الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

كيف تؤثر زاوية رؤيتنا للمشكلة في حلها؟

By 3:11 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

من منا لا تواجهه المشاكل ، ومن منا لا تثقله أحيانا وتعجزه أن يجد حلا ومخرجا من شيء قد يكون هو صاحب الخطأ فيه ، و كثيرا ما يهرب البعض من المشاكل بلوم الآخرين حتى يشعروا أنفسهم أنهم المظلوم في المعادلة فيعطيهم هذا إحساسا يخفف من حمل المشكلة وحجة للتخلي عن كل شيء وإنتظار الآخرين لحل المشكلة و تحمل مسؤولية أخطاءه هو أو الأخطاء المشتركة...
ولكن لماذا يحدث كثيرا أن تجد الحل في الإستشارة من غيرك؟ و أحيانا هذا الغير الذي يوفر الحلول للأخرين يقع في مشكلة فيحتاج من يشير عليه لكي يحل مشكلته؟

لا يجب أن ننسى أن هناك أشياء كثيرة في الحياة تبدو كأنها مشكلة للبعض عند رؤيتها من بعيد ولكنها ليست بمشكلة لصاحبها فهو يتعامل معها بشكل عادي وطبيعي جدا وصحيح... فليس كل ما نراه نحن مشكلة هو حقا مشكلة ، كما أنه ليس كل من تراه سعيدا محظوظا هو حقا كذلك...

على كل و لكي لا نطليل أكثر و نصبح نحن أيضا مشكلة في مضيعة الوقت ... فكيف تؤثر نظرتك للمشكلة في حلها؟

المشاكل لا تحدث فجأة ... ولكن معطياتها تتراكم بناء على إختياراتنا في أفعال حياتنا ، وكل إختيار يفتح بابا لإختيارات أخرى ونحن بدورنا وبالطبيعي ودون أن ننتبه نختار ما يناسبنا حسب ما تمليه مفاهيمنا علينا ... وكل إختيار يأتي بمسؤولية ونتائج تفتح مجالا لإختيارات أخرى ... وحتى من يرى أنه مضطر لشيء ما ، إذا ما راجع نفسه سيجد أن إختياراته بالموافقة وعدم الإعتراض و إيجاد حلول مختلفة وإختيارات مختلفة فإنها مشاركة منه لما أوصله لحالة الإضطرار إلا أن يكون أمرا قاهرا كسيل جارف ...

ما الذي يعقد المشكلة في نظر البعض دونا عن الآخر؟

كل مشكلة بداية ظهور بغض النظر عن تراكمات ماقبلها ، ولها قمة وأقصى ما يمكن أن تصل إليه وهي ذروة المشكلة ... ومن ثم تبدأ المشكلة في التراجع حتى تصغر وتنتهي... و بالتاكيد يعتمد هذا على تعاطيك و تفاعلك وتصرفك في هذه المشكلة بحيث أنك لا تطيل أمدها بأفعالك الخاطئة... 
وغالبا ما ينظر إلى المشاكل التي تواجه الكثيرين من زاوية عمودية فوقية ، فيكون التركيز على ذروة المشكلة وهي في بدايتها فتغلق الرؤيا عند صاحبها و يعجز عن التفكير في حل لأنه يشعر بثقلها عليه و حجم المشكلة يحجب رؤية الحل عنه ، في حين أنه إذا ما نظر للمشكلة من زاوية أفقية جانبية ، فإنه سيتمكن من رؤية البداية و الذروة و النهاية ، وكما أنه لكل مشكلة نهاية فإن النظر إليها يجعل أمر الذروة أقل تأثيرا ويخف حمله أثناء تعاطيك مع المشكلة...
وربما هذا الشكل يوضح الفكرة بزاوية أقل تعقيدا... 




لاحظ أن التوضيح على اليمين لا يبدو للمشكلة من حل... فتركيزك على ذروة المشكلة فقط وهنا يحدث الإغلاق... أما في التوضيح على اليسار فإنك ترى الحل باديا لا محاله فيكون وطء المشكلة أخف بكثير... 


ولابد أن تعلم جيدا أن كل المشاكل مهما عظمت وكبر حجمها وثقل حملها... لابد أن تتبدد وتنتهي وتخف... فلا تركز نظرك على المشكلة من زاوية تظهرها كبيرة جدا وتنسى ذاك القانون ، وإذا ما راقبت المشكلة بكل زواياها سترى الحلول أمامك مطروحة بسهولة ما كنت لتنتبه لها إذا ما علق في ذهنك أن المشكلة هي الذروة منها فقط... 

فكر جيدا في كل مشكلة تواجهك أن لها تلك النهاية التي عليك أن تراها وتركز فيها أكثر من تركيزك في ذروة المشكلة ، حتى تستطيع التعامل معها بأفضل ما يمكن، وما أن تضع نفسك في ذاك الموضع حتى يخف عنك الحمل وترى الحلول أمامك ويسهل تعاملك مع ما بين يديك من مسألة... وتجد أنها إنتهت بأسرع مما كنت تتصور... 

تذكر أن تغيير زاوية النظر لكل مسألة ، تعطيك مجالا مختلفا للوصول لحل لها...

شكراً... 




أكمل قراءة الموضوع...