفسك … و تريد ذلك … 

نعم أن تلتزم أنت بشكر طفلك كلما قدم لك شيئا ، أو نفذ أمرا طلبته منه و أحضر لك ما تريد أو فعل ما تريد … أنهي كلامك بقول … شكرا …

أحضر لي كوب ماء … يحضره … خذه و قل شكرا … و ليقل هو عفوا … و لاتي ستعلمها منك عندما يقول لك هو شكرا…
أكتب واجبك … يكتبه ، ينتهي منه … راجعه معه و قل له شكرا …
أرجع صحنك إلى مكانه … خذ صحنك أنت أيضا … و اصحبه و عندما يضعه في مكانه … شكرا … 
أغلق النور عندما تخرج … يخرج و يغلقه فتقول له … شكرا … 
نظف أسنانك … نظف أسنانه … قبله قبلة النوم و قل له شكرا …
طلبت شيئا و لم ينفذه … أطلب منه تنفيذه و عندما يكمل … شكرا … 
اشكره على كل ما يفعل من حسنات … كل وقت لا تنسى الشكر … 
مع الإستمرارية … سيعتاد أن يكون شاكراً … سيعتاد أن ينطق كلمة شكرا … و ينطق كلمة عفواً … عندما تشكره … 

جرب … ولا تنتظر النتيجة بعد إسبوع … ولكن جربها بإستمرار و بنفسك ستلاحظ أنه تعلم الشكر و طبقه … لإنك كنت قدوة له في ذلك … 

تذكر جيدا ... أن هذا يبدأ منذ ولادته ... تحدث معه و إن كان وليدا ... و تعامل معه في كل الأوقات كأنك تتعامل مع شخص بالغ ... ولا تقل صغير ولا يفهم ولا يعقل ... لا ... لا تقل ذلك ... 

ولا تنسى أن تعتذر منه عندما تخطئ أنت … لتكون انت قدوته في الإعتذار … 
و تذكر جيدا … أن الإعتذار قوة … وليس ضعفا … و من يعتذر هذا يعني أنه إنسان واضح صريح مع نفسه قوي في شخصيته أنه إمتلك الجرأة أن يقدم إعتذاره و يعترف بالخطأ … فهل أنت شخصية ضعيفة أم قوية ؟
أري إبناءك أنك صاحب شخصية قوية … و علمهم التواضيع بتواضعك معهم … و كن انت القدوة لما تريدهم أن يفعلوا … 


جرب …

شكرا لك لإنك ستجرب … 



شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

الأحد، 6 ديسمبر 2015

كيف تعزز ثقة طفلك فيك ...

By 10:31 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


كثيرا ما يشكوا الأهالي من عدم سماع أبناءهم للكلام ، و كأن شيطانا تلبسهم و هم لا يهدأون ولا يقعدون في مكان أبدا ... و يقابل هذا بسخط و غضب و تصرفات من الأهل ، تزيد في عناد الطفل و عدم ثقته بهم ... و هذا شيء بالتأكيد لا ترغب في أن يكون بينك و بين أبنائك ... 
و من أهم أسباب طاعة الأبناء لأهلهم هو أسلوب التعاطي معهم في المشاكل و عند إرتكاب الأخطاء ... فطاعة الخوف لا تدوم ... ولكن طاعة الثقة تدوم أكثر ... و تقلل من عناءك في تعاملك معهم ... منح ثقة ... تفهم ... و صدق تواصل و مجال للحوار .

وهذه تجربة ... إن أردت أن تزرع الثقة في طفلك تجاهك ... و تعلمه الصبر ...
إعتاد الكثيرون على تلبية طلبات أطفالهم بشكل عشوائي أحيانا ، و أحيانا من أجل اسكاتهم ... و حيانا إعتقادا منهم أنهم يعوضونه على ما لم يستطع اباءهم فعله لهم ( اي الجد لم يفعل للوالد ما يحاول الوالد فعله لطفله الآن )
و غالبا ما تكون هذه الأساليب فيها مفسدة بشكل أو بآخر للطفل فإن كان هناك إفراط فهذا خطر و إن كان هناك تفريط فهذا أيضا خطر ... 
|إذا ما هي الفكرة ؟ و هذا يجب أن يطبق في سن مبكرة مع طفلك … 
الفكرة في مثال :
أتى الطفل و راى لعبة ... أو طلب لعبة ما أو شيئا ما ...
أنت بإمكانك أن تشتريه و بإمكانك أن تلبيه و ليس بالأمر الصعب ... و لكن 
ليكن جوابك أنه ليس وقتها الان ... 
اذا سألك الطفل و متى يكون وقتها؟ 
قل له عندما يأتي وقتها سنشتريها ... و إن لم يسأل فأخبرة مباشرة أنه ليس وقتها الآن و لكن عندما يأتي وقتها سنشتريها و نحصل عليها ... وتكون لك …
حاول أن تكون جاداً في كلامك و أن تكون مقنعا له ...
هنا عليك أن تتذكر جيداً ما الذي طلبه الطفل ... نعم أنت تستطيع تلبيته ولكن جرب هذه الطريقة ...
إن كرر السؤال أجبه بذات الإجابة ... ليس وقتها الآن ( مش وقتها توة ) ولكن ركز أن لا يكون أسلوبك و نبرتك غاضبة ... و يمكنك إتباعها … بهدوء و ثقة … نبرة صوتك مهمة جدا … 

بعد مرور يومين على الأقل ... أحضر تلك اللعبة أو الشيء الذي طلبه الطفل و أحضره له في غفلة منه ... و أعطها له و قل له ... هذا وقتها … ولإن وقتها قد جاء فها قد حصلنا عليها … 
كرر الفعل بقدر إستطاعتك كلما سنحت الفرصة و يتكون هناك الكثير من الفرص ... و ستجد أن الطفل سيسمع منك و يصدقك عندما تقول ليس وقتها ... لأنك أثبت له أنك عند كلمتك و لم تنسى ما وعدت به … 
بهذه الطريقة تستطيع تأجيل أي شي إن كنت مشغولا و زرع الثقة في طفلك تجاهك و تصديق كلامك ، و توفيرها في وقت لاحق أو أن تقول … ليس لدينا إمكانية الآن للحصول عليها … ربما إذا توفرت الإمكانية نحاول التفكير في الأمر … كن دائما منطقي الإجابة … واضح و صادق … إن أردت مصلحتك و مصلحته … 
وهذا بالطبع لا يعني أن لا تكون قدوة في كل ما تفعله أمامه بربط ما تقول بما تفعل … ودائما ليكن لديك جواب صحيح صادق واضح عن كل شيء تفعله … و إن تبدلت الظروف … فاليوم قلت لا عن شيء … غدا فعلته … وضح له الضرف و إختلافه و لماذا اليوم يختلف عن الأمس بمنطق و صراحة و صدق …
و إن أردت أن تزيد من تفاعلية التجربة ... إن طلب منك شيئا كبيرا ... لنقل دراجة ... أخبره بأن يبدا في جمع المال ليشتريها بنفسه ... 
خذ له حصالة ( شقاقة ) و أعطه مالا كل حين و ربما تدربه على أن يقوم بفعل أشياء و تشجعه ببعض المال ليضعه في الحصالة وإن ردد لك السؤال … متى نشتري الدراجة مثلا .. اسأله هل جمعت مالا كافي؟ 
إن قال لا ... فقل له لننتظر إذا لتجمع مالا أكثر و إن قال نعم شاركه في العد و معرفه القيمة إن كانت تكفي فخذه إلى المحل ليختار هو دراجته … و إن لم يجد في ذاك المحل اهتم بالامر حتى يجد مايناسب ميزانيته … 

هناك عدة ملاحظات هنا و أولها أنه يجب أن يكون بينك و بين طلفك مجال للحوار و يجب أن يكون هناك مجال عندك للإستماع إليه و إجابته أجوبة حقيقية و اقعية صحيحة دون إعتبار أنه طفل صغير لا يفهم ولا يفقه ... فتذكر دائما أنك تبرمجه بكل ما تفعله أنت فهو يملك عقلا كاملا ناضجا غير انه خالي من المعلومات … فحاول منذ البداية أن تشحنه بمعلومات صحيحة موثوقة ولا عيب في أن تقول أنك لا تعرف و لكنك ستبحث و تحاول إجابته … ليتعلم مبدأ البحث هو أيضا … 
لا تهزأ على شيء ولا تحاول أن تقلل من قيمة أي شيء ... فالتربية تحتاج إلى فهم و تركيز و عمل على مدى طويل ... و كل رشفة تبلل الريق
إن زرعت الثقة فيك من قبل طفلك فقد قطعت شوطا لا يستهان به في تكوين شخصية طفلك … و هيأته أن يستقبل منك كل معلومة و كل نصيحة بسهولة أكثر و قناعة أكبر أن والدي لا يكذبان علي ولا يتحدثان إلا لمصلحتي ، و هذا شيء ستزرعه أنت فيه بتوعية نفسك و تثقيف نفسك و الإستمرار دائما في الإجابة عن أي سؤال بشكل واضح و صريح ، لأنك بإجاباتك حقا … تكون شخصية طفلك و تضع له أساسات في ثقته فيك … ولا تستهن بأنه إن كبر في السن و إكتشف كذبك أنه لن تكون له مثالا سيئا و لك الإثم في ذلك … 
جرب ... و تستطيع تجربتها حتى مع تلاميذك في المدرسة بشكل أو بآخر ... مع تحوير المثال لكسب الثقة منهم ... فهناك كثير معلمات يعدن ولا يلبين … يتوعدن ولا ينفذن ،  و هذه مشكلة كبيرة جدا و الواضح أن فعلهم هذا منتشر و موجود حتى بينهم و بين أبناءهم ...
هذه إحدى الطرق التي يمكنك إستعمالها و التجارب التي أثبتت نجاحها في إكساب طفلك ثقة بك … و أهم ما فيها هو الصدق و الوضوح و العقلانية و المنطق … 
جرب … و تأكد أن ثقة طفلك بك لها دور مهم جدا في مستقبل تربيته والذي تبنيه أنت اليوم و تغرسه فيه له و لنفسك من أجل راحة أكثر … و هذا أفضل بكثير من كثرة العقاب و الوعيد و الشتم و الدعاء على الأبناء بعدم الصلاح …
إزرع الثقة فيهم و إزرع خوف الله في قلوبهم و ستجني ثمارها بإذن الله … و سيدعون لك بالرحمة و رفع الدرجات 

شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

كيف تختار زوجك ...

By 2:02 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


كيف يا ترى ... تختار زوجك؟

لا تعتقدن أن هذا الموضوع متعلق بإختيار الزوج (الرجل) لأن كلمة زوج تطلق على كل منهما فهما زوج و هي زوج له وهو زوج لها ، و بالتأكيد ليس هناك قاعدة ثابتة في هذا الموضوع لكثرة الإختلاف بين البشر و كل حالة تحتاج إلى النظر إليها على حدا … و من الخطأ أن تعمم حكما واحدا على كل الحالات التي كل طرف فيها في كل حالة يختلف عن غيره من الأطراف و كل المعطيات تختلف عن غيرها من المعطيات ، بالتالي هذا تذكير لنا جميعا أن لا نأخذ حكما نجح في حالة ما و نحاول تطبيقه حرفيا في حالة أخرى قد لا تتطابق معطياتها مهما فعلت ، و لكن الأصح أن تأخذ المفهوم و المنطق خلف هذا المفهوم ، وهو الذي تستطيع تطبيقه مع كل الحالات حسب معطياتها (كقانون العمليات الحسابية الذي يمكنك من حل أي مسألة تواجهك إن فهمته) ، فالموضوع محاولة لجمع أفكار و علامات لتساعدك على حسن الإختيار قدر أستطاعتك ، و كل شيء فينا هو قدر إستطاعتنا و ليس فينا من يدعي أنه الأفضل و أنه كامل في كل شيء …
فما هي الخطوات أو كيف تختار زوجك ؟

كل منا يختار بحسب ما يراه هو مناسب وهذا ما يقع تحت ( من ترضون ) … و النظرة التي يطلقها أحدنا ليحكم أن هذا مناسب أو غير مناسب عادة تنطلق من المفاهيم و المقاييس التي يتبناها كل منا في فكره و قناعاته و يسير عليها في حياته و مقتنع تماما أنها صحيحة ( قد تكون هذه المفاهيم مبنية على الثقة العمياء في صديق أو صديقة فيكون تنفيذ رأيهم أولى من إستعمال المنطق و الفهم الصحيح و هذا شيء يجب أن تنتبه له لتفرق بين النصح و التأثر و بالتالي التنفيذ كأنك منوم بأمر صاحبك) ، بالتالي يبني عليها قراراته و تحركاته في الحياة ، فمن كانت نظرته مادية (مثلا) لن يوافق على شخص صالح مهما كان إن لم يكن غنيا ، و سيعتبره الشخص الغير مناسب ، بغض النظر عن أصل معدنه و صلاحه و كل المواصفات التي تبنى عليها الحياة الحقيقية ، فنظرته للمال و المادة تسقط هكذا شخص من حساباته ، و هذا المثال منطبق على كل ما يتبناه البشر في حياتهم و يطبقونه في اختياراتهم و قراراتهم … المال ، الجمال ، الصيت ، السفر ، الشهادة ، العمل … إلخ مع ملاحظة أن غياب عامل من هذه العوامل مع وجود الصلاح و الخيرية و الإخلاق التي ترضاها حسب مفاهيمك ، لا يكون سببا مقنعا لرفض الإرتباط بهذا الزوج…

ولذلك دائما تكون البداية بتصحيح مفاهيمك أنت ،  و تحسين نظرتك و إهتمامك بعقلك و فكرك و العودة إلى دليل المستخدم الذي أعطاه لنا خالقنا سبحانه و تعالى و تنظر فيه و في سير نبيه و تتعلم المعاني الدقيقة و الراقية و تصحح مسار اعتقاداتك و قناعاتك التي قد تكون تشوهت بالابتعاد عن المفاهيم الصحيحة و الاكثار من مشاهدة التلفاز أو تأثرت بالمواريث التي يورثها الناس بعضهم البعض مما يجدون عليه أباءهم … و يهدمون به بنيانهم بأيديهم … 

فأحرص على تصحيح مفاهيمك و قيمك قبل كل شيء ، و هذا شيء لا يصح البدء فيه عندما ترغب في الأختيار فقط ولكن هذا شيء تبدأ في ممارسته منذ الآن وإن كنت بعيدا عن الإختيار و إن كنت تعتبر نفسك صغيرا و أنت بالغ و أن تحاول ان تستقي ما يصلح بك و تغذي به أبناءك و ربما أخوتك و أقرانك حتى تتركز هذه المفاهيم في عقلك و تصبح التصرفات بها تلقائية ولن تجهد نفسك كثيرا في تقييم من أردت أن يقع إختيارك عليه . 

راجع نفسك ، لا تعتبر نفسك تملك تلك المفاهيم و أن مفاهيمك كلها صحيحة … دائما راجع نفسك و ليس هناك بأس من أن يصحح الإنسان مفهوما من مفاهيمه و يغير قناعة من قناعاته بعد أن يستوضح أشياء لم تكن واضحة له و يعترف بأشياء لم يكن يعترف بها ، و إياك أن تعتبر نفسك أنك وصلت إلى قمة الفهم و القناعات ، فمن لم يراجع نفسه أتعبته و هلك بها . فراجع دائما مفاهيمك و ما خاب من إستشار … و البحث متاح و بسيط و سهل ومن سار على الدرب وصل …

تأكد أن مسألة المفاهيم و القناعات لديك أساسية جداً في الإختيار و أساسية في كل شيء تفعله في حياتك ، و لن تنفعك غفلتك قبل الإقدام على الفعل بعد أن ينتهي كل شيء و تختار ولا تكتشف غفلتك إلا بعد أن فوات الآوان … تأكد من ذلك جيدا … و كما يصف المثل (الكيل مئة و القص مرة “بمعنى أنك تستطيع ان تقيس المسافات أو المساحات أو تأخذ مقاس الشخص عشرات المرات ولكنك ستستطيع ان تقص مرة واحدة فقط ، فلا بأس من الإكثار من القياس للتأكد كيف تقص و أين “  ) فإجتهد في تصحيح مفاهيمك قبل الإقدام على الإختيار … أي منذ الآن . حتى إن كان عمرك ستة عشر سنة فقط وأنت بالغ ، احرص على تصحيح مفاهيمك و المصادر متوفرة و العقل إن عمل عمله لن تضيع أبدا … و لا تنسى أن من كانت نيته لتحقيق شيء صادقة ، فإنه سيجد لها الطريق الأنسب ليصل إلى غايته ، و لتكن غايتك أن تكسب نورا في عقلك ترى به الطريق الصحيح…

نقطة أخرى يجب أن تركز فيها ليكون إختيارك صحيحا و مناسبا ، هي أن يبقى عقلك واعيا منتبها غير مغيب و غير مهمش بما يمكن أن يقع في القلب من تعلق بشخص إلتقيته صدفة و ركزت (التركيز بحيث تعطيه كل إهتمامك و تلغي ما سواه)  و أطلقت بصرك و أعطيت من سمعك فوجدت أن الطريق إلى قلبك فتحت “بإرادتك” التي أطلقت بها السمع و البصر و الإنتباه فتاه العقل و تعلق القلب و لن تستطيع الحكم على حقيقة من تعلقت به لإنك ستراه فقط الغاية و الأمنية و الرجاء و الحياة بجمالها الكامل عندما تلتقي به و تكونا معا … وهذا ما سيجعلك القلب تفكر به و القلب في غيبوبة … 

ولاحظ أن القلب بمجرد ما يحصل على ما أحب دون علم العقل و سابق تأييده بالمفاهيم التي تحدثنا عنها … سيفيق يوما عندما يحصل الزواج و تعيش الواقع و تكتشف أن أغلب أحلام القلب كانت فقط سراب و أنها تبددت بالواقع ولم يعد لها وجود ، ليس لأن الآخر غشك أو أنك غششته ، و لكن لأن حكمكما لم يكن مبني على منطق عقلي و وضوح بالفكر ، بل كان مبني على عاطفة تحكمت بكم و أدت إلى حدوث الشغف الذي سرعان ما تبدد بالواقع الذي لم يكن أحد منكما يفكر فيه بواقعية لأن العقل كان مغيبا بهذا التعلق الذي سيطر فيه القلب … 

فتجنب التعلق المسبق و لتجنبه تجنب أن تطلق بصرك و سمعك و تعطي الفرصة لأحد أن يدخل حياتك ما لم يكن هناك عقد زواج بينكما (وهذا ينطبق أيضا على فترة الخطوبة التي قد تنتهي في أي لحظة ولا يترتب عليها شيئ)  ، ولا تسمع لمن يقولون عش حياتك … فكل من حاول عيش حياته (بنسبة 98٪ و أكثر) (و إياك ان تقنع نفسك أنك ستكون من نسبة 2٪ المتبقية لأنهم مجهولي المصير)  أصبح لديهم ذكريات مؤلمة و كل منهما تزوج زوجا آخر و مازال بعضهم يتواصل مع العشيق الأول بعد الحنين و بعد الفراق و القصة تطول لمقارنات بين الزوج الحالي و العشيق السابق و افتقار الحالي لرومانسية العشق الأول لأن الأول أساسا لم نعش معه الحياة الحقيقية التي كانت ستبدي لنا ما لم يراه القلب … فجنب نفسك كل هذا التعب و هذا الآلم و أحرص على أن تحافظ على مشاعرك صافية نقية لتسلمها لزوجك يكتب فيها ما يشاء على سنة الله و رسوله … 

النقطة الآخيرة … هي في قلبك … و مع تصحيح مفاهيمك و إتقاءك لله و عفافك … و إلتزامك بأمر الله في كل وقت ، بالطاعة و العبادة و العمل و صفاء النية … فإنك ستكتسب نورا من عند الله في قلبك بقوة الإيمان … و الذي سيجعلك ترى الأشياء بميزان أكثر دقة و اكثر وضوحا بعون من الله … فإحرص كل الحرص ان تقوي إيمانك دائما بكثرة الذكر و كثرة العمل الصالح و الإبتعاد عن كل ما يلهيك و يبعدك عن الحق و تجنب أكل الحرام و كل ما يقربك من الحرام كبيره و صغيره عظيمه و تافهه … إن أردت أن تكتسب نورا من الله في قلبك … فعليك أن تتقرب إلى الله بالطاعات و العمل الصالح … و كثرة ذكر الله . و سيكون لديك النور و الدليل إلى تصحيح مفاهيمك بشكل أدق و تكسب من الله نور الإيمان الذي يهدي الله به عباده الصالحين … 

مع النقطتين التي ذكرنا و الآخيرة ، تكون أنت قد جهزت نفسك لتقييم و قياس أي شخص تقابله أو يعرض عليك أو تصادفه لكي ترى إن كان يصلح أن يكون زوجا أم لا … و دائما تذكر … أن الصديق شيء و الزوج شيء ، أن العشيق شيء و الزوج شيء آخر و الجار شيء و الزوج شيء آخر تماما … فمتانة صداقتك بشخص ما ، لا تعني أبدا أنه يصلح لأن يكون زوجا وفيا كما كان صديقا وفيا … (تذكر أننا لا نحدد جنسا بعينه إنما نتحدث عن البشر ككل و كلمة زوج يقصد بها الإثنين معا ) وربما تتذكر أن علاقة الجيرة بينكم و بين جيرانكم كانت مليئة بالمودة و التعاطف و المشاركة ، و هذا لا يعني بالضرورة أن الزواج من الجيران سيكون كهذه المودة و المشاركة الطيبة وكذلك إبن الخالة و العمة و العم … راجع المفاهيم التي تبنيتها كي تعلم جيداً إن كان من عاشرته حقا يصلح أن يكون زوجا كما كان جارا أو صديقا أم لا … 

و من أهم ما يجب أن تستحضره أثناء تفكيرك في الشخص الذي ترغب في أن يكون لك زوجا … أن تعلم جيدا عيوبك أنت و ما ينقصك لتكون أفضل “عليك الإعتراف بكل عيوبك مع نفسك و عدم التكبر و التعالي عليها ، بل إعمل على تصحيحها و ضبطها و الحد من تأثيرها السيئ عليك” ، و أن تنظر للشخص الآخر بذات النظرة التي تكون فيها متأكدا من أنه فيه عيوب و لديه نواقص (وهي التي لا يراها القلب إن سبق و تحكم و عطل العقل كما ذكرنا) عليك أن تختار أن تتعامل معها على أنها واقع لا يمكن تغييره تماما كما لا يمكن تغيير نواقصك أنت و عجزك أنت ، بحيث أنك عندما ترضاه لنفسك زوجا بما وجدت فيه من غلبة المقاييس الجيدة المناسبة التي ترضاها و يرضاها أهلك (أي أن الحسنات أكثر من السيئات حسب ما لديك من مفاهيم) ، عندها تأكد أن تكون جاهزا بقبول نواقصه و عجزه و كل ما هو سلبي فيه إلى جانب كل ما فيه من إيجابيات … تأكد من ذلك جيدا ، فهذه حياتك المستقبلية التي أنت بصدد بناءها … و كما يسوق المثل ( أربط تلقى ما تحل ) 


ثم ستبدأ في التفكير في عن ماذا أبحث في الزوج ؟

هنا يأتي دور مفاهيمك التي إن اكتسبتها بشكل صحيح فإنك ستعرف جيدا ما الذي عليك البحث عنه و كمثال على ذلك : 

الأصل؟
و المقصد من الأصل هنا ليس اسم الأسرة أو قبيلتها أو مالها و جاهها … المقصود بالأصل أي أن تكون الأسرة طيبة المنبت ، أصيلة التربية ، يهمها الحلال و الحرام ، تخاف الله في كل تصرفاتها و خاصة المالية … تقدر العمل و تستحي من الخطأ ، الأب لمن ستختار زوجا لك مهم … العمل و التجارة و كيف يكسب الرجل المال مهم لك جدا عند موافقتك على الخاطب  ، الأم التي ربت مهمة ، و دورها في البيت مهم ، و الأب مهم ، و كونه حقا رجل جدا مهم … فالأصل يكون بالتقوى ولا يكون باسم و صيت الأسرة … و تذكر جيدا أننا اليوم نعيش في مجتمع كل فرد فيه يعتبر أسرة لحاله … فقد يخرج الفرد الصالح من الأسرة السيئة و يخرج الفرد الطالح من الأسرة الطيبة … 


التوافق؟
و كثيرا ما يعتقد أن التوافق يكون في تقارب الأعمار و هذه مسألة نسبية لا يمكن أن تتحقق فعلا و لم تكن إلا ردة فعل من جيل ماضي تبناها جيل آخر و إن كانت غير دقيقة … و لكن التوافق الحقيقي الذي يجب ان تبحث عنه يكون في الهدف و ليس في اسلوب الأكل أو اللباس أو منطقة السكن أو في الأغاني التي يحب سماعها كل منكما أو الأفلام و القصص و الكتب … التوافق يكون في الهدف الذي من أجله تعيش ، الهدف الذي تفعل كل شيء في حياتك لكي تصل إليه ، بغض النظر عن حبك لهذا الطعام من عدمه و بغض النظر عن إنسجامك في شرب القهوة من عدمه ، الأهم هو الهدف و قد يكون الهدف هو الجنة … و عندها ستعمل انت و زوجك لأجل هذا الهدف بالطريقة الأنسب لكما ، قد يكون الهدف هو المال والمظهر ، “عندها راجع مفاهيمك من جديد” ولكن سيكون هناك توافق في هدفكما بحيث انكما معا في مسألة إبهار الآخرين و الخروج بمظهر تختارونه و جمع المال معا … فركز  في الأهداف اكثر من تريكزك في كيف يحب الآخر أن يعيش ، وتذكر أنك يجب أن تتعامل مع الآخر كما هو و لا تسعى لتغييره كما تحب أنت لكي يتحقق التعايش بينكما … و إن وجدت توافقا بينك و بين الشريك بنسبة 40٪ فهذا يعني أنك في وضع رائع جدا و إن زادت فذلك خير ، ولكن لا تعتقدن أبدا أن نسبة التوافق بين إنسن يمكن ان تتعدى الستين في المائة … و الأصل هو التعايش و التفاهم على نقاط الاتفاق أكثر من نقاط الإختلاف … 

الإنجذاب و الإنسجام و الإعجاب؟ …
عليك أن تركز هنا “إن كنت قد صححت مفاهيمك “ أن هذه الأشياء ليست سببا لرفض الزوج الذي اثبت صلاحه بما صح من مفاهيم  … ألم يمر عليك موقف من قبل أن كنت ترى شخصا ولا تطيق رؤيته بل و تشمئز منها و تهرب منه حيثما تواجد في ممرات الدراسة أو العمل؟ و من ثم في موقف ما حدث و أصبحتما أفضل صديقين ؟ و ربما قبل أن يحدث ذاك الموقف إن أخبرك أحدهم أنكم ستكونوا أصدقاء لأنكرت و رفضت و تهربت … و ذلك لإن حكمك الأولي قد لا يكون مبنيا على قاعدة سليمة و على كل فإن كنت قد حققت النقطة الثالثة فإنك سترى ذلك بوضوح و عقلك سيرشدك بشكل أفضل إلى ما يمكنك قبوله و انت تعلم أنك ستتأقلم معه لإنك ببساطة … لن تجد شخصا مثل نفسك و التي تتعاند أنت و هي دائما .

الحب؟
أكثر ما يعتقد في أنه سبب في نجاح الزواج هو الحب … و الحقيقة أن أكثر ما يفسد العلاقات الزوجية اليوم هو الحب ، و ذلك يرجع بنا لمسألة تغييب العقل و التعلق بالقلب و الذي يجعل المحب لا يرى إلا حسنات المحبوب و ربما يراه كله حسنات ولا وجود لأي سيئات من الأساس … و في حين أن الحب جزء بسيط جدا من تكوين الأسرة ، و هو الجزء الذي يخطئ الغالبية في بناء حياتهم عليه ولا تظهر نتائجه التي يراها العقل بعد أن يستفيق … إلا متأخرا جدا … و يعتقد البعض أن الحب لا يولد إلا قبل الزواج (و دلائل فشل ذلك كثيرة جدا تستغرب لما يحاول الكثيرون إنكارها … هل لأنهم لا يفكرون بعقولهم؟)  … و هذا خطأ … فإنك إن أحببت قبل الزواج فحبك سيكون حب قلبي في أغلب الظروف … ( الكل سينكر ذلك و سيقول … لا ...أنا أعرف ما أفعله و لكن سأقول لك أنك قد تكون من نسبة 98٪ الذين يعتقدون ذلك و هم لا يوقنون حقا أنهم على حق ولكن يجب أن يقنعوا أنفسهم بذلك و إلا لتوجع القلب ) و لكن الحب بعد الزواج سيكون حب عقلي واقعي قلبي ملموس النتائج و ملموس الحقيقة … فأنت ستعرف الآخر على حقيقته و ستعيش معه و تعاشره و تستمتع به و تعرف أوجاعه و أفراحه و ترى وجه  وتعابيره … و كل شيء بعقلك تراه أمامك … فإن بنيت إختيارك على مفاهيم صحيحة و قواعد سليمة عندها … ستكون في مودة و رحمة بإذن الله صادقة غير كاذبة ولا مطلية بقشرة أعياد الحب …

تأكد من معلومة يرحمك الله … أن التعارف لا يعطيك صورة عن الآخر مهما فعلت و تأكد أن المتزوجين أنفسهم يقضون سنوات طوال مع بعضهم و لا يزالون في إكتشاف مستمر لشخصيات بعضهم البعض ، التي من الأساس تتغير و تتبدل مع الزمن و مع التجارب ، فلا تعتقد أنك إن تعرفت على الزوج قبل الزواج أنك عرفته … ولن تصدق ذلك حتى تجربه … فإهتم بالمقاييس الأساسية للقبول و الزواج أكثر من إهتمامك بمعرفته … فمن كان يعرف الله ( بمقاييس صحيحة و ليس المقاييس العامة التي تقول انه يصلي و يشكرو فيه الناس) فإنه لن يظلم و لن يسيء أحب أو كره … فإنه سيتقي الله فيك و سيكرمك أحبك أو كرهك … ذاك من كان يخاف الله و رضيته أنت بالمقاييس الصحيحة …
تجنب الحكم على الشخص من هيئته ، فالهيأة أصبح من السهل جدا تقمصها و من السهل جدا خداع الآخر بها سواء كانت هيئة تدين أو هئية جمال أو دلال أو غنى … كلها أصبح من السهل الغش فيها و التقليد فيها ، فلا تحكم من الهيئة ولا تحكم من اللقاء الأول ، ولا حتى من اللقاء العاشر ، خاصة عندما يكون القلب هو المتحكم …



هذه فقط أمثلة عن ما يجب أن تبحث عنه و تأكد أنك مع تصحيح مفاهيمك … ستعرف جيدا ما ستبحث عنه … 


و هنا ... 
  • تصحيح المفاهيم ( عن طريق فهم دينك فهما صحيحا غير سطحي و لهذا أصول يمكنك الوصول إليها ، و تأكد ان فهم الدين لا يتوقف عند معرفة العبادات و كيف تؤديها ، ولكن يرتقي إلى أن تصل انت بفهمك لتطبيق يجعلك صاحب قناعة و رضا يريحك في كل مواقف حياتك و به يطمئن قلبك ) 
  • عدم التعلق بأحد قبل عقد الزواج ( و تدخل في ذلك حتى الخطبة التي فيها الطرفين غرباء عن بعضهما البعض وما الخطبة إلا وعد بالزواج و فسخها لا يترتب عليه أي التزامات للطرفين ، فلا تتعامل مع الخطبة على أنها نتيجة مضمونة نهايتها الزواج ، و كذلك التعلق بأحد في العمل أو الدراسة ) 
  • طاعة الله و تصفية قلبك و تقوية ايمانك … (قاوم مغريات الدنيا و أقبل على الله … ) 
  • لا تعلق الأمل في أحد ، فقط قيم الموضوع بشكل دقيق و خذ بالأسباب و اجعل لنفسك مساحة أمنة حتى لا تتعلق ولا تعقد الأمال كلها على شخص واحد وأنت لا تدري أيصلح بك أم لا يصلح … ولكن تعامل مع كل موضوع تخطوا فيه الخطوات الصحيحة بجدية تامة على أنه موضوع مهم حتى يثبت جدواه أو فشله … 
  • خذ بأسباب الإستشارة و السؤال عن الشخص بشكل دقيق ( تجنب سؤال أقرانك الذين قد لا يعلمون شيئا عن المفاهيم الصحيحة التي بها يقاس صلاح الشخص من عدمه فمن كان مفهومه مائلا للجمال فسيخبرك بأنه جميل فتقدم أو انه قبيح فدعك منه ) ،  فتأكد ممن تطلب الإستشارة و ليكن ولا تعتمد على قول واحد يوافق هواك و أكثر من السؤال متذكرا أن الكيل مائة و القص مرة 
  • تأكد أن الإستخارة تكون دائما بعد كل ما سبق ذكره ولا تصلى الإستخارة قبل الأخذ بالأسباب و التأكد أن الشخص المقصود مناسب ، فإن كنت تعرف و ترى أنه غير مناسب فلا حاجة لك بالإستخارة و إبتعد عن الموضوع من تلقاء نفسك ، إسأل و شاور و تقصى جيدا … ولا تكتفي فقط بقول (ما رأيكم؟ فيقال عز الناس ) إبحث جيدا في تفاصيل المعيشة و التعامل و التجارة و العمل و البيئة و البيتية و الأصل كما وصفنا و ستعينك مفاهيمك الصحيحة على الوصول إلى النقاط المهمة


عند السؤال عن الزوج (الرجل ) ...

في زماننا الذي نعيش فإنه من أكثر ما يمكن أن يبين لك الرجل هو تجارته و تعاملاته المالية ، و هي أكثر ما يمكن ان يظهر معدنه و إخلاصه و تحريه الحلال و تفانيه و أمانته ، فإن وجدت أنه أمين مخلص في هذه الأشياء ولا يمد يده إلى حرام ، إسأل عن كيف يقضي وقته بعد العمل و بعيدا عن التجارة ، و من هم أصدقائه و أقرانه ، و أين يقضي وقته … و فيما يقضيه … و سؤال جيرانه أيضا و من خالطه في عمل أو سفر شرط أن يكون اهلا للثقة ولا يكون أي شخص عابر ، و هذه نقطة مهمة فمن تسأله أيضا يجب أن يكون أمينا صادقا حتى تأخذ منه الخبر الأصدق ، و لا تكتفي بسؤال شخص واحدة أو بالسؤال مرة واحدة … و تذكر أن كثيرا ما أتت الإجابة عن أن الشخص من البيت إلى المسجد و العكس ولكنه لم يكن ذو تعامل جيد مع الناس و لم يكن تردده على المسجد مؤثرا على أخلاقه … و هذا يعود بك إلى المفاهيم الصحيحة التي إن صححتها ستعرف جيدا كيف تقيمه و ما الذي تهتم له و ما الذي لا تجعل منه عائقا أمام موافقتك ، 

عند السؤال عن الزوج (الفتاة) ...

قبل كل شيء لا تفكر في المرأة التي ستتزوجها أنك فقط ستستمتع بها أو يعجب بها الآخرون و يقال أن زوجة فلان جميلة ، فتبحث عن جمالها و ظاهرها فقط و تأكد أن تبحث عن الزوجة الأم التي ستربي أبناءك و من جهة أخرى إن كانت تجذبك الفتاة الفاتنة بقوامها و شكلها و مشيتها فلا تعتقد أن الفتاة المحتشمة الخلوقة لا تملك ما تملكه غيرها من الفتيات ولكنها فضلت أن لا تعرضه على الملأ و تحتفظ به لمن سيكون حلالها وحده كما أمرها الله … و من أهم الأشياء التي يجب أن تسأل عنها عندما تبحث عن زوجة هي البيت و من هو صاحبه ، هل الأب له مكانته و له دوره و قيادته أم هو فقط صورة و لا يؤثر في حكم بيته أبدا و زوجته هي التي تدير دفة البيت في كل شيء ، ما يخصها و ما يخصه كلاهما معا و تسيره كما تريد هي و لا دور له هو ، و من جهة أخرى تأكد من أنك تختارها بعقلك قبل قلبك أيضا و أن تكون قد صححت مفهومك عن من يجب أن تربي أبناءك و كيف تريدهم أن يربوا … إبحث عن الوعي و الثقافة و الفطنة … و كذلك عن الطاعة و الإتزان … و كذلك من الجوانب المهمة أن تعرف من سيكون خال إبنك و ما أخلاقه و كيف هي حياته 


هذه بعض النقاط التي قد تكون اكثر أهمية في البحث عن الزوج ، إلى جانب ما قد سلف ذكره من نقاط تعتمد عليك أنت ، في قلبك و فكرك و عقلك … 

و هل حقا التعارف و الحوار قبل الزواج يجعلك تعرف من هو زوجك؟

الكثير منا يتبنى هذه القناعة في وقتنا الحالي و الكثيرين يعقتدون أن الزواج بدون تعارف هو جحيم سيدخلونه و يخافون منه و لن يخرجوا منه ابدا … فهل حقا التعارف قبل الزواج يفيد في معرفة طبع و أفكار و تصرفات الآخر … أم أنها فقط اسطورة يمني بها الكثيرين أنفسهم ؟

الواقع يقول أن نسبة المتزوجين بالتعارف أو العلاقة أو أخذ وقتهم في فترة الخطوبة للحديث و ربما حتى الخروج و إكتشاف بعضهم البعض كبيرة جدا ، في مجتمعنا حاليا ، و لكن هذا لم يمنع وجد حالات طلاق كثيرة جدا و حالات عدم استقرار اسري و حالات زواج شكلي كثيرة يعيش فيها الزوجان في بيت واحد ولكن لكل منهما حياته المنفصلة تماما عن الآخر … 
فلماذا لم يفيد التعارف قبل الزواج حقا في التقليل من نسبة الطلاق و المشاكل بعد الزواج ؟ ألم يتزوجوا حقا على قناعة و تفاهم و تعارف لفترات طويلة منها ما قد يمتد لعشر سنوات ما بين التعارف و الزواج ؟

هذا قد يدفعك للتفكير مليا في كيف يجب عليك أن تختار زوجك … أو توافق عليه … أو تبحث عنه … و بالتأكيد هناك جوانب كثيرة جدا لن يسعها الحديث الذي طال و كان سيزداد طولا إن لم نتوقف عن الخوض في تفاصيل أكثر فيه . ربما نحاول طرحها في وقت أخر بصورة مختلفة ، و أكثر إختصارا …

نسأل الله أن تكون النقاط واضحة و مفيدة و مرشدة لطريق الصواب و إن لم تكن كافية ، و لكن أن تعين على توجيه النفس إلى الطريق التي يمكن ان يجد فيها أحدنا نفسه أكثر وعيا و إنتباها و إستقلالية عن عادات و تقاليد المجتمع و ما وجد عليه أباءه من مفاهيم أفسدت حياة الكثيرين و مازالت تفسد و مازال الكثيرون يتبنونها دون محاولة لتصحيحها أو تعديلها أو إيجاد ما هو أفضل منها و التخلص من كل ما فيها من ثقل و تشويش و إبتعاد عن الصواب الذي يرشدنا إليه ديننا … 

أشكر وقتك جدا الذي لقراءة هذه الأسطر منحت … و أرجو من الله أن يغفر ما بدر منا فيها من زلل و خلل و خطأ … وما هو إلا رأي يحتمل الصواب و الخطأ و ما كان فيه من صواب فهو من الله وأما الخطأ فمن نفسي أسأل الله العفو ... 
وفقك الله لما يحب و يرضى … و رزقنا و إياكم خيري الدنيا و الآخرة و أسكننا الجنة و أبعد عن قلوبنا الغل و النفاق و الرياء …



شكراً…
أكمل قراءة الموضوع...