الجمعة، 16 مارس 2018

كيف تتعامل مع أولادك في فترة المراهقة...

By 1:11 م
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته 


المراهقة ، تلك الفترة التي أثقلت بالأوهام والإتهامات وكانت الشماعة التي تعلقت عليها أفعال كثيرة وإنحرافات أكثر ، لأن العلم أثبت أنها الفترة التي يتحول فيها الإنسان من مرحلة لمرحلة وإن كنا لا نحتاج للعلم لأن يثبت لنا ذلك فكلنا بتلك الفترة ممرنا ، وأن التغيرات الهرمونية التي تطرأ على الأجساد تؤدي إلى وجود مزاج حاد ومتقلب وإعتراض ورغبة في الثورة على كل شيء وأنها الفترة التي ينجذب فيها الإنسان للجنس الآخر ويبدأ في إكتشاف نفسه ويذهب البعض إلى حد أن ما يفعله الإنسان في هذه الفترة غير محاسب عليه لأنها تأثير تلك الهرمونات الطبيعية التي لا تأثير للشخص عليها...

هل تصدق هذه الأوهام؟ وإن كانت جزء بسيط مما يعتقده الكثير من الناس؟ 
هذه ليست أوهام شهدت على ذلك بنفسي...
نعم ستشهد على ذلك بنفسك لأسباب نحن أصحابها ليس إلا...

لعلك لا تنكر أن نهجنا في التعامل مع المشاكل في حياتنا بشكل عام إلا من رحم الله ، هو عيش الحياة حتى تقع المشكلة أو الكارثة ومن ثم التعامل معها ، حتى وإن كنا نرى الأعراض والمؤشرات التي تؤكد أن الكارثة على وشك الحدوث... و قليلا ما نقدم بين أيدينا أفعالا تمنع حدوث تلك الكوارث... أو الأحداث... فكما ذكرنا سابقا أن أفضل طريقة لمنع الفضيحة من نشر صورك عن طريق من أرسلت له ، هي أنك لا ترسل صورك أساسا ، وأن لا تفعل الخطأ من البداية وأنت تعلم أنه خطأ... وكتابك بين يديك يخبرك بالخطأ كما تفعل حاستك البشرية للتمييز بين الخطأ و الصواب...

وربما القانون ذاته ينطبق على فترة المراهقة والتعامل معها.. 
هل سألت نفسك ... أين كانت فترة المراهقة عند أجدادنا وأجدادهم؟ أين كانت فترة المراهقة في عند الصحابة مثلا قبل وبعد إسلامهم؟ 
فما الذي فعلنا بأنفسنا ، حتى أصبحت فترة المراهقة كما نعرفها اليوم  شماعة لها السمع و الطاعة، وقد آمنا وصدقنا بتعريفات الغرب الغير مسلم بما وصفوا به هذه الفترة وأسلوب تعاملهم معها مختلف تماما وبعيد عن الصحة... 

ولتعرف كيف تتعامل مع هذه الفترة عليك أن تعرف سبب حدوث كل تلك التصرفات من المراهق في هذه الفترة ، والحقيقة أن السبب الرئيسي لهذه التصرفات هو المربي ، وهو أنت ... نعم المربي هو السبب... 
المشكلة حقا تكمن في المربي الذي يتعامل مع أولاده كأنهم أطفال حتى بعد البلوغ... 
وإن أردت أفضل تعامل مع فترة المراهقة فإبدأ التربية وتحميل المسئولية في السن المناسبة والتي بتنا نسميها مبكرة ، لتهيئة لهذه المرحلة... إن أردت الأمر في نقاط ليكون أسهل للتتبع... وهي محاولة تقسيمها دون وعد بالنجاح في ذلك... 
حاول أن تستحضر نفسك وطفلك وانت تقرأ وما تعرف وما يمكنك حقا تطبيقه عمليا... 

- إكسب ثقة أولادك بعدم الكذب وبالوفاء بالوعد والوضوح في كل المعلومات التيتقدمها لهم "سبق التفصيل في هذه النقطة"
- كن واعيا في مسألة إختيار ألعابهم وحبذا تختار دائما الألعاب الجماعية التي بها حركة أكثر من جلوس أمام الشاشات "سبق التفصيل فيها"
- أكثر من الحوار معهم وتذكر أن عقولهم مكتملة تحتاج فقط للمعلومات ، فكن مزودا لهم بمعلومات صحيحة من البداية وتحدث معهم بإسلوب مباشر بما يناسبهم ، وإحذر من تصغير الكلمات والتصرف كأنك في برنامج أطفال لا يساعد في ذلك ، فتصرف بشكل طبيعي وقسط المعلومات فقط بدلا من تغيير الكلمات محاولا جعلها أوضح لهم وهذا خطأ... فادح ، فالكلمة غير موجدة في عقله وإن أعطيتها له صحيحة سيستقبلها صحيحها و تبرمح عنده... 
- أعطهم فرصة للحديث دائما وإستمع لما يقولون وصحح لهم الخطأ بعد أن يكملوا حديثهم والأفضل أن تصححه بقدوة وبمعلومة مرتكزة على ما أمر الله به ونهى عنه. 
- هيئهم لمعرفة التطورات التي ستطرا عليهم في أجسادهم بالطبيعة الإنسانية، وأنها علامات طبيعية تؤدي إلى النضوج الذي سينقلهم من الطفولة إلى التكليف ، وقسط لهم المعلومات بوضوح ليعلم كل من أولادك حسب جنسه ما سيطرأ معه في هذه المرحلة المهمة في حياته ،  ولابد للأبوين أن يهتموا بذلك فإن قصر أحدهم يكمل الآخر ، والأهم فيها أن يدخلها بعلم ووعي والدين يشرح تلك الأشياء بتفصيل جميل إن أردت التعلم أنت أيضا. "وهذا واجبك أن تفعل ولا تقل أهلي لم يعلموني " 
- إزرع فيهم أن الذكر منهم يجب ان يهيء نفسه للإعتماد على نفسه  في حياته وأن الأب ليس مطالبا بالإنفاق عليه مجرد بلوغه سن السعي  للعمل و كسب رزقه "ليس بالضرورة ستطبق ذلك ولكن إزرع فيه هذه الفكرة" وأنه يجب أن يتحمل مسئولية نفسه ويتعلم كيف سيعيش حتى يستطيع الإعتماد على نفسه مع خوف الله في نفسه وفي الآخرين ، والفتاة تزرع فيها فكرة أنها يجب أن تكون واعية فطنة مثقفة عميقة لا سطحية ، وأنه من واجب والدها أن يرعاها ويوفر لها ما تحتاج حتى تتزوج كما يأمر الله ودينه الذي إرتضى لنا ، وأنها إن تزوجت يجب أن تكون أما مربية صانعة أجيال وعليها أن تتعلم كل ما يلزمها إلى جانب دراستها في المدارس ، ولابد أن تزرع فيهم الخوف من الله وليس الخوف من الناس ، بالتالي الحلال والحرام هو المقياس وليس العيب والحشم من الناس. ( يجب أن تزرع فيهم منذ صغرهم ما خلقوا له من أدوار حددها الله لكل منهما وتعلمهم القوانين التي سيتعاملوا بها مع العالم حتى وإن لم تكن معهم) هذه الأفكار مهمة جدا أن تزرعها بجدية في كل من أولادك حتى تكبر معهم ولا يكبروا على فكرة أنك الجيب الذي يوفر لهم كل شيء وعليك أن تتجنب تربية الذكر كالأنثى والأنثى كالذكر فأنت بذلك تضرهم لا تنفعهم.
- إبدأ في تحميلهم المسؤولية مبكرا ، ضعهم في المحك بما يناسب سنهم ، ولا تستهن بقدرة الطفل على إرتداء ملابسه بنفسه وتهيئة نفسه للمدرسة بنفسه بعد تدريبه على الكيفية ومساعدته فترة ما ليعرف ما يفعل والصبر على تعلمه، وجميل أن يبدأ أولادك في فعل ذلك في الإبتدائية، كذلك ترتيب غرفهم والإعتناء بنظافتهم الشخصية، وحث الولد على أشغال منزلية مناسبة له ، والفتاة على أشغال منزلية مناسبة لها أيضا  ، و تذكر ... أن تعلم الطبخ مثلا ، ليس هو الهدف في حد ذاته ، إنما تحمل مسئولية إناء على النار وتعلم وضع المقادير هو تحمل مسئولية ، و المسؤولية هي ما تحتاج تدريب أولادك عليه دون تأجيل وتحجج بالدراسة.
- مع تقدم عمر أولادك حملهم مسئولية أنفسهم ، أعطهم مهام يقومون بها ، إبحث لإبنك عن عمل بعد وقت الدراسة إن أمكن ليتدرب ولا تقل، سيهمل الدراسة إن عمل فتكون ظالما له ، ولكن أعنه على البحث عن عمل يستطيعه أثناء الدراسة فكثير أفلح في الإثنين وإستفاد من تجربة العمل وخبرته أكثر من الدراسة ، ولا تنسى أن تحمل إبنتك أيضا المسؤولية مبكرا لتريح أمها من أعباء البيت أيضا ولا تفرغها فقط للدراسة بحجة أنها تتعبها ، فكلنا يعلم أن الوقت غالبا يمضي مع الأصدقاء والحوارات والإنترنت وغيرها وإن كنت تعتقد أن أولادك يدرسون حقا.
- من المهم جدا أن لا تترك لأبناءك وقت فراغ يكونون فيه بلا عمل ولا شيء يشغلهم فخلاصة ما يحدث في فترة المراهقة والذي عليك أن تتجنبه يكون نتيجة الفراغ وعدم وجود ما يشغل ، وهذا بكل تاكيد سيقود الشخص إلى إتباع شهواته التي بدات في العمل ، ولأننا لم نعد نعتبر أن سن الزواج هو سن البلوغ و نستهجن ذلك ولا نهيئ له أبناءنا فإننا نتركهم يفعلوا ما يفعلوه في الفترة التي سيسأل عنها الإنسان ونتحجج بأنها مراهقة وهم معذورين لنها الهرمونات... و الحقيقة هي فشل المربي في التهيئة لهذه المرحلة وهذا ما كان يفعله الناس قديما ، فيكون الشاب قادرا على فتح بيت في عمر الخامسة عشرة ، والفتاة قادرة على فتح بيت في عمر العاشرة ، الأهم أن يكون البلوغ هو العلامة ، و يقضي كل منهما وقته في الحلال وفورة الهرمونات المظلومة تنشغل في المسؤولية والحياة بطبيعتها ، ولا تتحجج أنهم يجب ان يعيشوا حياتهم... فالطفولة تنتهي بمجرد البلوغ وما البلوغ إلا بدء عمل الأعضاء التناسلية وقدرة الإنسان على إنجاب مثله.
- عند بلوغهم يكون الوقت للتربية و غرس القيم قد مضى ولم يبقى إلا حصاد نتيجة ما زرعت قبل تلك الفترة ، والآن عليك مصادقتهم و النظر لهم على أنهم أصبحوا كبارا مكلفين محاسبين قادرين على إنجاب مثلهم ، وأن لهم إحتياجات طبيعية فطرية أنت أيضا مررت بها ، فصادقهم وإحترم رأيهم و صحح أخطاءهم وعزرهم إن إحتاج الأمر ولكن تذكر أنهم محاسبين ، ولا تنسى تذكيرهم دائما بأنهم كذلك محاسبين من عند الله على كل أفعالهم. نقطة مهمة أن تتوقف عن معاملتهم كصغار... ولن تفعل إن كنت قد إتبعت إسلوبا تربويا سويا زرعت فيه ما ستحصد اليوم.

وللإجابة على سؤال أين كانت فترة المراهقة عند أجدادنا ومن سبقهم، فكانت تمضي في حياة طبيعية عملية مليئة بالمسؤوليات قليلة التسكع والفراغ كثيرة العمل والجد و الإجتهاد إلا قليلا ممن كان يعير بنومه كالمرأة في البيت حينها... تكون في حياة تمر بفتراتها الطبيعية، فما أن يبلغ الإنسان لا يصبح طفلا بل يصبح بالغا و على ذلك الإعتبار يعامل... وهو ما لانفعله اليوم ، فلدينا أطفال في سن الخاسة والعشرين... فقط لأنهم لم يتخرجوا بعد... 

فترة البلوغ المعروفة بالمراهقة فترة قمة طاقة الإنسان ، فوجهها توجيها حسنا كي لا تتوجه في الغضب والعصيان والمعاصي واللعب ومضيعة الوقت... ولا تقل أن من بلغ وإن كان عمره عشر سنوات هو طفل أو كما يسمى قاصر...، فبذلك أنت تخالف الفطرة وتجني نتائج ذلك في تصرفات أولادك فتلوم المراهقة ظلما...


شكرا...