الثلاثاء، 7 مارس 2017

كيف تكون المشاركة في الحياة الزوجية ؟

By 1:06 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ماهو مفهوم المشاركة برأيك؟

المشاركة ... تلك الكلمة السحرية التي تتردد على لسان الكثيرين فيما يخص الحياة الزوجية وأنها تبنى على "التفاهم" و "المشاركة" و كل يبرر ما يفعله بمبدأ المشاركة و يرفض ما يرفضه بذات المبدأ و يطالب بما له وليس له أيضا مبررا كل شيء يفعله إن كان له أو لم يكن بأن الحياة مشاركة... 

يتصور البعض أن المشاركة تعني أن لا تمنعني من القيام بدورك كما أقوم بدوري وأن تقوم أنت بدوري ودورك أيضا دون إعتراض ، و أن المشاركة هي أن نفعل أنا وأنت ذات الشيء في ذات الوقت حتى نكون جميعا مشاركين في الفعل ... فيفعل كلانا ما يفعله الآخر ... 

و الواقع يرينا أن هذا المفهوم أثبت فشله عمليا حيث أنك لن تستطيع حمل شيء إلا إذا أمسكته من طرفيه و ليس أن يمسك كل من يشارك في حمله من ذات الطرف ... أو أن تحمل حمل إثنين لوحدك... 
تصور أن يحمل شخصان إناء كبير مليء بالماء و يمسكانه من جهة واحدة... 

ما معنى المشاركة؟

هي أن يكون لك نصيب من شيء تتقاسمه مع غيرك أو أن تساهم في شيء فتكون شريكا فيه...
مشارك في الأرباح أي له نصيب منها وليس كلها ، مشارك في إنجاح المشروع أي أنه ساهم بجزء في تقديمه أو إنتاجه، بالتالي يكون له نصيب منه...
ولكي تنجح المساهمة و تنجح المشاركة لابد من وجود عنصر مهم جدا وهو توزيع الأدوار بين المشاركين، فبدونها ستكون هناك فوضى و سيكون من الصعب جدا السيطرة على سير أي مشروع أو نشاط...
كيف ستشارك رغيفا مع أخ لك مالم يتم تقاسمه بينك وبينه؟

إن طبقنا المشاركة بمفهومها المنتشر اليوم بين الكثير منا، عندها سنأكل أنا وأنت من ذات الجهة ونقضم ذات القطعة بالتحديد؟ 
لو فعلنا ذلك لن تكفينا في ذات الوقت و إما أن تقضم أنت أو أقضم أنا ولن نستطيع وضع فمي وفمك في ذات الموضع وذات الوقت، لذا فإن المشاركة تقتضي أن نتقاسم الرغيف وتأخذ أنت جزء وأنا جزء آخر... عندها فقط تكون مشاركة ، فأنت لك نصيبك و أنا لي نصيب منها...و بذلك نكون قد قسمنا الأدوار و تشاركنا...

و هذا تماما ما يجب أن يحدث في الزواج إن أردت أن يكون زواجك حقا مشاركة... فتوزيع الأدوار في الزواج مهم و ضروري جدا، و عليك أن تفهم جيدا ماهو دورك في الزواج قبل ان تقبل عليه و تعرف دور الآخر أيضا حتى تلتزم دورك ولا تتعداه و تكون طرفا مشاركا لا متعديا ولا مبادلا للأدوار ، و إن ركزت ستجد أن الخالق سبحانه وزع الأدوار في الأٍسرة حتى تسير الحياة في مسارها الصحيح، لذلك فإن الرجل خلق على هيأته وكلف بأشياء لم تكلف بها المرأة  و كذلك كلفت المرأة التي خلقت على هيأتها وكلفت بما لم يكلف به الرجل ، و إن قام الرجل بما عليه من دور هو ميسر و مهيأ له و قامت المرأة بما عليها من دور وهي ميسرة و مهيأة له  ولم يسعى أي منهما لتبادل الأدوار وأخذ دور ليس بدوره، عندها تكون حقا مشاركة تكاملية يرتاح لها الجميع و يهنأ في حياته...

و بدون ما حدده من خلقنا من أدوار لا تكون الحياة مشاركة بل يكون تحميل أحمال أو هضم حقوق وظلم لأحد الطرفين لا يشعر به إلا من وقع تحت وطأته... والذي أحايانا يحدث بأختيار الأطراف... أو أحدها

وبالنظر إلى ما كلف الله به كل من الرجل و المرأة في الزواج ، فإننا نجد أن توزيع الأدوار قائم بشكل عادل جدا وليس فيه إجحاف على أحد بل تكريم و تكميل للمشاركة في أداء الأدوار... ولا تختل حياتهم إلا بإهمال أو تعدي...

فإن أردت حقا أن تعيش المشاركة ... راجع فطرتك و دقق لتعرف حقا ما هو الدور الذي قُسم لك و لزوجك لتأخذه ولا تتعداه، اللهم إن دعت الضرورة القصوى التي لا مفر منها حقا وليس إتباعا للهوى... وقم بما عليك من دور على أكمل وجه و إدعم الآخر أن يقوم بدوره أيضا دون أن تتداخل الأدوار أو يكون هناك تبادل ... و سترى كيف حقا تكون المشاركة في الزواج... 


إستعملت هكذا صور لوصف الرجل بأنه متسلط وأن المرأة أصبحت خادمة له وأنها يجب ان تتحرر من تلك العبودية ، في حين أنك إذا ما دققت في الصورة ستجد أنها تقوم بودرها للمشاركة في حياتهما معا، كيف؟ هو يخرج للعمل وكما كانت الأعمال في تلك الأزمنة كلها عضلية مجهدة متعبة ولعله يسير مسافات طويلة لكي يجلب الرزق للبيت ، و كان دورها أن تعينه على أن يرتاح من كل ذاكالتعب لكي يتمكن من أن يعيد الكرة غدا و يستمر في جلب الرزق ، وهو دور تقوم به للمشاركة في حياتهما معاو تشارك به زوجها لتستمر حياتهم... 


شكراً...