الأحد، 17 يونيو 2018

كيف تنجح في حياتك...

By 1:58 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



النجاح وما يأتي معه من شعور مفعم بالسعادة والثقة في النفس والتأكد من القدرة على الإنجاز.
 
ولكن ما هو تعريف النجاح؟

هل هو إنجاح مشروع كنت تسعى لإقامته؟... وإذا ما فشل المشروع تكون أنت فاشلا؟
أتراه أداء وظيفة على أكمل وجه دون إغضاب الإدارة أو الحصول على إنذارات بسبب التقصير؟

أم هو تربية أولادك ليخرجوا للمجتمع بصحة نفسية وعقل سليم؟

أم يكون النجاح في الحصول على أعلى درجة في إختبارات الشهادة ومن ثم الجامعة فالدكتوراة؟

لا شك بأننا يجب أن نتفق أن كل إنجاز سعى له صاحبه وحققه هو نجاح على الأقل بالنسبة له ولمقاييسه، ومن المفترض أن نبارك هذا النجاح ليس لأننا نعتبره نجاح أو أنه أمر تافه بالنسبة لنا ولكن لأن صاحبه بذل جهدا في تحقيقه وهو وضع هدفه نصب عينيه وسعى له وحققه، إن كان ما حققه لا يخرج عن إطار المباح... 
 
طفلك الصغير الذي ينجح في أن يخطو خطوته الأولى...
تلقائيا تصفق وتفرح وتغمرك السعادة وتحتضنه وتعد ذلك نجاحا كبيرا بالنسبة لك وله في مسير تطوره ونموه وإن كان هذا الأمر بديهيا طبيعيا...

ولكن تحقيقه لهذا الإنجاز في لحظته كان نجاحا كاسحا يستحق الإحتفال الصغير الذي أقيم ...

من يخاف من قطع الطريق من رصيف إلى آخر. عندما يصبح على نفسه معتمدا في ذلك يكون قد نجح في التغلب على مخاوفه وزادت ثقته في نفسه لأنه حقق هدفا وتخطى حاجزا قد لا يكون شيئا يذكر لملايين من الناس غيره... ولكن هل نقلل من شأنه لأننا نعتبره أمرا تافها عاديا لا يذكر؟ 
لا نقلل من شأنه ولا نبالغ فيه أيضا ... ولكنه يعد بالنسبة له نجاح في حياته... وقد يؤدي به إلى نجاحات أخرى... 

ماهو النجاح في حياتنا وكيف نحققه...

ما تحتاجه لتحقيق النجاح في حياتك هو: 
الهدف... ماهدف حياتك الذي إخترت؟ وما الذي ترغب في أن تقضي فيه وقتك تشغل به نفسك ولا تبرحه حتى تنجزه وترى نتائجه؟

الوسيلة... كيف يمكنك الوصول لتحقيق هدفك؟ ما الذي سيعينك عليه وما الذي يقربك من تحقيقه؟ ومن أهم الوسائل هي العلم فكلما ازددت علما في المجال لما أردت تحقيقه كلما تمكنت من نفسك وَمِمَّا أردت تحقيقه.

الوقت... العنصر الأهم الذي تقوم عليه الحياة فوجوده يعني أنك حي ونقصانه يعني أن النهاية قربت وبالتالي إستغلاله الإستغلال الأمثل مهم جدا ولا بد أن تعي أهميته قبل أن تفقده، وتعرف كيف تنظمه لتصنع منه سلما ترقى به لهدفك... وهو ما يأتي بنا للنقطة التالية وهي... 

الصبر ... على مصاعب وعقبات ستواجهك بكل تأكيد لأنك تخوض في المستقبل الذي يتجلى أمامك كلما خطوت خطوة إلى الأمام، وكلما إمتلكت من الصبر على نفسك قبل ما يحيط بك من عوامل كلما فتحت لك أبواب جديدة في ذهنك سمحت لك بمقاومة المغريات من حولك وألزمت نفسك الإستمرار في العمل لتحقيق ما تريد 

علو الهمة والإصرار والمثابرة وأن تجد في نفسك الثقة والقدرة للسير في هذا الطريق لتحقيق هدفك حتى وإن كنت أنت الوحيد الذي يراه ومن حولك قوم يسفهون أفكارك وأحلامك... إن كنت أنت تراه وربما تكاد تلمسه وثقتك فيك عالية للوصول إليه...ولا يتعارض مع إيمانك بالله، فما عليك إلا أن تجمع المقادير وتعطيها وقتها حتى تحقق ما تريد 

ولا ننسى أنه ليس للناج طريق واحد... 

وهل إذا ما لم تصل إلى النهاية بتحقيق ما رميت إليه وبذلت له الجهد وأعطيته من نفسك تكون فشلت؟

الفشل لا يعني عدم إنجاز الشي والخروج بالنتيجة التي أردت...

ولكن الفشل الحقيقي هو هزيمتك أمام العقبات وإستسلامك وتوقفك عن المحاولة والبحث عن طرق مغايرة لتحقيق إنجاز تخطيك هذه العقبات...
ذاك هو الفشل الحقيقي الذي يضيع تجربتك وإستفادتك منها إن فعلت...

أترى... هل نقول فشل سيدنا نوح في تأديه واجبه الذي كلف به لأنه لبث في قومه قرابة الألف عام ولم يؤمن له إلا قليل؟

لا بل أداها على أحسن ما يمكن لبشر أن يؤديها في تلك الظروف لأنه لم يضعف ولم يستسلم ولم يتوقف. 
بل قاوم وبذل الجهد والوسيلة وكل ما توفر له لنشر الدعوة بالرغم من معارضة الغالبية من الناس حينها.

أنبياء كثر لم يُؤْمِن لهم إلا القليل... ولكنهم نجحوا في إيصال رسالتهم وإن لم يُؤْمِن لهم أحد... ولكنهم أدوا ما عليهم بنجاح وهو التبليغ...

فالفشل يكون في عدم التبليغ وهو الفشل الحقيقي الذي يجب أن تحاربه في نفسك بأن تبذل جهدك وتستمر في بذلك حتى تصل إلى النهاية...
ومهما كانت النتيجة حينها تكون قد نجحت في حياتك أنك عزمت وبذلت وحققت وإن لم تحصل على النتيجة التي ترجوا.

وكل أمر في حياتك متوقف عليك أنت وكيف تتعامل معه وما الإختيارات التي تختار دون غيرها. 

ويبقى لك أمر واحد يجب أن لا تنساه... وهو أبعد من النجاح وأكثر أهمية وهو الفلاح... أن تحقق الفلاح في دنياك وآخرتك 

بأن تكون عبدا لله مؤمنا مطيعا وأن يكون كل عمل تسعى لتحقيقه في رضا الله هدفا وفِي رضا الله وسيلة وفِي رضا الله تحقيقا...

وتأكد أنك إن سعيت لنجاحات الدنيا وأنت حريص على الفلاح برضا الله فإنك وإن مت قبل تحقيق أي شيء في حياتك ماديا دنيويا... فإنك ستكون أفلحت وحصلت على رضا الله عنك...

ومن رضي الله عنه... ماذا يحتاج أكثر؟

شكرا...