الأحد، 6 ديسمبر 2015

كيف تعزز ثقة طفلك فيك ...

By 10:31 ص
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


كثيرا ما يشكوا الأهالي من عدم سماع أبناءهم للكلام ، و كأن شيطانا تلبسهم و هم لا يهدأون ولا يقعدون في مكان أبدا ... و يقابل هذا بسخط و غضب و تصرفات من الأهل ، تزيد في عناد الطفل و عدم ثقته بهم ... و هذا شيء بالتأكيد لا ترغب في أن يكون بينك و بين أبنائك ... 
و من أهم أسباب طاعة الأبناء لأهلهم هو أسلوب التعاطي معهم في المشاكل و عند إرتكاب الأخطاء ... فطاعة الخوف لا تدوم ... ولكن طاعة الثقة تدوم أكثر ... و تقلل من عناءك في تعاملك معهم ... منح ثقة ... تفهم ... و صدق تواصل و مجال للحوار .

وهذه تجربة ... إن أردت أن تزرع الثقة في طفلك تجاهك ... و تعلمه الصبر ...
إعتاد الكثيرون على تلبية طلبات أطفالهم بشكل عشوائي أحيانا ، و أحيانا من أجل اسكاتهم ... و حيانا إعتقادا منهم أنهم يعوضونه على ما لم يستطع اباءهم فعله لهم ( اي الجد لم يفعل للوالد ما يحاول الوالد فعله لطفله الآن )
و غالبا ما تكون هذه الأساليب فيها مفسدة بشكل أو بآخر للطفل فإن كان هناك إفراط فهذا خطر و إن كان هناك تفريط فهذا أيضا خطر ... 
|إذا ما هي الفكرة ؟ و هذا يجب أن يطبق في سن مبكرة مع طفلك … 
الفكرة في مثال :
أتى الطفل و راى لعبة ... أو طلب لعبة ما أو شيئا ما ...
أنت بإمكانك أن تشتريه و بإمكانك أن تلبيه و ليس بالأمر الصعب ... و لكن 
ليكن جوابك أنه ليس وقتها الان ... 
اذا سألك الطفل و متى يكون وقتها؟ 
قل له عندما يأتي وقتها سنشتريها ... و إن لم يسأل فأخبرة مباشرة أنه ليس وقتها الآن و لكن عندما يأتي وقتها سنشتريها و نحصل عليها ... وتكون لك …
حاول أن تكون جاداً في كلامك و أن تكون مقنعا له ...
هنا عليك أن تتذكر جيداً ما الذي طلبه الطفل ... نعم أنت تستطيع تلبيته ولكن جرب هذه الطريقة ...
إن كرر السؤال أجبه بذات الإجابة ... ليس وقتها الآن ( مش وقتها توة ) ولكن ركز أن لا يكون أسلوبك و نبرتك غاضبة ... و يمكنك إتباعها … بهدوء و ثقة … نبرة صوتك مهمة جدا … 

بعد مرور يومين على الأقل ... أحضر تلك اللعبة أو الشيء الذي طلبه الطفل و أحضره له في غفلة منه ... و أعطها له و قل له ... هذا وقتها … ولإن وقتها قد جاء فها قد حصلنا عليها … 
كرر الفعل بقدر إستطاعتك كلما سنحت الفرصة و يتكون هناك الكثير من الفرص ... و ستجد أن الطفل سيسمع منك و يصدقك عندما تقول ليس وقتها ... لأنك أثبت له أنك عند كلمتك و لم تنسى ما وعدت به … 
بهذه الطريقة تستطيع تأجيل أي شي إن كنت مشغولا و زرع الثقة في طفلك تجاهك و تصديق كلامك ، و توفيرها في وقت لاحق أو أن تقول … ليس لدينا إمكانية الآن للحصول عليها … ربما إذا توفرت الإمكانية نحاول التفكير في الأمر … كن دائما منطقي الإجابة … واضح و صادق … إن أردت مصلحتك و مصلحته … 
وهذا بالطبع لا يعني أن لا تكون قدوة في كل ما تفعله أمامه بربط ما تقول بما تفعل … ودائما ليكن لديك جواب صحيح صادق واضح عن كل شيء تفعله … و إن تبدلت الظروف … فاليوم قلت لا عن شيء … غدا فعلته … وضح له الضرف و إختلافه و لماذا اليوم يختلف عن الأمس بمنطق و صراحة و صدق …
و إن أردت أن تزيد من تفاعلية التجربة ... إن طلب منك شيئا كبيرا ... لنقل دراجة ... أخبره بأن يبدا في جمع المال ليشتريها بنفسه ... 
خذ له حصالة ( شقاقة ) و أعطه مالا كل حين و ربما تدربه على أن يقوم بفعل أشياء و تشجعه ببعض المال ليضعه في الحصالة وإن ردد لك السؤال … متى نشتري الدراجة مثلا .. اسأله هل جمعت مالا كافي؟ 
إن قال لا ... فقل له لننتظر إذا لتجمع مالا أكثر و إن قال نعم شاركه في العد و معرفه القيمة إن كانت تكفي فخذه إلى المحل ليختار هو دراجته … و إن لم يجد في ذاك المحل اهتم بالامر حتى يجد مايناسب ميزانيته … 

هناك عدة ملاحظات هنا و أولها أنه يجب أن يكون بينك و بين طلفك مجال للحوار و يجب أن يكون هناك مجال عندك للإستماع إليه و إجابته أجوبة حقيقية و اقعية صحيحة دون إعتبار أنه طفل صغير لا يفهم ولا يفقه ... فتذكر دائما أنك تبرمجه بكل ما تفعله أنت فهو يملك عقلا كاملا ناضجا غير انه خالي من المعلومات … فحاول منذ البداية أن تشحنه بمعلومات صحيحة موثوقة ولا عيب في أن تقول أنك لا تعرف و لكنك ستبحث و تحاول إجابته … ليتعلم مبدأ البحث هو أيضا … 
لا تهزأ على شيء ولا تحاول أن تقلل من قيمة أي شيء ... فالتربية تحتاج إلى فهم و تركيز و عمل على مدى طويل ... و كل رشفة تبلل الريق
إن زرعت الثقة فيك من قبل طفلك فقد قطعت شوطا لا يستهان به في تكوين شخصية طفلك … و هيأته أن يستقبل منك كل معلومة و كل نصيحة بسهولة أكثر و قناعة أكبر أن والدي لا يكذبان علي ولا يتحدثان إلا لمصلحتي ، و هذا شيء ستزرعه أنت فيه بتوعية نفسك و تثقيف نفسك و الإستمرار دائما في الإجابة عن أي سؤال بشكل واضح و صريح ، لأنك بإجاباتك حقا … تكون شخصية طفلك و تضع له أساسات في ثقته فيك … ولا تستهن بأنه إن كبر في السن و إكتشف كذبك أنه لن تكون له مثالا سيئا و لك الإثم في ذلك … 
جرب ... و تستطيع تجربتها حتى مع تلاميذك في المدرسة بشكل أو بآخر ... مع تحوير المثال لكسب الثقة منهم ... فهناك كثير معلمات يعدن ولا يلبين … يتوعدن ولا ينفذن ،  و هذه مشكلة كبيرة جدا و الواضح أن فعلهم هذا منتشر و موجود حتى بينهم و بين أبناءهم ...
هذه إحدى الطرق التي يمكنك إستعمالها و التجارب التي أثبتت نجاحها في إكساب طفلك ثقة بك … و أهم ما فيها هو الصدق و الوضوح و العقلانية و المنطق … 
جرب … و تأكد أن ثقة طفلك بك لها دور مهم جدا في مستقبل تربيته والذي تبنيه أنت اليوم و تغرسه فيه له و لنفسك من أجل راحة أكثر … و هذا أفضل بكثير من كثرة العقاب و الوعيد و الشتم و الدعاء على الأبناء بعدم الصلاح …
إزرع الثقة فيهم و إزرع خوف الله في قلوبهم و ستجني ثمارها بإذن الله … و سيدعون لك بالرحمة و رفع الدرجات 

شكراً…