السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الصحافة ... أم الأحرى أن نقول الإعلام بصفة عامة... والإعلام بكل ما يشمل من وسائل تصل بها المعلومة لعامة الناس وكلما إتسع نطاق نشر المعلومة و وصولها كلما كانت الوسيلة صاحبة تأثير أقوى أو قيمة إعلانات أعلى لمن رغب في الوصول إلى تلك الشريحة التي تصلها هذه الوسيلة... وهذا ما يفسر لك نجاح شركة الفيسبوك في إستقطاب قدر كبير من الإستثمارات و نجاحها في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس ممن إنجذبوا لهذا الموقع و خدماته...
السلطة هي القدرة على السيطرة و التحكم في الشيء والقدرة على تسييره كما يريد من يملك هذه القدرة أو السلطة.
فما السلطة التي خولت الإعلام أو الصحافة لأن تكون السلطة الرابعة إن كنت تعرف ما هي السلطات الثلاث الأخرى المسبوقة للسلطة الرابعة...
تربينا في بيئة تقول أن القطيع يتبع راعيه ويطيعه وإن سن السكاكين وذبحه ولا يخالف له أمرا مهما كان اأامر موافقا أو مخالفا لما أمر الله به... .وتربينا على أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إلا إذا ما تعلق الأمر بالراعي ورغباته وطلباته فطلباته أولى عند الرعاة والقطيع من عدم معصية الخالق والراعي دائما له إستثناءات بمسمى الضرورة المفروضة بقوة إمتلاك العصا التي يهش بها غنمه.
سلطة الإعلام كبيرة لدرجة أنها حوربت وأقصيت لكي لا يكون لها أي تأثير على من تسلط عليهم الراعي الذي تربوا على الإذعان له فقط من أجل أن يسمح لهم بالأكل من أخضر المرعى لا أصفره كما يحدث لمن يعصي أمر الراعي...
في حين أننا نرى أقواما غيرنا وإن كانوا كالقطيع في جوانب الشهوات الدنيوية في حياتهم إلا أنهم بما يتعلق بالسلطة كانوا فيها شيئا من الشركاء... فكان لابد لهم من صوت وهو الإعلام... فما الذي أعطى الإعلام عندهم هذه السلطة و كيف أصبح ذلك واقعا مؤثرا في حياتهم؟
إنها المعلومة التي بناء عليها يتحرك القطيع، يوافق يؤيد أو يعترض لتكون النتيجة وفق ما أراد القطيع رغما عن الراعي الذي إذا ما وقف في مواجهة القطيع ما إستطاع السيطرة عليه ولا الإختلاء ببعض نعجات ليغريهن بذاك العشب الأكثر خضرة دونا عن الآخرين... وعندها يكون دور الإعلام في فضح هذا العرض السخي الخسيس لتصل المعلومة لبقية القطيع فينبذ تلك النعجات ويعزلها إجتماعيا حتى يردعها وتخاف على نفسها فتفضل الإتفاق مع القطيع ضد الراعي لا العكس... بالتالي لا يبقى لحضرة الراعي إذا ما منع المجتمع أفراده من الخيانة خوفا من الفضيحة والنبذ والغربة بين أهله ، إلا أن ينصاع لسلطة الجماعة وقوتهم وإتخاذهم لهذا الموقف المشترك لفعل ما يريدوه وكل ذلك بتاثير المعلومة التي تنقلها الصحافة أو الإعلام ليكون هو أداة للسلطة الحقيقية وهي الشعب الذي يجبر من عينهم لتسيير شؤون حياته ليفعلوا فقط ما يريد الشعب لا ما يريدوا هم... لهم فعل ذلك بطريقتهم ولكن ليس لهم أن يجبروا الناس على شيء هم لا يريدونه كما يحدث مع القطيع...
بذلك يكون الإعلام سلطة تستمد قوتها من المعلومة التي بناء عليها سيتحرك الشعب ، و هو ما يمكن إستعماله ضد مصلحة الشعب في حالة كان الشعب منشغل بأكل العشب و الاجترار. عندها سيكون الإعلام أداة السلطة لكي يخبر القطيع في اَي إتجاه يريده أن يسير... أو أن يتقطع الإعلام بين أطراف متنازعة تتمكن من تفتيت القطيع لتذهب ريحه و تضعف قوته...
شكراً…