الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

كيف تعلم إبنك الشكر ...

By 12:06 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 


عندما يلتقي شخص مع صديق و يكون إبنه أو إبنته معه … و يعطيه حلوى … فيقول الأب لإبنه .. ماذا نقول عندما يعطوننا شيء؟ 
فيستحي الإبن و ينكمش و ربما يكون شجاعاً يقولها ناقصة نقاط حرف الشين … 

ولكن لماذا إحتاج الأب أن يذكّر إبنه أن يقول شكرا أمام الصديق؟

هو أن يعلمه كيف يشكر و يمتن لمن أعطاه شيئا … و هذه عادة حسنة يجب أن يتعملها كل الأطفال و يجب أن تكون تلقائية لديهم حتى لا يحتاج الأب أو الأم إلى التنويه إليها كلما إحتاج الأمر … 

إذا ما جربت مرة أن تعطي أي عامل أو شخص إفريقي شيئاً … سواء أجرة عمل قام به ، خبزا … أو أي شيء … راقب كيف يستلمه منك … 
سيمد يديه الإثنين في إنحناء و إمتنان كاملين … 

سألت أحدهم مرة لشدة ما أعجبتني هذه الحركة التلقائية التي يقومون بها … عن لماذا تفعلون ذلك؟
فقال بهذا نري من يعطينا شيئا أننا ممتنون شاكرون فرحون بما قدم لنا ، و هذا نوع من أنواع الشكر ، تعلمناه في صغرنا و نعلمه لصغارنا ليكونوا ممتنين لمن يعطيهم … أي شيء … 
وهي عادة جدا راقية … و بها ترق القلوب و يزيدالحنو و حسن التواصل بين العاطي و المعطي … 

ولكن … كيف يمكنك أن تعلم إبنك أن يشكر دون أن تقول له هيا أشكر ؟

الأمر سهل جداً … إن كنت ستلتزم به أنت بنفسك … و تريد ذلك … 

نعم أن تلتزم أنت بشكر طفلك كلما قدم لك شيئا ، أو نفذ أمرا طلبته منه و أحضر لك ما تريد أو فعل ما تريد … أنهي كلامك بقول … شكرا …

أحضر لي كوب ماء … يحضره … خذه و قل شكرا … و ليقل هو عفوا … و لاتي ستعلمها منك عندما يقول لك هو شكرا…
أكتب واجبك … يكتبه ، ينتهي منه … راجعه معه و قل له شكرا …
أرجع صحنك إلى مكانه … خذ صحنك أنت أيضا … و اصحبه و عندما يضعه في مكانه … شكرا … 
أغلق النور عندما تخرج … يخرج و يغلقه فتقول له … شكرا … 
نظف أسنانك … نظف أسنانه … قبله قبلة النوم و قل له شكرا …
طلبت شيئا و لم ينفذه … أطلب منه تنفيذه و عندما يكمل … شكرا … 
اشكره على كل ما يفعل من حسنات … كل وقت لا تنسى الشكر … 
مع الإستمرارية … سيعتاد أن يكون شاكراً … سيعتاد أن ينطق كلمة شكرا … و ينطق كلمة عفواً … عندما تشكره … 

جرب … ولا تنتظر النتيجة بعد إسبوع … ولكن جربها بإستمرار و بنفسك ستلاحظ أنه تعلم الشكر و طبقه … لإنك كنت قدوة له في ذلك … 

تذكر جيدا ... أن هذا يبدأ منذ ولادته ... تحدث معه و إن كان وليدا ... و تعامل معه في كل الأوقات كأنك تتعامل مع شخص بالغ ... ولا تقل صغير ولا يفهم ولا يعقل ... لا ... لا تقل ذلك ... 

ولا تنسى أن تعتذر منه عندما تخطئ أنت … لتكون انت قدوته في الإعتذار … 
و تذكر جيدا … أن الإعتذار قوة … وليس ضعفا … و من يعتذر هذا يعني أنه إنسان واضح صريح مع نفسه قوي في شخصيته أنه إمتلك الجرأة أن يقدم إعتذاره و يعترف بالخطأ … فهل أنت شخصية ضعيفة أم قوية ؟
أري إبناءك أنك صاحب شخصية قوية … و علمهم التواضيع بتواضعك معهم … و كن انت القدوة لما تريدهم أن يفعلوا … 


جرب …

شكرا لك لإنك ستجرب … 



شكراً…