الثلاثاء، 26 يناير 2016

كيف تتخلص من متابعة المواقع الإباحية

By 12:15 م
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته 




الشهوة … 

وما أدراك ما الشهوة … 
شيء تطلبه النفس و تهواه … تحبه و تتبعه ، تطلبه و تقودك إليه … حبنا للشهوات لنا إختبار لا شك … و إنقيادنا خلفها قوة تحتاج إلى عزم و إصرار بقوة الجبال … و ربما … قوة الرجال … 

من أكبر ما أبتلينا به في زمننا هذا … سهولة الوصول إلى العراء … سهولة رؤية الأجساد العارية و الأفعال الإباحية التي حرمها الله إلا … بين الرجل و زوجه … إلا بين الرجل وزوجه و لهم عليها أجر عظيم … 
حرمتها و ذنوبها كثيرة … فالعين تزني و زناها النظر … و الأذن تزني و زناها السمع … و اليد تزني و زناها اللمس … و الفرج إما أن يصدق ذلك أو يكذبه … في طاعة ما قدمت له العين و الأذن و اليد … ليكتمل الذنب … 

بعضهم يقول … هذا شيء لا أستطيع مقاومته … فهو في قلبي … و القلب مفتاحه بين أيدينا … في غض البصر و حفظ السمع و ستر النفس … 
و لذلك فإن من المهم جدا ، أن نراجع منظومة الزواج لدينا ، حتى نعيدها إلى صحتها و إلى منطقها و سهولتها و تنظيمها الأساسي الذي فرض الله ، و نغربلها من كل الفساد الذي لحق بها و بالأفكال المرتبطة بها ، لجعلها منظومة بشفرة يصعب فكها إلا على من إمتلك المال الذي يكفي لتزويج عشرة أشخاص إذا ما أعيدت المنظومة لطبيعتها الأصلية … نعم هذه خطوة يجب أن يتحدث عنها الجيع و يجب أن يوافقها الجميع  و يجب أن يستبعد كل من يعارض تصحيحها و يتمسك بالشكليات و توافه الأمور التي يطلبها الجميع ( الا من رحم الله ) لإقامة الفرح و البهرجة في مهرجانات مازادت المشكلة إلا سوءا … 

مهم جدا أن نعيد الزواج لوضعه الطبيعي حتى يكون الإنسان قاضيا لشهوته في الحلال ، بأجر على ذلك … و يجب أن يعلم الجميع بلا حماقة … أن الزواج فيه الرجل يقضي شهوته مع زوجته … و الزوجة تقضي شهوتها مع زوجها … و ليس الزواج مصلحة لأحدهما دون الآخر … و ربما هذا موضوع يحتاج الى كيف بذاتها و شرح بتفصيلها كي يتعلم الكثير أن ما يشاهدونه في المواقع الإباحية لا علاقة له بالحياة الطبيعية و أنه من أهم أسباب فساد العلاقات الزوجية بكره الطرف للآخر بسبب عدم عيشه المتعة التي يتوقعها مما يراه في تلك المواقع و اللقطات … و ربما التقريب للصورة يكون … كما لو أنك رأيت فتاة بمكياج أو تدخل فوتوشوب … و رأيت ذات الفتاة على طبيعتها … و الكل يعلم الفرق جيدا … 
ومن المهم جدا أن نعود لقانون الستر والأساس … و هو الحل المسبق لهذه المشكلة قبل وقوعها… وهو واضح في قوله تعالى : 

(( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) {النور:30-31}.

لاحظ أن الأمر بغض البصر جاء للمؤمنين … و المؤمنات … أي الرجال و النساء … بلا تخصيص لأحدهما دون الآخر … أنت مأمور بذلك ذكرا كنت أو أنثى … و أتى أمر حفظ الفرج كذلك و واضح أن الطريق إلى حفظ الفرج هو حفظ البصر … فطريق هذا من ذاك …  و بالنسبة للنساء … زادت الآية التأكيد على ستر النفس … و ستر النفس معروف بعدم إظهار الزينة … و يا ترى ما هي الزينة؟ 

و الجميع يعلم أن جسد المرأة في طبيعته ملفت للإنتباه و مثير للشهوة عندما يعرض عرضا مائلا مميلا ضاغطا ضابطا مبرزا مفصلا … فأوجب الله أن يستر بعدم تفصيله أو إظهاره و ستره و أمر في هذه الآية بأن ينزل غطاء الرأس وهو الخمار من الرأس حتى الجيب ، و منطقة الجيب هي منطقة أسفل الصدر لكي يخفي تفاصيلها ولا يبرزها و تصبح مغطاة لا يبدو جلدها ولكنها تبدو مفصلة كأنها تصيح يا قوم أنا هنا … و هذا ما تفعله كثير من الفتيات و يتفنن في إظهاره مع تغطية الشعر … و ربما الشعر أقل فتنة من بقية الجسد و هن يعلمن ذلك جيدا … و من لا تعلم … و تقرأ هذه الكلمات … ها قد علمت … و لتراجع نفسها و تتق الله فيها وفي غيرها و لتستر جسدها في كل تفاصيله الأنثوية التي خلقها الله عليها … و أمرها إلى جانب الأمر بغض البصر للرجل أن تستره و تغضه ولا تبديه ولا تظهره إلا لزوجها … و الرجال في الشوارع ليسوا زوجها … و خطيبها ليس زوجها وزميلها في العمل و الدراسة ليس زوجها… فتصور أن حتى التفاصيل التي نراها في الشوارع بكثرة … لا يجب أن يراها إلا زوجها و كأن الشارع كله زوجها اليوم … و الكل يعلم ما هي التفاصيل التي بات أمرها معتادا رؤيته

و ما نريده أيضا من هذه الآية هو … التوبة إلى الله جميعا … لعلنا نفلح … 

نعم نحتاج إلى التوبة كي نفلح … أن نغض من أبصارنا و نحفظ فروجنا و نستر أنفسنا … و كذلك نبتعد عن إدمان المواقع الإباحية …

ولكن كيف؟

يجب أن تتأكد أن متابعة هذه المواقع هي عادة كعادة التدخين و شرب الخمر هو شيء تطلبه النفس لحبها له و إقبالها عليه و تأكد أنه شيء أودعه الله فينا بالفطرة و جعل لنا مسارا واحدا لقضاءه منه وهو الزواج … ولا فرق في ذلك بين رجل و إمرأة فكل البشر يشتهي ويحتاج إلى تصريف شهوته ولا حاجة لإحد ان يخرج نفسه من النص بحجة أنه مستغن عن الآخر و أن الحياة ليست رجل أو أن الحياة ليست إمرأة … و كفانا نفاق على أنفسنا في ذلك . 

وما الوسيلة التي تمكنك من ترك هذه العادة؟

ربما أن تعلم تأثيراتها السلبية عليك … فكما للتدخين و شرب الخمر تأثيرات سلبية … لهذا أيضا تأثيراته السلبية الخطيرة: 

  • أنها تصيب القلب بمرض ، و تصيبك بالنسيان السريع لما لديك من معلومات و ربما يشتكي من ذلك كثيرون ممن يدرسون و هم مدمنون على مشاهدة المقاطع في هواتفهم أو في المواقع و كذلك الصور ، فيجد أن يدرس لساعات طويلة ولكن في الإمتحان كأن أحدهم سكب الماء على كل الأحبار التي كتبت بها المعلومات في دماغه . 
  • حسب إحدى الدراسات أن متابعة المواقع الإباحية تصيب الإنسان بالغباء … و تقلصه و تسبب خمول بعض خلايا الدماغ
  • كثرة النظر إلى العورات تمرض القلب و ترهقه و تعطي الوجه طبعة شحوب و سواد تعكس على النفسية بالسوء و الضيق المستمر حتى وإن حاولت كثرة الضحك و اللهو .
  • أنها تفسد حياتك الزوجية بأنك تصبح تطلب من زوجك أشياء غير حقيقية أساسا كلها تمثيل يتقنها من يمثل في هذه المقاطع ناهيك عن تشويه معنى الإستمتاع بالزوج و تغيير أفكار كثيرة و إدخال مفاهيم مقيتة لا يراضاها إنسان عاقل أن تكون بينه و بين زوجه ، و يتركز كل ذلك في ذهن المتابع حتى يكون ذاك هو الأصل في ممارسته شهوته و لن يحقق له زوجه كل ذلك فيكرهه ولا يستمتع به لإنه سيشعر دائما أنه مقصر و قليل ولا يفقه من المتعة في شيئ .
  • ضعف في الرغبة عند لقاء الزوج ( للطرفين من كان منهم متابع و مدمن ) و إحباط مباشر لما في الواقع من إختلاف عن الطبيعة .
  • الإصابة بسرعة القذف عند الرجال  بحيث أنه تتبادر إلى ذهنه كل تلك الصور التي كان يشاهدها و تفسد عليه لحظته و تتسبب ممارسته المسبقة في سرعة إنقضاء شهوته مما يسبب عدم الرضا عند الزوجة ، و هذه من المشاكل المنتشرة جدا والتي بدورها تدعوا إلى البحث عن ما يشبع خارج إطار الزوجية بأي وسيلة كانت من الطرفين ( إلا من رحم الله) 
  • كما تتسبب العادة السرية عند النساء بعدم الرضا بالممارسة الطبيعية و عدم الحصول على ما كانت تحصل عليه من ممارستها بنفسها لإكتمال الصورة في ذهنها كما ترجوا و تطلب هي ، بالتالي تكون العلاقة دائما ناقصة مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة أكثر 

قد يكفي ما ذكر من سلبيات ستؤثر على صلب  علاقتك الزوجية بسبب بعض ثوان شهوة قضيتها فيما لا يرضي الله … وربما بها تنهار الحياة بأكملها … فلا تستهزئ على ذلك أبدا … 
كيف تترك ؟
إبدأ في التفكر في هذه الآية …
(( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) )) 

ركز جيدا … أن من يقترف السيئات لن يكون أبدا كمن لم يقترف السيئات … في الحياة الدنيا و الآخرة … أي أن من كان بعيدا عن السيئات سيعامل معاملة خاصة في الدنيا و يكون له القبول و التسهيل في الحلال و في الآخرة بمعاملة نحتاجها جميعا في تلك المواقف الصعبة … فماذا تريد؟ 
ألا يرضيك أن تكون من المؤمنين الذين إجتنبوا السيئات ؟
بالتأكيد يرضيك … فتذكر ذلك دائما … 
إمتلك العزم بنفسك و ساعدها … 

  • بإستشعار مراقبة الله لك الدائمة و المداومة على الصلاة في وقتها و الذكر و التسبيح والإستغفار (مهم جدا أن تشغل قلبك و لسانك بالذكر ما إستطعت عود نفسك على الذكر المستمر ليكون قلبك حاضرا) 
  • بغض البصر حيثما سرت و في الإنترنت و الهواتف و صرف نفسك عن التركيز و التدقيق بالإستغفار
  • بالصيام ، و فعل الخيرات ، تصدق و تطوع في خدمة الخير بما تستطيع و بجهد مضاعف .
  • بالسعي للزواج بشكل سريع و ربما التحرك الجماعي نحو تسهيل الزواج و تبسيط أمره و تخليصه مما فيه من عقد وتصحيح المفاهيم الخاصة به ليفهم الجميع أن الزواج ليس ما يرونه في المسلسلات و الأفلام التي أفسدت صورة الزواج كما أفسدت المواقع الإباحية صورة الشهوة.
  • بالإهتمام بالفكر ، بحيث تشغل نفسك في دراسة أو بحث أو هوايات خاصة ، و تملأ وقتك ببرامج تنفعك و تنمي قدراتك و تشغلك عن نفسك و لا بأس أن توجد لنفسك ما ينفعها في دنياها و آخرتها 
  • بعدم الإختلاء قدر المستطاع بحيث لا تهيء لنفسك الفرصة لتحدثك بطلب المشاهدة و تمنية النفس 
  • بالصحبة الصالحة من الأصدقاء و الزملاء في العمل ، مع مدارسة ما يهمكم من مواضيع و الإبتعاد عن أحاديث التي تثير الشهوة عن الجنس الآخر و الاقتراب أكثر من الأحاديث التي تنمي العقل و تجلب الأجر
  • بالإبتعاد عن كل شخص تعرف أنه سيوقعك في الشهوة و يجرك إليها أو ستجره إليها .
  • بأن تدعوا الله بإخلاص … أن يعفك و أن يقودك العفاف إلى الزواج 
  • أكتب ورقة أو ملصق ضعه على جهازك أو أمامك حيث تنام ، ذكر فيه نفسك بعدم الخوض في هذه المواقع ، ضع علامة تتذكرها بنفسك و ليس بالضرورة كلمات واضحة يفهمها الجميع ، بحيث تكون واضحة أمامك كلما دعتك نفسك للعودة للمشاهدة .
  • الإبتعاد عن العلاقات و المكالمات الهاتفية او المحادثات الخاصة المطولة التي تنزلق إلى ما يثير الشهوة فتبحث عن ما يطفئها.
  • تجنب الحديث مع الآخرين عن متابعتك لهذه المواقع و إستر نفسك ما سترك الله ، و إحرص على نصيحة من تسمعه يتحدث أمامك عن هذه المواقع و ربما يدعوا غيره للنظر إليها و يمنيهم بالمتعة في ذلك .

و تذكر دائما … أن باب التوبة مفتوح بفضل من الله ، تذكر أن تندم على فعلتك … و أن تتوب إلى الله و تعزم على عدم العودة … حتى و إن عدت و تكرر ضعفك و هزمتك نفسك … إعزم على التوبة و على ترك هذه المعصية ولا تقل أنا اقترفت ذنبا ولن يغفر الله لي و تستمر في غيك و الإستماع لشهوتك … بل تب إلى الله و عد إليه و سيقبل بإذن الله توبتك و يغفر لك و أطلب منه العون على هذه النفس الأمارة بالسوء و القدرة على مقاومتها … 



و الأهم … أن تعلم أن الأمر كله بيدك و بمقدورك أن تتوقف عن المتابعة و المشاهدة و أن تقوي عزيمتك حتى تعف نفسك ليرزقك الله من حيث لا تحتسب … 

شكراً...