الثلاثاء، 12 يناير 2016

كيف توقف التهديد بالفضيحة ...؟

By 11:07 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




يحدث كثيرا أن يهدد أحدهم  بأن يفضح أمره ، و يكون قد إمتلك شيئا ضده يهدده به … و كثيرا ما يكون ما إمتلك شيء أعطاه الآخر له طواعية … ولم يغصبه عليه … و كثيرا ما تكون الحالة … تعرف شاب على فتاة … و ترسل له صورا فيهددها بها ليحصل منها على المزيد … أو كل ما يريد … 

إن كان هناك شاب ... تعرفتي عليه ... و أعطيتيه ما يمكن أن يهددك به ... كأن يقول أنه سيخبر أباك أنك على علاقة به و أنه يعرف هاتفك و غيرها ... أو ينشر صورتك في الإنترنت و التي بنفسك أرسلتها له أو قد تكون صديقتك أرسلتها له ... نكاية فيك ... و أنت أعطيتها لصديقتك … برضاك أو بدون رضاك … 

كيف نتصرف؟ 

هناك عدة تصرفات ... تصرفات قبل الكارثة … إن كنت ستعتبر ذلك الأمر كارثة و فضيحة … 

ماهي الكارثة؟ 
أن يخبر أهلك؟ لا هذه فهذه نتيجة الكارثة و ليست الكارثة نفسها ... فالكارثة هي أنك سمحتي لنفسك أن تعطيه طريقا ليتحدث إليك و تتعلقي به و تحادثيه من دون علم أهلك ... و الكارثة أنك أرسلتي له ما تعرفي أن أهلك لن يغفروا لك إن عرفوا أنك فعلتي … و هنا كنتي قادرة على عدم إعطاءه الفرصة أو الإمكانية لأن يتحدث معك و إن وقف على أرنبة أنفه… و لم يكن هناك فرض ليفرض عليك إرسال صورك له …  

فالتصرف الأول الذي يمكن القيام به لمنع حدوث مشكلة مع أهلك و فضح أمرك هو عدم الدخول في هذه الخلطة من الأساس ... و ذلك يعني منع حدوث الكارثة من البداية ...

التصرف أثناء ممارستك للكارثة ...أن تتذكري أنك تمارسين الخطأ ... وهناك من يعتقد أنه مادام هو حوار و تبادل أراء بإعجاب فقط و نحن لا نتحدث عن حرام او أشياء عيب ولم يلمسني و لم ألمسه … فهو أمر لا بأس به و من ثم … أنا أحبه لا أستطيع العيش بدونه … لا أقدر على عدم الحديث معه كل يوم … قلبي ينقبض … و هكذا حتى يحدث كل ما بسببه يكتب هذا الحوار.

فتصرفك الأهم … أن تنتبهي لنفسك و توقفي الكارثة التي أنت وحدك من يساهم في تحقيقها ، وأنك بإرادتك تعطي شخص غريب من المرجح أن يكون إنسان بلا قلب أو عقل و قذر جدا أكثر من ترجيح أنه سيكون العريس المنشود … وتعطيه الإمكانية أنه يبتزك بشيء أنت من سلمه له بنفسك …

تصرف بعد وقوع الفأس في الرأس ...

حدث ما حدث … و كان الحديث و التعلق به و بدأت التنازلات رويدا رويدا … بدأت بمحادثة و أصبحت هاتفية و تحولت إلى لقاء في خروج إلى السوق مع الماما أو بعد المدرسة أو في العمل أو … أو … قد يخيل للبعض أنه يقول لنفسه … لا أنا لا يمكن أبدا مستحيل أخرج و التقي أحدا في الشارع أنا بنت ناس ، ولكن لا بأس بالمحادثة الكتابية فقط … يا أخية … تفكيرك قبل التعلق سيختلف تماما عن تفكيرك بعد التعلق فلا تؤدي بنفسك إلى التعلق بالحديث حتى لا يحدث ما لا يرضيك ولا يرضي أحد …  و أيا كانت التنازلات التي يصفها الجميع بـ ( ضعفت ) و السؤال الحقيقي ربما … ما الذي أوصلك إلى الضعف إلا تنازلك و خوضك فيما لا يجب أن تخوض … 


كيف اتصرف ؟
أولا يجب أن تكوني على قدر المسئولية … و تحمل المسئولية و تحمل نتيجة تصرفاتك و إقدامك على هذا الفعل من البداية ، و ربما تذكري عندما كنت تداري ذلك أمام أهلك لتستمري فيه … و ذلك لأنك تعرفي جيدا أنه خطأ … ولكن … الكل يفعلها لما أنا لا …و لست أقل منهم شأنا … و ربما والدتك تؤيدك أيضا عسى أن يكون هذا زوج المستقبل  “ لسان حال الكثيرين “ 
مع أنك تعرف و تعرفي أن ذلك خاطئ و إلا لما وصلنا إلى مشكلة ( سأفضحك على الملأ و تهديدات من هذا القذر “الذي قبيل هذا التهديد كان … حبيب القلب  ) 

التصرف الأفضل أن تخبري والدتك إن لم تكن تعلم أساسا … أن تخبر والدك … ( و الغالبية سيقولون أنه من المستحيل لأنه إن عرف سيقتلني … و هنا نسألك … مادمت تعرفي أنه سيقتلك و نتيجة فعلك فما الذي جعلك تعطي هذا التنازل و تسلمي نفسك لشخص غريب بلا عقد ولا حلال و أنت تعلمي جيدا أن والدك لن يكون راض على شيء كهذا ، ناهيك أن الله غير راض عنها) 
ولكن … أن تحصلي من أبيك على توبيخ أو ضرب أو عقاب … عندما يصله الخبر … أفضل من أن يصل الخبر لوالدك من شخص غريب … وهو غافل و يعتقد و يظن أن إبنته ليس مثلها أحد و قمة في الحياء و الحشمة ولا يمكن أن تبيع شرفها و عفتها لشاب … تحادثه ليل نهار أكثر مما تتحدث مع أمها و أبيها و أخوتها … هل لك أن تتصوري كيف سيكون أبيك وهو يسمع أو تصله مكالمة و ربما صورك التي أرستلها لذاك الشاب؟

تأكدي أن الحل دائما في الصراحة … و تحمل مسئولية الفعل الذي أقدمتي عليه بنفسك … و مواجهة غلطتك و لا تزد عليها غلطة اكبر منها خوفا من إخبار أهلك … فتتفاقم المشكلة أكثر و أكثر … بالخضوع للتهديدات و الضغوطات لتسلمي ما هو أكثر مما سلمتي من قبل … والتي قد يكون خلفها فقط أنه يريد الوصول إلى شيء منك في قبلة أو حضن أو حتى كلام بالهاتف و تقنعي نفسك بأن تقولي أن علاقتنا بما يرضي الله … ولا نعرف شيئا يرضي الله ولا يرضي بابا … في علاقة بين رجل و إمرأة إلا زواج على سنة الله و رسوله … و عندها لا وف من إخبار الأب فهو بنفسه زفك إليه … و فرح أنك به إجتمعتي… فالحل يبدأ في عدم الدخول إلى هذه الدوامة … و إن حدث و دخلت … ففي الصراحة و الإعتراف بالذنب و التوبة منه بينك و بين الله … حل لا يمكن أن تجديه في أي أسلوب أخر … و عدم الإعتراف سيجعل المشكلة تكبر ككرة الثلح و تتضخم و يكون أثرها عليك أكبر بكثير … و لن تعجبك نتيجتها أبدا … 
لنوقف هذا التهديد ... يجب أن نراجع مفاهيمنا و ثوابتنا و نصححها مما فيها من خلط و لبس و عطب … و نضغط جميعا للعودة إلى الفطرة السليمة … حتى و إن عدنا للسكن في خيام من تراب … عافانا الله و إياكم و هدانا للتوبة و الخروج إلى البر سالمين 


شكراً…